اعلن الرئيس ياسر عرفات ادانته لاستهداف المدنيين من الفلسطينيين والاسرائيليين، في كلمة القاها عبر الفيديو للقمة العربية التي انسحب منها الزعيم الليبي معمر القذافي، وكان الرئيس التونسي افتتح الدورة الـ 16 للقمة التي تحتضنها بلاده مشددا على التمسك العربي بالسلام و"التطوير".
عرفات
وناشد الرئيس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كلمة عبر الفيديو القمة العربية التي تعقد في تونس السبت والاحد مساعدة الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الشرسة الاسرائيلية.
واكد ان فلسطين ارض الديانات والانبياء تتعرض لهجمة لا انسانية ولا اخلاقية وهي الاشرس في العصر الحديث.
وناشد الزعماء العرب العمل للضغط على اسرائيل لتلتزم بالسلام والعودة للمفاوضات منددا بالعمليات التي تستهدف المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وشدد على قوة الصمود الفلسطيني ضد العدوان المتواصل على البنية التحتية والاقتصاد الفلسطيني بهدف الوصول الى الحرية والاستقلال.
وقال عرفات ان الخطر القابع اليوم حيث يشن الاحتلال جرائم يومية بشعة ضد جماهيرنا في الضفة وغزة من الاستيطان والجدار الفاصل واخرها رفح بجانب ما يجري في القدس الشريف وضد مقدساتنا المسيحية والاسلامية
واكد على تمسك الشعب الفلسطيني بخيار السلام الذي يلبي الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني على راسها الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان وما تبقى من لبنان وايجاد الحل العادل لعودة اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194 ومبادرة السلام العربية
وقال ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد السلام انما الاستيطان والتدمير
وبخصوص القدس طالب الاسراع في مساعدة المدينة وانقاذها من خطر التهويد والاستيطان الزاحف واشار الى انها مدينة امانة في اعناقنا جميعا
وجدد التزام الشعب الفلسطيني بالسلام وقال ان الاجهزة الامنية مستعدة لاستلام مهامها من المناطق التي ينسحب منها الاحتلال
وحول الانسحاب من قطاع غزة واخلاء بعض البؤر الاستيطانية قال انه وفق اتفاقية اوسلو يجب ان يكون الانسحاب شاملا قطاع غزة مع وجود وحدة جغرافية واحدة وينطبق على الضفة ما ينطبق على غزة
واعلن "من قلب الحصار" ان الاحتلال والحل العسكري لن يوفر السلام والامن للاسرائيليين وان طريق المفاوضات على اساس الشرعية الدولية وخارطة الطريق هي التي تحقق الامن والسلام والجيرة الطيبة بين الشعبين وفي المنطقة كلها ومن اجل اطفالنا واطفالهم ومستقبل زاهر
القذافي يغادر القاعة غاضبا
وفجر العقيد القذافي قنبلة جديدة عندما انسحب من القمة العربية خلال الجلسة الافتتاحية ليعلن على الأثر مقاطعته للقمة لعدم موافقته على جدول الاعمال.
وقال القذافي في مؤتمر صحافي عقده على هامش اعمال القمة في تونس ان "ليبيا مضطرة لمقاطعة القمة احتجاجا على جدول الاعمال".
وقال ان "القمة العربية تنعقد في وقت يشهد سجن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس العراقي السابق صدام حسين".
وتعتقل القوات الاميركية الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حين يحاصر الجيش الاسرائيلي الرئيس ياسر عرفات في مقره في رام الله في الضفة الغربية منذ سنتين ونصف السنة.
وقال القذافي في المؤتمر الصحافي انه "مع قيام دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيون والاسرائيليون كحل للصراع في الشرق الاوسط" بدلا من دولتين اسرائيلية وفلسطينية كما يطالب العرب.
واضاف "اتمنى ان توافق المؤتمرات الشعبية (الليبية) على انسحاب ليبيا من الجامعة العربية".
وكانت ليبيا اعلنت رغبتها في الانسحاب من الجامعة العربية وانها ستكرس جهودها في تحقيق توجهاتها الافريقية لاعتبارها مؤسسات الجامعة العربية عاجزة عن القيام بعمل عربي مشترك.
واشار التلفزيون الليبي الجمعة الى ان ليبيا "في طريقها الى تجميد عضويتها في الجامعة العربية".
وقبل افتتاح القمة العربية، ومع توافد الرؤساء الى قاعة المؤتمر، تناقل الصحافيون الذين يغطون القمة ان القذافي يعتزم عقد مؤتمر صحافي.
وقلل المتحدث باسم الامين العام للجامعة العربية حسام زكي من انعكاسات موقف القذافي بقوله تعليقا على انسحابه "لا اريد ان افسر ذلك سلبيا".
واضاف المتحدث ردا على سؤال حول الاسباب التي دعت الزعيم الليبي الى القيام بذلك "هذا امر يسأل عنه الليبيون"، ثم قال "لا داعي للحديث عن ذلك".
وقال زكي ان القذافي "خرج من القاعة دون ان يقول شيئا، ولم نعرف انه ينسحب من الجلسة لان الوفد الليبي بقيادة وزير الخارجية (عبد الرحمن شلقم) بقي في القاعة بكامل اعضائه ولم يخرج احد منهم".
وقال احد اعضاء الوفود المشاركة ان القذافي انسحب من قاعة الاجتماعات بينما كان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يشير الى "اصوات" تتهم الجامعة بانها السبب في مشاكل العرب، وربما اعتبر القذافي ذلك الامر موجها اليه.
وتابع القذافي خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورئيس وزراء البحرين وهو يدخن سيجارة في اشارة واضحة الى شعوره بالضجر.
واشارت مصادر ليبية ان القذافي لا يدخن كما انه يمنع من حوله من التدخين.
واكد مصور لوكالة فرانس برس ان القذافي الذي كان جالسا قرب الرئيس المصري حسني مبارك قال للاخير "انني ادخن سيجارة اميركية الصنع".
واكتفى الرئيس المصري بالابتسام دون ان يعلق.
وكان عمرو موسى دعا القادة العرب المجتمعين في إطار مؤتمر القمة العربي في تونس السبت إلى حماية جامعة الدول العربية من الانهيار.
وقال موسى في كلمته الافتتاحية ان هناك "اصواتا منادية الى التخلص من الجامعة او تفكيكها كانها السبب في ما أصاب الامة وهو غير صحيح".
واضاف موسى ان جامعة الدول العربية "تعيش الان لحظات حرجة وسط تحديات جسام (..) لا تدعوها تهوي او تنهار (..) ان الامة كلها تنظر اليكم وتنتظر كلمتكم".
ابن علي يتسلم رئاسة القمة
وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تسلم رئاسة القمة العربية من البحرين
وقال في خطابه ان جميع القادة العرب قد حرصوا على تكثيف التنسيق وتعميق التشاور بينهم بخصوص القضايا المصيرية والجوهرية المطروحة على القمة في شتى المجالات حتى تكون قرارات هذه القمة في المستوى الذي يستجيب لآمال الشعوب ويدعم تضامنها وتماسكها مشيرا الى ضرورة العمل على رفع التحديات التي تواجهها الأمة العربية في ظل ما تعيشه في هذه الفترة من ظروف دقيقة ومتغيرات دولية متسارعة
موسى يحذر من تفكيك الجامعة العربية
وفي كلمته امام القمة حذر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من "الاصوات الداعية الي تفكيك جامعة الدول العربية".
وقال ان "بعض الاصوات تعالت منادية بالتخلص من الجامعة العربية او تفكيكها وكأنها السبب المباشر في ما اصاب الامة وهو واقع كما تعلمون جميعا غير صحيح" مشيرا الى أن "بعض السهام انطلقت نحو كيان الجامعة نفسه". وأضاف أن الجامعة تحملت "كثيرا من النقد في حقيقة الامر نقد مستحق حيث انطلق من أسس موضوعية راغبة في الاصلاح والتطوير" مؤكدا أن الجامعة تحاول جادة أن تسهم في علاج هذا الموقف الذي تمر به. وذكر أن "الواقع يقول ان الجامعة لم تتمكن من القيام بدورها على ما يجب وعوملت باحيان كثلة صارمة سواء من حيث تمويلها او من يرشح للعمل فيها ممل افقدها القدرة على التحرك لنقص في الاموال وافقدها الكفاءة لنقص في الانفس كما وكيفا". واقترح موسى على القادة العرب سلسلة من الاصلاحات التنظيمية لاعادة هيكلة الجامعة وتدعيم فعالياتها مشيرا هذه المقترحات تتضمن بالخصوص اقامة مجلس عربي للشورى أو برلمان وانشاء محكمة عدل عربية ومجلس أمن عربي وتأسيس بنك عربي للاستثمار والتنمية وتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي. كما اقترح ضبط عملية التصويت على القرارات في الجامعة وايجاد آليات ملزمة للدول الاعضاء لضمان تنفيذ قراراتها على مختلف المستويات وكل فروعها ومؤسساتها ومنظماتها. ودعا موسى القادة العرب الى التفكير في تشكيل هيئة من مثقفي وعلماء الامة العربية لمناقشة مشاكلها ووضع التصورات والافكار لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. لامين العامل للجامعة العربية في كلمته مختلف الملفات الساخنة المطروحة على بساط البحث في القمة وفي مقدمتها الوضع في العراق وفلسطين والعملية الاصلاحية المنشودة للعالم العربي بالاضافة الي النزاع في جنوب السودان والازمة في الصومال وحق الامارات العربية المتحدة في استعادة الجزر الثلاث المحتلة. واستعرض موسى جهود الجامعة العربية الرامية الى دعم مبادرات التسوية للقضية الفلسطينية واعادة السيادة الى العراق بالتعاون مع الامم المتحدة وكذلك جهود التنمية واعادة البناء بجنوب السودان حيث ساهمت الجامعةاريع انمائية بقيمة 200 مليون دولار حتي الان.
ويحضر القمة اثنا عشر رئيسا وملكا في حين تشارك الدول الثماني الاخرى على مستوى رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ويمثل الصومال رئيس الحكومة الانتقالية عبدي صلاد حسن وتشارك السلطة الفلسطينية عبر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي.
وتستمر القمة حتى غد الاحد وتتمحور اعمالها حول الوضع في الاراضي الفلسطينية والعراق والاصلاحات العربية.--(البوابة)—(مصادر متعددة)