العراقيون يتحدثون عن انتهاكات جديدة للجيش الاميركي

تاريخ النشر: 04 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

يبدو ان صور التعذيب التي خرجت من سجن ابو غريب وشكلت فضيحة لقوات الاحتلال شجعت العشرات من العراقيين للادلاء بما كان مخفي وفضح التحالف خاصة في سياق التعامل الانساني مع المعتقلين  

ويبدو ان هذه الفضائح بدأت تتفاعل اكثر مع تقدم مزيد من العراقيين للادلاء بشهادات عن تعرضهم لسوء معاملة مزعومة من الجنود الاميركيين. 

وقال شعبان الجنبي وهو معتقل سابق وهو يشير لسجن أبو غريب سيء السمعة على  

مشارف بغداد "اذا حاول الاميركيون اعتقالي مرة ثانية فسأنتحر قبل نقلي الى هذا المكان مرة أخرى." 

وكان الجنبي أعتقل في كانون الاول/ديسمبر الماضي قرب الفلوجة بزعم مشاركته في  

الهجمات على القوات الاميركية. وقال انه تعرض بشكل متكرر للضرب طيلة 25 يوما أمضاها داخل سجن أبو غريب قبل اطلاق سراحه في مزرعة على مشارف الفلوجة. 

وقال بعدما عاد الى السجن لمعرفة أخبار أقارب تم اعتقالهم معه ولم يطلق سراحهم حتى  

الان "عصبوا عيني وقيدوا يدي وألقوا بنا في أرض مفروشة بالحصى لمدة عشرة أيام وكانوا  

يقدمون الينا زجاجة مياه واحدة طوال اليوم للشرب والنظافة." 

وعلى أرض منبسطة خارج سجن أبو غريب الذي يعتقد ان عشرات الالاف عذبوا وقتلوا فيه  

ابان عهد الرئيس المخلوع صدام حسين يتجمع عشرات الرجال والنساء يوميا املا في تسقط  

أخبار عن أقارب اعتقلتهم القوات الاميركية. 

ونما الى علمهم هم أيضا تقارير وصور عن تعذيب مزعوم للمعتقلين في الداخل والتي  

أذاعتها شبكة تلفزيونية اميركية في بداية الامر ثم راجت في شتى انحاء العالم. 

وطلب الرئيس الاميركي جورج بوش من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يوم الاثنين اتخاذ  

"اجراءات صارمة" ضد المسؤولين عن اساءة معاملة السجناء العراقيين والاسراع بتقييم ما اذا كانت المشكلة أوسع انتشارا. الا ان انباء تحدثت عن عدم تجاوز العقوبات عن التانيب. 

ويقول بعض العراقيين ان ما يحدث في سجن أبو غريب هو شيء هين مقارنة بما يحدث في  

سجون أخرى تديرها الولايات المتحدة في أنحاء العراق. 

وقال عبد الله الدليمي الذي وقف أمام أسوار أبو غريب يحدوه الامل في معرفة أي شيء عن  

شقيقين معتقلين انه احتجز في مركز اعتقال قرب الحدود مع سوريا لمدة شهر في كانون الثاني/يناير الماضي. 

وأفاد انهم وضعوه لمدة يومين داخل صندوق خشبي يعرف باسم "التابوت" وهو قصير جدا  

لدرجة انه لا يمكن الوقوف بداخله. ومضى يقول انه تعرض أيضا للضرب بشكل متكرر وكانوا يربطون عضوه الذكري باسلاك كهربائية. 

وتابع "تعرضنا للضرب وحرمونا من النوم وأهانوننا." 

واستطرد "اذا حدث وتكلمت مع السجين الذي بجوارك فسيعاقبونك باداء تمرين الضغط  

الرياضي بينما يقف جندي على ظهرك. كانوا يجعلوننا نقف عراة ثم يأتي جندي ليضربنا  

بهراوة وأحيانا كانوا يضعون الهراوة في أدبارنا." 

وتحدث الدليمي عن شقيقيه الموجودين في السجن قائلا "من حظهما انهما اعتقلا هنا. هذا  

سجن الرحمة مقارنة بالمكان الذي كنت معتقلا فيه." 

وقال الجيش الاميركي انه لا يستبعد فتح تحقيقات جديدة في مزاعم اساءة المعتقلين في  

العراق اذا أثيرت اتهامات يمكن الوثوق بها من سجناء سابقين وحاليين. 

ورغم هذه التطمينات فان أقارب المعتقلين عند سجن ابو غريب ما زالوا قلقين على ذويهم  

في الداخل ويخشون من أن الانتهاكات نفسها قد يتعرضون لها. 

وقال جاسم خلف عبيد وهو مزارع في العقد السابع من عمره من بلدة بلد على بعد 75  

كيلومترا تقريبا شمالي بغداد "اعتقلوا ابني قبل ستة أشهر. أحضر الى هنا كل يوم تقريبا ولم أره بعد."