اقر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الثلاثاء، على اقتراح الاخير طرح خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين على استفتاء ملزم امام منتسبي الحزب، فيما حذرت كتائب شهداء الاقصى الوفد الاميركي الذي سيصل الى المنطقة من دخول الاراضي الفلسطينية.
وسعى شارون من وراء عرض خطته على الاستفتاء امام الليكود، الى اسكات المعارضة المتصاعدة لخطته بين اعضاء الحزب للتخلي عن أي أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 كما يعارضون اجلاء 7500 مستوطن يهودي يعيشون في غزة.
وقالت مصادر سياسية ان شارون اذعن لضغوط بشأن اجراء استفتاء لاعضاء الحزب وعددهم 200 الف عضو فور عودته من الولايات المتحدة في منتصف ابريل نيسان القادم.
وفي مؤتمر لليكود عقد في تل ابيب الثلاثاء اقترع الاعضاء برفع الايدي واظهروا تأييدهم لاجراء استفتاء قال شارون ان نتائجه ستكون ملزمة له.
وعلى الرغم من معارضة كثيرين داخل ليكود التفريط في أي اراض محتلة الا ان استطلاعات الرأي تشير الى ان اعضاء الحزب يحبذون خطة الانسحاب من مستوطنات منعزلة في غزة يتعذر الدفاع
عنها.
وقال شارون في الاجتماع "قررت الموافقة على طلب وزير الزراعة اسرائيل كاتس باجراء استفتاء بين اعضاء ليكود ممن سيقترعون اما بالموافقة او برفض الخطة التي طرحتها."
وقال وسط ردود فعل متباينة من الاستحسان والرفض ان النتيجة "ستكون ملزمة لجميع اعضاء ليكود وأنا أولهم."
واضاف "يمكن ان تكون هناك خلافات في الرأي قبل القرار الا انه يجب ان نوحد كلمتنا بعد ذلك."
ولم يتعرض شارون في كلمته لموضوع "فك الارتباط" كما لم يخض في اى تفاصيل عن الخطة او فضائح الفساد التي تحاصره.
وقال رئيس الوزراء اليميني انه سيجري تصويتا وزاريا على مبادرته والتي تطالب بازالة كل او معظم المستوطنات اليهودية في غزة وربما عدة مستوطنات في الضفة الغربية بعد عودته من واشنطن التي يزورها في 14 نيسان/ابريل.
وحذر شارون شركاءه الاكثر تشددا من امكانية تشكيل حكومة جديدة اذا حاولوا الوقوف في وجه الانسحاب.
الاقصى تحذر الوفد الاميركي
وفي غضون ذلك، حذرت كتائب "شهداء الاقصى" التابعة لحركة فتح في بيان الوفد الاميركي الذي سيصل الى المنطقة من دخول الاراضي الفلسطينية مشددة على رفض هذه الزيارة التي قالت ان عواقبها ستكون "غير مرغوبة" بالنسبة للادارة الاميركية.
وقالت الكتائب في بيان "اننا في كتائب شهداء الاقصى نرسلها رسالة واضحة للوفد الاميركي القادم الى للاراضي الفلسطينية غدا وعلى راسه وليام بيرنز (مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط) بان هذه الزيارة مرفوضة قطعيا وستكون عواقبها غير مرغوبة للادارة الاميركية الظالمة".
وتابع "من هنا نحذر الادارة الاميركية كافة من دخول الاراضي الفلسطينية".
واضاف البيان "ان وفد الادارة الاميركية وعلى راسه وليام بيرنز يمنع دخولهم الاراضي الفلسطينية لقراراتهم الجائرة الظالمة ضد الشعب الفلسطيني ومساندتهم للعدو الصهيوني بقرار الفيتو".
وندد البيان "باستخدام الادارة الاميركية متمثلة بالبيت (الابيض) الاسود الفيتو الظالم في مجلس الامن ومنع العدالة الدولية ان تاخذ مجراها في ادانة العدو الاسرائيلي لاغتيال .. الشيخ احمد ياسين".
وكان الوفد الاميركي اجرى الثلاثاء محادثات مع المسؤولين الاوروبيين في بروكسل حول احياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط والتي زاد من تعثرها اغتيال الشيخ احمد ياسين.
وسيتوجه الوفد من بروكسل الى القدس لاجراء محادثات مماثلة مع المسؤولين الاسرائيليين وبعدها مع مسؤولين فلسطينيين قبل التوجه الى دولتين عربيتين على الاقل لم يتم تحديدهما.
وصرح متحدث باسم البعثة الاميركية في الاتحاد الاوروبي ان المحادثات التي سيجريها الموفدون الاميركيون الثلاثة تندرج في اطار مشاورات منتظمة بين اعضاء اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة).
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية ان المسؤولين الثلاثاء سيجرون محادثات في بروكسل والقدس.—(البوابة)—(مصادر متعددة)