من المتوقع ان تعرض القوى الكبرى الثلاثاء تخفيفا محدودا للعقوبات على ايران اذا وافقت على وقف انشطتها النووية الحساسة في مسعى جديد لحسم نزاع يهدد باشعال حرب جديدة في الشرق الاوسط.
وفي أول اجتماع لهم منذ ثمانية أشهر تأمل القوى العالمية في ان تنخرط ايران في محادثات جادة بشأن التوصل الى حل دبلوماسي.
لكن مع انشغال النخبة السياسية في الجمهورية الاسلامية بتصاعد الخلافات الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في يونيو حزيران لا يعتقد كثيرون ان المحادثات التي تجري اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء في الما اتا بقازاخستان ستؤدي الى انفراجة فورية.
ويقول دبلوماسيون ومحللون انه على أحسن الاحوال ستقبل ايران بالعرض المقدم من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين بجدية وتوافق على اجراء محادثات قريبا بشأن تطبيق خطوات عملية لتخفيف التوترات.
وقال دبلوماسي مشارك في المحادثات "ما نود ان نراه غدا هو اعتراف من جانب زملائنا الايرانيين بان عرضنا جاد...لكن هذا لن يكون التحرك الاخير في اللعبة. لا أتوقع انفراجة حاسمة".
ولا تبدي إيران أي مؤشرات على التراجع عن برنامجها النووي الذي تقول انه سلمي تماما لتوليد الطاقة بينما يشتبه الغرب ان الغرض منه هو اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة ذرية. وفرض الغرب على طهران عقوبات قلصت كثيرا من صادرات النفط الايرانية وهي شريان حياة بالنسبة لاقتصاد البلاد.
وصرح مسؤولون غربيون بأن العرض المقدم من القوى الكبرى هو نسخة مطورة من عرض رفضته ايران خلال اجتماع عقد في يونيو حزيران الماضي وانه سيتضمن تخفيفا للعقوبات المفروضة على تجارة الذهب ومعادن أخرى اذا وافقت طهران على اغلاق محطة فوردو للتخصيب.
وتبدأ المحادثات رسميا في الما اتا الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش.
ويقر مسؤولون غربيون ان تخفيف العقوبات الأمريكية والاوروبية على تجارة الذهب يعد خطوة متواضعة. لكن هذا قد يساعد طهران في عمليات مقايضة يمكن ان تسمح لها بتفادي عقوبات مالية صارمة.
وصرح مسؤول امريكي بأن القوى الكبرى تأمل ان تؤدي محادثات الما اتا الى محادثات متابعة اما على المستوى السياسي او الفني قبل ان تحتفل ايران بالعام الفارسي الجديد اواخر مارس آذار.
وقال "نحن مستعدون لتسريع وتيرة اجتماعاتنا ومناقشاتنا" وأضاف ان الولايات المتحدة مستعدة أيضا لاجراء محادثات ثنائية اذا كانت ايران جادة بشأنها.

مفاعل نووي ايراني