تتواصل القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخول الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة، في وقت حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تفاقم معاناة السكان مع اقتراب فصل الشتاء، بسبب منع إدخال مواد أساسية لتوفير المأوى والتدفئة.
وقالت الأونروا في بيان صدر اليوم السبت إن "الحاجة للمأوى والدفء في غزة تزداد مع اقتراب الشتاء، ولدينا المواد اللازمة في الأردن ومصر، لكن الاحتلال يمنع إدخالها"، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية تتفاقم رغم وقف إطلاق النار القائم.
من جهته، أوضح مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، الدكتور محمد أبو عفش، أن الخدمات الصحية الأولية ما تزال تعاني شحّاً في الإمكانيات، مضيفاً في مقابلة مع الجزيرة: "كنا نأمل إدخال ما يلزم القطاع الصحي لكن المعاناة لا تزال مستمرة". ودعا أبو عفش إلى توفير عيادات متنقلة ومستشفيات ميدانية كحلول عاجلة، مشدداً على ضرورة وضع سياسات لإعادة تأهيل سكان القطاع، ولا سيما الأطفال، بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، اتهم نائب وزير الخارجية النرويجي أندرياس كرافيك الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي بشكل منهجي، داعياً إلى إعادة تأهيل المنشآت الطبية وتحميل الاحتلال المسؤولية القانونية عن السماح بدخول المساعدات. كما شدد على أهمية إدخال مزيد من شاحنات الإغاثة الطبية والغذائية والآليات الثقيلة لرفع الأنقاض.
بدورها، ناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية التحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الضرورية لتخفيف الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة، مؤكدة أن الاحتلال لا يزال يغلق المعابر الحيوية نحو شمال القطاع. وقال المتحدث باسم البلدية عاصم النبيه في حديثه للجزيرة إن "ما تم حتى الآن مجرد إجراءات إسعافية"، داعياً إلى فتح جميع المعابر لتسهيل إدخال المساعدات، مشيراً إلى إعداد قوائم بالاحتياجات وخطط تفصيلية لتوزيعها.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن قطاعات المياه والصرف الصحي والنظافة في غزة تمرّ بوضع حرج للغاية، مؤكدة أن نصف العائلات في القطاع تحصل على كميات من المياه تقل عن الحد الإنساني الأدنى يومياً. وذكرت المنظمة أن جهودها خلال العامين الماضيين اقتصرت على منع الانهيار الكامل لأنظمة المياه والصرف الصحي.
ويأتي ذلك بينما يسري وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بوساطة قطر ومصر وتركيا ومشاركة الولايات المتحدة، بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية في غزة. إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالاتفاق بشكل كامل، إذ واصل شنّ غارات جوية وقصفاً مدفعياً متقطعاً، كما لا يزال يغلق معبر رفح أمام دخول المساعدات، بينما تنتظر عشرات الشاحنات على الجانب المصري من الحدود.