عرقل المتظاهرون التصويت المبكر الذي اجري الاحد في تايلاند وأرغموا عشرات المكاتب على غلق ابوابها، فيما قتل احد قادتهم برصاصة في رأسه قبل اسبوع من الانتخابات التشريعية التي تزداد احتمالات عدم اجرائها.
وقد وقعت اعمال عنف بعد الظهر، وقتل احد قادة التظاهرات بينما كان يخطب في الجماهير على سيارة بيك اب قرب مكتب تصويت، كما اعلنت المعارضة.
واكد عناصر الانقاذ مقتل رجل بالرصاص واصابة تسعة اشخاص آخرين بجروح.
والخطيب القتيل هو سوثين ثارنثين، احد قادة "جيش داما" احدى اكثر المجموعات المناهضة للحكومة تطرفا بزعامة سوثيب توغسوبان.
ويرفع هذا الحادث الجديد الدامي الى عشرة عدد القتلى منذ بدء الازمة قبل حوالى ثلاثة اشهر ويقلص فرص تنظيم الانتخابات الاحد المقبل.
وفي بانكوك وحدها، اضطرت اللجنة الانتخابية الى اقفال ما لا يقل ن 54 من 50 مكتب تصويت بسبب الحصار الذي يفرضه المتظاهرون على المكاتب.
ومنع عشرات المكاتب من فتح ابوابها في انحاء البلاد خصوصا في الجنوب معقل المعارضة.
وتقاطع المعارضة الانتخابات المطروحة للخروج من الازمة في اعقاب اسابيع من التظاهرات شبه اليومية في بانكوك، وبلغ بها الامر حد منع السير في بعض الاحياء.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتظاهر امورنشوك (65 عاما) الذي يقفل مكتب تصويت في العاصمة على غرار حوالى 2500 متظاهر كما تقول الشرطة، "انا هنا لامنع الناس من الادلاء بأصواتهم".
واضاف امورنشوك "انا لست معارضا للديموقراطية، ولست معارضا اجراء انتخابات، لكن يجب ان تكون نزيهة". وقد كرر بذلك فكرة المعارضة التي تدعو الى ارجاء الانتخابات وفترة الاصلاحات على ان يتم في هذه الاثناء تشكيل مجلس شعبي غير منتخب يتولى الحكم.
وامام مكتب تصويت في بانكوك يعرب عشرة من الناخبين عن احباطهم. وقالت فيبا يوتيبيتاك (75 عاما)لوكالة فرانس برس "جئت احمي حقوقي".
واضافت "لا يمكن ان نسمح بانفلات الامور. واذا لم نناضل اليوم فسنخسر حقوقنا"، معربة عن اسفها لانها لم تتمكن من ممارسة حقها في التصويت.
وعلى غرار ما فعلت هي، تطوع اكثر من مليوني ناخب من اجمالي اكثر من 49 مليونا، للتصويت قبل اسبوع من الموعد المحدد في اطار هذه الانتخابات التشريعية التي اقترحتها رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا لمحاولة انهاء ازمة سياسية مستمرة.
وعدا عن رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا، يستهدف المتظاهرون شقيقها ثاكسين شيناواترا الرئيس السابق للوزراء الذي اطاحه انقلاب في 2006 ويعيش في المنفى للافلات من الملاحقات بتهم الاختلاس. وتتهمه المعارضة بالاستمرار في حكم البلاد عبر شقيقته.
واجراء التصويت المبكر المقرر للناخبين الذين يتعذر عليهم التنقل الاحد يعتبر اختبارا.
وكان احد قادة التظاهرات سوثيب ثوغسوبان وعد بألا يمنع انصاره الناخبين من الدخول الى مكاتب التصويت، لكنهم سيحاولون "اقناعهم" بخطأهم.
وقال سوناي فاسوك من منظمة هيومن رايتس واتش ان وجود انصاره حول مكاتب التصويت هو في حد ذاته "الباب المفتوح الى شكل من اشكال ترهيب الناخبين".
اما ينغلوك شيناوترا التي اصدرت قرارا بحل البرلمان لتهدئة المتظاهرين، فترفض الاستقالة وترك منصبها ل "مجلس شعبي" يطالب به المتظاهرون.
وستلتقي رئيسة الوزراء اللجنة الانتخابية الثلاثاء وقد تضطر الى الاعلان عن ارجاء الانتخابات.
ويطالب انصار سوثيب الذين ينادون باستقالة رئيسة الوزراء مدعومين بتظاهرات عنيفة احيانا، بارجاء الانتخابات التشريعية سنة على الاقل. واثار اقتراحهم تشكيل مجلس شعبي غير منتخب لتولي الحكم بالوكالة مخاوف حيال نياتهم الديموقراطية.
واذا ما اجريت الانتخابات فمن المرجح ان يفوز بها حزب بوا تايي الحاكم، لان الحزب الديموقراطي المعارض قد اختار المقاطعة.

البوابة