القوات الأميركية تتحرك إلى داخل النجف وتعين ضابطا انشق على صدام قائدا جديدا لقوة الفلوجة

تاريخ النشر: 03 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تحركت القوات الاميركية الى قلب مدينة النجف ردا على تعرض قاعدة لها قرب المدينة لقصف بقذائف المورتر، فيما عينت ضابطا انشق سابقا عن الرئيس المخلوع صدام حسين، قائدا جديدا لقوة الفلوجة. ياتي هذا بينما استأنفت القوات اليابانية نشاطها في السماوة وارسلت استراليا فريقا للمشاركة بتدريب الجيش العراقي. 

وقال متحدث عسكري ان مسلحين عراقيين قصفوا ظهر الاثنين قاعدة أميركية قرب مدينة النجف الاشرف بعدد من قذائف المورتر. 

وقد ردت القوات الاميركية على هذا القصف بتحريك مدرعاتها، إلى قلب المدينة، وفق ما ذكرته شبكة "سي ان ان". لكنها اشارت الى ان هذه المدرعات تمركزت في مناطق بعيدة عن الاماكن المقدسة في المدينة، وبخاصة ضريح الامام علي.  

وكانت القاعدة العسكرية الأميركية القريبة من النجف قد تعرضت لهجوم آخر بقذائف المورتر ليلة الاثنين وفقا لمصادر عسكرية أميركية. 

وقالت مصادر عسكرية أن 18 قذيفة قد أطلقت على القاعدة خلال ثلاث هجمات متتالية مما أدى لاندلاع حرائق محدودة وتدمير سيارة مدرعة من طراز هامفي. 

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر هو المسؤول عن الهجمات. 

وقالت قناة "الجزيرة" ان عناصر من جيش المهدي اصيبوا بجروح في اشتباك مع القوات الاميركية في الضاحية الشرقية للمدينة.  

وكانت القوات الاميركية، وتحت وطأة ضغوط من الزعامات الشيعية في العراق، قد جمدت في وقت سابق خططا لدخول النجف بهدف القضاء على جيش المهدي واعتقال الصدر الذي تتهمه بالتورط في قتل المرجع الشيعي عبد المجيد الخوئي العام الماضي. 

تعيين قائد جديد لقوة الفلوجة  

في غضون ذلك، اعلن مسؤول كبير في الجيش الاميركي ان الولايات المتحدة عينت مسؤولا كبيرا سابقا في الجيش العراقي لتولي القيادة الكاملة للقوة العراقية في الفلوجة. 

وقال المسؤول ان محمد لطيف سيقود لواء الفلوجة وانه يجرى فحص سجله. 

وكانت القوات الاميركية كلفت اللواء جاسم صالح، وهو قائد كبير في الحرس الجمهوري السابق، بقيادة قوة لحفظ الامن في الفلوجة عقب اتفاق مع اهالي المدينة تم التوصل اليه بعد حصار استمر نحو شهر. 

وعلى عكس صالح الذي يتهمه زعماء الأغلبية الشيعية في العراق بالمشاركة في القمع الوحشي الذي قام به الحرس الجمهوري لسحق الانتفاضة الشيعية في عام 1991 يبدو أن لدى لطيف تاريخا من تحدي صدام يؤهله لعمله الجديد. 

وكان لطيف ضابطا بالمخابرات نفي في عهد صدام وربما يكون قد أمضى بعض الوقت في السجن كذلك. وقال مسؤول عسكري بارز ان لطيف تلقى تدريبا في انجلترا. 

ومن شأن تعيينه المساعدة في التغلب على ما اعتبر انتكاسة في الجهود الاميركية لكسب تأييد العراقيين قبيل تسليم السلطة. وفي حين يبدو أن الأقلية السنية التي كانت موالية لصدام يوما ما سعيدة بما يجري من أحداث في الفلوجة إلا ان تعيين صالح أثار غضب الشيعة وغيرهم. 

وقال قائد قوات مشاة البحرية في الفلوجة انه قبل عرضا من صالح بتشكيل القوة الجديدة لتكون بديلا في اللحظة الاخيرة عن شن هجوم شامل على المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة والتي قتل المئات من سكانها بالفعل خلال شهر من القتال. 

غير أن مسؤولين أميركيين بارزين في بغداد وواشنطن نأوا بأنفسهم عن صالح. وأقر ضباط من مشاة البحرية كذلك بأن بعض من رجال صالح وهم بضع مئات قد يكونون من أفراد الميليشيات التي قاتلتهم طوال شهر نيسان/ابريل الماضي. 

وربما كانت مشاهد رجال ملثمين يحتفلون صراحة "بالنصر على الأميركيين" في شوارع الفلوجة وتغاضي قوات صالح عنهم أثناء انسحاب مشاة البحرية الاميركية من بعض مواقع حصارها للمدينة قد أثارت غضب وزارة الدفاع الأميركية. 

وشن الجنرال ريتشارد مايرز رئيس قيادة الاركان المشتركة هجوما اعلاميا على محطة تلفزيون اميركية لاحد منتقدا ما وصفه بأنه تغطية مضللة من المدينة. 

وقال "مشاة البحرية لم تنسحب من الفلوجة." لقد سحبت القوات من العديد من المواقع لكنه يقول انها مازالت مستعدة لمهاجمة مواقع المقاتلين في أي وقت. 

وأعطت قوات مشاة البحرية القوات العراقية مهلة بضعة أيام لتحقيق ما فشلت في تحقيقه خلال الشهر الماضي وهو إجبار نحو الفي مقاتل على تسليم أسلحتهم الثقيلة والقبض على نحو 200 من المقاتلين الاسلاميين الاجانب والعثور على قتلة أربعة حراس أمن أميركيين كان قتلهم هو ما أثار أحداث الفلوجة. 

غير أن صالح قال انه ليس هناك مقاتلين أجانب. وتحدت القوات الاميركية قوله هذا في باديء الامر. لكن المسؤول البارز قال يوم الاثنين ان صالح قد يكون على حق. 

وأبلغ الصحفيين "بعضهم على الارجح قد قتل وبعضهم قد يكون خرج من المدينة. وربما أكثر من بعضهم." 

وقال قائد بارز الاسبوع الماضي ان قتلة الاميركيين الاربعة ربما يكونون فروا كذلك من الفلوجة مما لا يترك من هدف للقوة الجديدة سوى القضاء على فلول المقاومة. 

القوات اليابانية تستأنف نشاطها  

الى ذلك، فقد استأنفت القوات اليابانية بجنوب العراق الاثنين العمل في أحد الطرق في أحدث جهود انسانية تضطلع بها بعد هجوم بقذائف مورتر الشهر الماضي أدى الى توقف مؤقت للعمل. 

وقال معارضون لمهمة القوة اليابانية غير القتالية في مدينة السماوة الجنوبية وهي أضخم وأخطر عملية نشر لقوات يابانية منذ الحرب العالمية الثانية ان تدهور الأمن في العراق يعني أن نشر الجنود اليابانيين ينتهك القانون الذي يقصر تحركات القوات اليابانية على المناطق ذات الطبيعة غير القتالية. 

وفي أول نيسان/ابريل توقفت أنشطة حوالي 550 جنديا يابانيا في السماوة بسبب المخاوف الأمنية التي زاد من حدتها حوادث مثل قصف بقذائف مورتر قرب قاعدة القوات بالاضافة الى سقوط قذيفة قرب معسكر للقوات الهولندية في الجوار. 

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية "العمل في الطريق هو أحدث أعمال الانشاء التي استؤنفت." 

وأضاف أن أنشطة أخرى مثل إعادة تشييد مدرسة استؤنفت تدريجيا خلال الاسابيع القليلة الماضية. 

وأصرت اليابان مرارا على أنها لن تسحب قواتها من السماوة رغم تردي الامن في العراق واختطاف رهائن يابانيين مرتين الشهر الماضي. وقد اطلق سراح الجميع بعد احتجاز دام أياما. 

,b>استراليا ترسل فريقا لتدريب الجيش العراقي  

وعلى صعيد اخر، فقد اعلنت الحكومة الاسترالية انها أرسلت 40 جنديا الى العراق الاثنين للمساعدة في تدريب القوات المسلحة العراقية. 

وقال وزير الدفاع روبرت هيل ان فريقا أمنيا مؤلفا من 13 فردا ومركبتين مدرعتين خفيفيتين إضافيين سيدعم فريق التدريب ويحميه. وكانت الحكومة المحافظة في استراليا قد أعلنت عزمها إرسال الفريق في شباط/فبراير الماضي. 

وقال هيل في بيان "سيكون فريق التدريب مسؤولا عن نظام تدريب كامل يشمل التدريب على الأسلحة وبرامج القيادة وأنظمة التدريب لثلاث كتائب بالجيش العراقي والعاملين بمقر قيادة لواء." 

وأرسلت حكومة استراليا المحافظة الفي جندي استرالي للمشاركة في غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في العام الماضي ولا يزال نحو 850 جنديا استراليا من بينهم فريق التدريب في العراق أو في الدول المحيطة به. 

وأصبح مصير القوات من القضايا الهامة قبل الانتخابات التي يتوقع ان تجري في تشرين الاول/اكتوبر مما أدى الى انقسام حاد بين حكومة رئيس الوزراء جون هاوارد والمعارضة العمالية. 

وتتقارب نسبة التأييد لكل من الحكومة وحزب العمال في استطلاعات الراي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)