بقلم :: احمد الملا
البهرج هو كل شيء له لمعان وبريق زائف يُخدع به كل من يشاهده, وهو مقَلد وليس حقيقي, ويدخل في أبواب الغش, وهو يدخل في كل المجالات وليس في قضية معينة, فهناك من يدعي العلم وهو غير عالم, وهناك من يدعي الأخلاق وهو لا يملك شيئاً من الأخلاق, هناك من يدعي الزهد وهو حقيقة غير زاهد, وما يخصنا في هذا المقال هو الزهد وحقيقة الزهد الزائف الذي يستخدمه الكثير من أجل الضحك على الناس وإستمالتهم, وأكثر الأشخاص الذين تظاهروا بالزهد هم الذين يتظاهرون بالدين أو الذين يتسترون به, فمثلما تستروا بالدين وبزي الرهبة والمخافة من الله والقدسية, تظاهروا بالزهد ليضفي لمعان وبريق على شخصيتهم الزائفة. وهناك الكثير من الشواهد على ذلك الأمر, أي على ادعاء الزهد من قبل المتسترين بالدين من الفقهاء وأوضح مصداقاً لذلك هو السيستاني الذي أجاد وبكل جدارة التظاهر في الزهد حتى خدع كل من زاره ووصل لبيته في النجف, حتى صارت صفة الزهد عنده هي الملاذ الأخير لكل أتباعه عندما تتحاور معهم بخصوص ما يملكه من علم, فبعد أن يعجزوا عن إثبات علميته وإجتهاده يفرون إلى زهده كدليل على علميته فيقولون " إنه إنسان زاهد في الدنيا وهذا كفيل بأن يكون مرجعاً "!! ومن بين أدلة زهده عند أتباعه هي إنه لا يملك منزلاً ولا يوجد عقار باسمه وهو يسكن الإيجار !! وهذه الدار هي دار ضيقة وصغيرة جداً, بحيث يصورون كل من يسكن الإيجار لا يشبه السيستاني, ولا أعرف إن كان الأمر ينطبق علي أيضاً فأنا أسكن الإيجار ولا أملك عقاراً فهل هذا دليل على زهدي وزهد كل من يسكن الإيجار؟؟!!. لكن هؤلاء الذين ينعقون مع كل ناعق قد غفلوا عن عدة أمور ينتفي بها زهد السيستاني ومنها: إن القانون العراقي لا يجيز تمليك الأجنبي أي عقار, حيث ينص القانون على " يعامل الأجنبي في حق الملكية وفي المعاملات التصرفية التي ترد على العقار بما يعامل به العراقي في بدل ذلك الأجنبي وفقاً لقاعدة المقابلة بالمثل فلا يجوز أن يملك من العقار في العراق إلا ما يجوزأن يملكه العراقي في ذلك البلد من حيث النوع والمساحة والموقع والاستعمال ووفقاً لما نص عليه في هذا القانون" والسيستاني أجنبي " إيراني " وليس عراقياً ولا يملك الجنسية العراقية وإيران لا تُملك العراقيين, وهنا القانون العراقي لا يجيز تمليك الإيرانيين, وهنا يتضح وحسب هذه الفقرة إن السيستاني لم يملك العقار ليس زهداً وإنما وفقاً لقوانين الدولة, الأمر الآخر, لو تنزلنا وقلنا إن للسيستاني حقاً بإمتلاك العقار ويجوز له القانون العراقي ذلك فهل تعلمون كم قيمة الإيجار في النجف وخصوصاً في الحي الذي يسكنه السيستاني ؟! إيجار عدة أشهر يكفي لشراء منزل في مدينة النجف, فهل من يدفع مبالغ طائلة للإيجار يعتبر زاهد ؟!! فكيف يكون شكل هذا الزهد ؟. لو سلمنا بأن المؤجر أو مالك العقار الذي استأجره على السيستاني قد تنازل عن أخذ الإيجار ومنح المنزل للسيستاني ووهبه له ... وهنا أين الزهد ؟! وهنا أيضاً نسأل من يملك مؤسسة الخوئي في لندن وتصل لها مليارات الدولارات من خمس وزكاة وحقوق شرعية أخرى وواردات العتبات المقدسة هل يعجز عن شراء منزلاً ؟ ومن يقول إنه لا يستطيع أن يتصرف بها, ومع التنزل بأنه لا يصرفها على نفسه ومؤسسته نقول أليس له حق منها " راتب " ونسبة معينة كأن تكون الربع أو الخمس وهي بالمليارات فكم تصل نسبته؟ تصوروا المبلغ, فأين الزهد ؟؟!! الأمر الآخر, عندما تصل قيمة الرشوة المقدمة له إلى " 200 " مليون دولار من الأميركان وتقدم له شخصياً وليس للشعب أو لمؤسسة معينة هل هو زاهد ولا يستطيع أن يشتري عقاراً ؟! من يتبرع بمبلغ 5 خمسة مليون دولار كمساعدات لمؤسسة مالالا الباكستانية هل يُعتبر زاهداً ولا يملك المال لشراء منزل ؟؟!! أين الزهد ؟!!. الأمر المهم الأخر هل الزاهد يذهب في رحلة علاجية من العراق إلى لندن ؟! ينتقل من مطار إلى مطار وبأفخم الطائرات ؟! هل المتواضع يتلقى العلاج في أفضل وأحسن وأرقى المستشفيات في أوربا ؟! وبالتحديد في لندن العاصمة البريطانية عن أي تواضع يتحدث هؤلاء ؟! إن كان متواضعاً لماذا لم يتلقَ العلاج في المستشفيات العراقية أسوة بباقي العراقيين ؟! ثم تساؤل هنا يطرح نفسه وهو : إن ذهاب السيستاني وحسب ما أشيع في الإعلام من أجل إجراء عملية قسطرة - وهي عملية بسيطة يمكن إجراءها في العراق وبأقل المستشفيات خدمة - وكما يعرف الجميع إن عملية القسطرة تجرى لمن لديه تصلب في الشرايين الحاصل نتيجة تناول المأكولات ذات نسبة دهون مرتفعة وكذلك نتيجة الإكثار من أكل اللحوم وللمدخنين أيضاً... وفي الوقت ذاته أشاع أتباع السيستاني إنه لم يتناول "القيمر" سوى مرة واحدة في حياته وعندما عرضوه عليه مرة أخرى رفض تناوله؟؟!! بمعنى أنه حتى القيمر لم يتناوله فكيف يتناول اللحم والدهون ؟! إذن من أين جاء التصلب في الشرايين ؟؟!! وما هو سببه إن كان حتى القيمر لم يأكله إلا مرة واحدة ؟!! ألم يكن السيستاني متواضعاً وزاهداً حتى في أكله ؟؟!! فهل يعقل من يكون متواضعاً يعالج في لندن وليس في المستشفيات العراقية ؟؟!!. ولعل ما أثاره المرجع العراقي الصرخي في محاضرته الرابعة من بحث " السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي للعقائد والتأريخ الإسلامي بخصوص زهد السيستاني وسفره إلى لندن لتلقي العلاج هو خير ما نستشهد به, حيث قال {{ ... إذن حب المال, حب الواجهة, حب السمعة, حب المدح والمديح, طبعاً يدعو الإنسان إلى أن يتخذ مظهر الفقر والمسكنة والعزلة والإنعزال, لكن هذه الأمور تنكشف, أين تكشف هذه الأمور؟ الله سبحانه وتعالى لابد أن يكشف الباطل, إن لم يكن في الدنيا فسيكن أمام الأشهاد في الآخرة, لكن عندما يكون ذاك الزاهد, ذاك المدعي للزهد والفقر والإيمان والتصوف والقرب إلى الله, ماذا به وكل الدنيا, كل الناس منقادة له وممكن أن يأتي بمن يريد من الشرق و الغرب أو حتى من بلاد الشرق وبلاد الغرب لا يكلفه شيئاً لا يؤثر عليه بشيء, ماذا به إذا أصابه بعض الوجع يذهب إلى لندن ؟! يطير إلى لندن ؟! في أبسط الأمور يطير إلى لندن ؟! فإذا كان زاهداً, إذا كان عارفاً بالله, إذا كان متصوفاً, إذا كان مستغنياً عن الدنيا, ماذا به عندما تصيبه أو يصيبه الألم البسيط, الوجع البسيط, السخونة البسيطة, الخفقان البسيط, يذهب إلى لندن ؟! أكثر ماقالوا عملية قسطرة !! واسألوا أي طبيب واسألوا أي موظف صحي اسألوا أي شخص يعرف عن القسطرة, أبحثوا بأبسط بحث عن القسطرة وعملية القسطرة و في أي مكان ممكن أن تجرى, اسألوا وتأكدوا عن حقيقة هذا الأمر فما بال الزاهد المتصوف يطير إلى لندن من أجل عملية قسطرة ؟! ولا نعرف والشيء الغريب في هذه القضية أنه عندما ذهب لأجراءعملية القسطرة نراه يحمل العصا لكنه يركض !!! يركض حتى أسرع من العدائين الذين يشاركون بالمسابقات العالمية !! من كان مريضاً وفيه عله هل يسير في هذه الخفة وهذه السرعة ؟! و بهذه الرشاقة ؟! ويذهب إلى لندن من أجل قسطرة ؟!!...}}. وبهذا نستدل ونتوصل إلى حقيقة لا يمكن إنكارها بأن زهد السيستاني هو زائف لا حقيقة له وإنما هو بهرج خداع يُضحك به على الناس من أجل استمالتهم واستحلاب أموالهم, فبعد أن يحصلوا على يقين بأنه زاهد سيدفع بهم هذا إلى دفع الأموال له - الخمس والزكاة والحقوق الأخرى والتبرعات- على أساس أنه زاهد ولا يتصرف بها على ملذاته وشهواته وبهذا المظهر التصوفي يخدعهم ويسرقهم علناً وبرضاهم.