السودان يتوقع اتفاق سلام نهائيا بالجنوب خلال 5 اسابيع ومجموعة الثماني تناشده نزع السلاح بدارفور

تاريخ النشر: 10 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

توقع السودان الخميس، توقيع اتفاق سلام نهائي مع متمردي الجنوب في غضون اربعة او خمسة اسابيع، بينما ناشدته قمة مجموعة الثماني نزع سلاح الميليشيا العربية والجماعات المسلحة الأخرى في منطقة غرب درافور. 

وقال علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني ان السودان يتوقع توقيع اتفاق سلام نهائي ينهي اكثر من عشرين عاما من الحرب الاهلية في جنوب اكبر بلد افريقي في غضون أربعة أو خمسة أسابيع. 

وقال طه للصحفيين خلال زيارة للقاهرة ان كل القضايا المهمة تم حلها وان هناك حاجة فقط للاتفاق على تفاصيل فنية قبل مراسم التوقيع المقرر أن تجري في العاصمة الكينية نيروبي. 

وقال طه "هذه المسائل التكميلية نتوقع انها تستغرق أربعة أو خمسة أسابيع وان شاء الله يتم التوقيع الشامل." 

ووقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان عددا من البروتوكلات مع الحكومة الشهر الماضي فيما يمهد الطريق أمام اتفاق سلام نهائي. 

وقال طه ان من المتوقع انعقاد مؤتمر للمانحين في النرويج في تشرين الثاني/نوفمبر القادم للمساعدة في اعادة اعمار الجنوب الذي يفتقد حكم القانون والذي خربته حروب مستمرة لم تتوقف سوى 11 عاما فقط منذ استقلال السودان عن بريطانيا عام 1956 . 

وتابع طه ان اتفاق السلام سيوفر فرصة للسودان الغني بالنفط لتحسين علاقاته مع الولايات المتحدة التي لعبت دورا اساسيا في محادثات السلام والتي تدرج السودان "كدولة راعية للارهاب". 

وقال النائب الاول للرئيس السوداني ان "قضية الحرب في الجنوب كانت واحدة من أكبر المسائل التي تقف (أمام) تطوير هذه العلاقات بين السودان والولايات المتحدة في الماضي." 

مجموعة الثماني تناشد نزع السلاح في درافور  

على صعيد اخر، فقد حثت مجموعة الثمانية الخميس حكومة السودان على القيام على الفور بنزع سلاح الميليشيا العربية والجماعات المسلحة الأخرى التي تشن حملة من النهب والحرق والاغتصاب في منطقة غرب درافور النائية. 

وقال بيان أصدرته قمة مجموعة الثمانية في ولاية جورجيا الأميركية ان المجموعة تتطلع الى الأمم المتحدة لقيادة الجهود الدولية لتفادي "كارثة كبرى" في دارفور حيث شرد نحو مليون شخص فيما يصفه مسؤولو الاغاثة بأنه واحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم. 

وقالت مجموعة الثمانية "ندعو الحكومة السودانية خاصة للقيام على الفور بنزع سلاح الجنجويد والجماعات المسلحة الأخرى المسؤولة عن انتهاكات حقوق الانسان واسعة النطاق في دارفور." 

وقال البيان "هناك تقارير مستمرة بحدوث انتهاكات هائلة لحقوق الانسان كثير منها له بعد عرقي." 

وأضاف "نناشد جميع أطراف الصراع احترام وقف فوري وكامل لاطلاق النار والسماح بوصول غير مقيد للمعونات الانسانية لكل الذين يحتاجونها وتوفير الظروف المواتية لعودة المشردين بسلام الى منازلهم." 

وصدر البيان قبل محادثات تعقد في سي آيلاند بولاية جورجيا الاميركية الخميس بين أعضاء مجموعة الثمانية ووفد من الزعماء الافارقة مدعو الى القمة. 

وقالت مجموعة الثمانية انها ترحب باتفاق اقتسام السلطة الذي وقعته يوم 28 ايار/مايو حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان لكنها قالت ان هناك حاجة الى استكماله وتنفيذه في أقرب وقت ممكن. 

وفي سياق متصل، فقد نفى مبعوث سوداني رفيع اتهامات منظمات لحقوق الانسان بأن حكومته تدعم ميليشيات الجنجويدفي اقليم دارفور. 

وقال حسن عابدين مبعوث السودان لدى بريطانيا في تصريحات نشرت الخميس إن مزاعم منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش وعدد من مسؤولي الأمم المتحدة بأن الحكومة تؤيد ميليشيات الجنجويد غير صحيحة. 

وكان المبعوث يتحدث في تصريحات لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) الاخبارية البريطانية. 

ووصفت الأمم المتحدة الموقف في دارفور بأنه اسوأ أزمة انسانية في العالم وقالت إن مليون شخص شردوا في القتال ويوجد أكثر من 158 ألف لاجيء في تشاد. 

وقال "فيما يتعلق بالحكومة فان الجنجويد عصابات. والحكومة غير مسؤولة عن أعمالها. وهي لا تتغاضى عن هذه الأعمال وبالفعل كانت تحاول كبحها ... وخاصة في منطقة الحدود مع تشاد."لم يقدم أحد أدلة تدعم هذه المزاعم بأن الحكومة تقوم بالفعل بتسليح ودعم والتغاضي عن أعمال هؤلاء (الجنجويد) ." 

واضاف عابدين "في حقيقة الأمر استهداف المدنيين بدأ من جانب هذه الجماعات المسلحة .. هذه الجماعات التي يطلق عليها الجماعات المتمردة" في اشارة إلى جماعتين متمردتين رئيسيتين حملت السلاح ضد الخرطوم في العام الماضي واتهمتها باهمال هذا الأقليم الفقير. 

وقالت جماعات حقوق الانسان إنها اجرت مقابلات مع مئات اللاجئين على حدود تشاد وان هؤلاء اللاجئين قالوا إن غارات القصف الحكومية في دارفور تم التنسيق لها مع هجمات الجنجويد لكن عابدين نفى هذه المزاعم. 

وقال لتلفزيون بي. بي. سي. "يؤسفني أن أقول أن معظم هذه الاشياء شائعات. أجروا مقابلات مع هؤلاء الاشخاص خارج (دارفور). ولم يقوموا باجراء مقابلات مع أشخاص داخلها." 

وفي محاولة لتخفيف الأزمة الانسانية الناجمة عن القتال قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة يوم الخميس إنها سترسل أكثر من 1700 طن مساعدات تشمل بطاطين وأغطية بلاستيكية وخيام إلى تشاد.—(البوابة)—(مصادر متعددة)