اعلنت القوات الاميركية انها بدات خفض وجودها داخل بغداد، وانها ابطلت مفعول صواريخ كانت معدة للاطلاق باتجاه المدينة. ياتي هذا فيما اعلن عضو في مجلس الحكم ان الغالبية في المجلس تؤيد ارجاء الانتخابات الى ما بعد نقل السلطة الى العراقيين.
وقال أحد كبار القادة الأميركيين الاثنين ان القوات الاميركية بدأت في خفض وجودها داخل بغداد مع وصول قوات جديدة سوف يقيم أغلبها في قواعد تقع على مشارف المدينة.
واوضح البريجادير جنرال مارك هرتلينج مساعد قائد الفرقة الاولى مدرعات التي سترحل عن بغداد ان الفرقة الأولى فرسان القادمة ستنتقل الى ثماني قواعد محيطة ببغداد الى جانب قاعدة موجودة بوسط العاصمة وهذا في مقابل 26 قاعدة موجودة في المدينة حاليا.
وانخفض عدد هذه القواعد بشدة بعد أن كان 60 قاعدة في الصيف الماضي عقب حرب العراق.
وذكرت الولايات المتحدة أنها تحول قواتها الى محيط بغداد لتسهيل مهمة ضباط الشرطة وقوات الدفاع المدني العراقية الذين تلقوا تدريبات مؤخرا في القيام بدورهم في حراسة العاصمة.
وصرح هرتلينج للصحفيين "هذا يتزامن مع تولي قوات الدفاع المدني مهامها وزيادة عدد أفراد الشرطة العراقية الموجودين في بغداد."
وأضاف "اذا سألتموني عن موعد محدد.. ليس هناك موعد...بعض المناطق داخل بغداد ستمر بهذه العملية أسرع من مناطق أخرى."
ومضى هرتلينج يقول ان القواعد الثماني الواقعة على مشارف بغداد ستستوعب ما بين 25 الف جندي و30 الف جندي وسيكون هو الوجود العسكري الاميركي الوحيد في بغداد بعد أن تتولى الفرقة الاولى فرسان القيادة في 15 نيسان/ابريل.
وذكر أن تدريب قوات الدفاع المدني العراقية انتهى وأن نحو ألف من أفراد الشرطة يجري تدريبهم شهريا.
وستتولى الفرقة الأولى فرسان مسؤولية منطقة عمليات أكبر قليلا لتضم بغداد وضواحيها. وكانت الفرقة الاولى مدرعات مسؤولة فقط عن المدينة ذاتها.
والى جانب تسليم مزيد من السلطة الى القوات العراقية قالت الولايات المتحدة انها تريد ألا يمثل وجودها عائقا للحياة اليومية في تلك المدينة المكتظة.
وقال الكولونيل مايك فورميكا قائد أول وحدة تصل من الفرقة الاولى فرسان قادمة من قاعدتها في فورت هود بتكساس ان قواته تحولت من الدبابات الى سيارات هامفي المدرعة لتحسين حراسة شوارع المدينة.
وأضاف فورميكا "سنكون أكثر قدرة على التنقل وأقل اثارة للضيق في تلك الأحياء...لذلك لن تكون هناك دبابات زنة كل منها 70 طنا تمر داخل الأحياء.. تدمر البنية الأساسية التي نحاول جاهدين إعادة بنائها."
صواريخ باتجاه بغداد
الى ذلك، اعلن مسؤولون عسكريون اميركيون ان القوات الاميركية ابطلت مفعول صواريخ كانت معدة للاطلاق باتجاه بغداد، واعتقلت اربعة عراقيين عثر في حوزتهم على نشرات توضح كيفية صناعة قنابل.
واوضح هؤلاء المسؤولون ان الصواريخ عثر عليها على طريق قرب جامعة ديالى خارج بعقوبة (50 كلم شمال بغداد)، وكانت معدة للاطلاق باتجاه المدينة.
غالبية مجلس الحكم تؤيد إرجاء الإنتخابات
على صعيد اخر، فقد اعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي امين عام الحزب الشيوعي حميد موسى ان غالبية اعضاء المجلس تريد ارجاء الانتخابات الى فترة ما بعد نقل السلطة الى العراقيين.
وقال موسى ردا على سؤال حول الاجتماع الذي عقده مجلس الحكم امس مع تسعة من خبراء الامم المتحدة للبحث في امكانية اجراء انتخابات يطالب بها الشيعة ان "الاكثرية (داخل المجلس) مع التريث والاستعداد الافضل للانتخابات على المستويات الفنية والسياسية والامنية".
واضاف "لكن، هذه القضية لا تحسم بالاكثرية هناك جهود للتوصل الى حل وسط من الامم المتحدة والعراقيين وهذا هو هدف وفد الامم المتحدة والجهود التي تبذلها مختلفت الاطراف العراقية".
واوضح ان من يريد الانتخابات او من يطالب بتاجيلها يتباحثون في ما بينهم و"يجب عدم الاخذ بالاكثرية والاقلية".
وقال موسى ان الحزب الشيوعي يؤيد فكرة التاجيل.
يشار الى ان الحزب الشيوعي هو من اقدم احزاب العراق لكنه كان ضحية قمع شديد ابان عهد الرئيس السابق صدام حسين كما ان نفوذه لا يقارن بذلك الذي تمارسه الحركات الاصولية الشيعية.
يذكر ان الشيعة يطالبون باجراء انتخابات مباشرة في اسرع وقت ممكن، في حين ينص الاتفاق الموقع بين سلطة التحالف الموقتة ومجلس الحكم على اختيار الجمعية الانتقالية عبر اقتراع غير مباشر.
وينص اتفاق 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 الذي ابرمه التحالف بقيادة الولايات المتحدة ومجلس الحكم الانتقالي على انتخاب جمعية انتقالية عبر انتخابات غير مباشرة في اطار عملية نقل السلطة قبل الثلاثين من حزيران/يونيو 2004.
لكن اية الله علي السيستاني يطالب بتشكيل هذه الجمعية عبر انتخابات عامة مباشرة.
وقال الاخضر الابراهيمي رئيس وفد خبراء الامم المتحدة ان "الامم المتحدة تؤكد فقط رغبتها الاكيدة في عمل كل ما يمكن لمساعدة شعب العراق بجميع فئاته ومكوناته للخروج من المحنة الطويلة التي مر بها واستعادة الاستقلال والسيادة واعادة بناء العراق".—(البوابة)—(مصادر متعددة)