السلطة تعتبر مقاطعة اسرائيل للاهاي فرارا من معركة خاسرة وفرنسا وبريطانيا تنددان بالجدار

تاريخ النشر: 13 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعتبرت السلطة الفلسطينية قرار اسرائيل مقاطعة جلسات المحكمة الدولية في لاهاي بشان الجدار، دليلا على علمها انها تخوض معركة خاسرة، في حين نددت فرنسا وبريطانيا الجدار بوصفه مخالفا للقانون الدولي.  

وقال نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، ردًا على قرار الحكومة الإسرائيلية مقاطعة الجلسات المقرر ان تبدأ يوم 23 شباط/ فبراير في قاعة محكمة العدل الدولية في لاهاي ان "إسرائيل تعرف أن هذه معركة خاسرة".  

وأضاف "تعرف الحكومة الإسرائيلية أن المحكمة الدولية في لاهاي ستصدر أحكامًا عادلة، لأنها تعرف أن إسرائيل تنتهج سياسة هجومية ضد الفلسطينيين". 

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الخميس في بيان صحفي ان كبار اعضاء مجلس الوزراء اتخذوا القرار بعد ساعات من توصية مستشارين قانونيين بألا تحضر اسرائيل الجلسات. 

وذكر البيان ان الفريق الوزاري الذي يرأسه شارون قرر التمسك بما اوردته اسرائيل في شهادتها الخطية المقدمة في الاول من كانون ثاني/ يناير بأن المحكمة لا تملك سلطة عقد جلسات استماع بشأن الجدار. 

ومن جهته، قال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الخميس ان قرار اسرائيل مقاطعة جلسات المحكمة الدولية يدل على أن "العدو يفهم أنها قضية خاسرة في حقه..وأن المحكمة ستحكم ضده فلذلك اثر الهروب ليتلقى حكما غيابيا لا يستطيع تحمله لان العنصرية مرفوضة من كل العالم." 

وقال ان "العنصرية مرفوضة من كل المدن المتحضرة والمتقدمة. الأديان ترفض العنصرية والله يرفض العنصرية. والعدو سيبوء بالفشل سواء حضر أو لم يحضر." 

شيراك : الجدار "مخالف" للقانون الدولي 

على صعيد اخر، اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في حديث لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان الجدار "مخالف للقانون الدولي وقد يسبب مزيدا من الغضب" لدى الفلسطينيين. 

وقال شيراك في هذا الحديث الذي نشر قصر الاليزيه نصه في باريس قبل ايام من زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف الى فرنسا اعتبارا من الاثنين المقبل، ان "لا احد يستطيع ان يملي على اسرائيل القرارات التي يتعين عليها اتخاذها لضمان امنها في مواجهة الارهاب". 

ورأى شيراك ان مسار هذا الجدار "يسلب آلاف الفلسطينيين اراضيهم ويجعل الحياة اكثر قسوة لشعب يعيش اصلا معاناة يومية". 

لكن الرئيس الفرنسي اضاف "اذا اعتبرت اسرائيل ان حاجزا يمكن ان يكون فعالا من الناحية التقنية، فمن الضروري ان يكون مقبولا على الصعيد القانوني". 

وتابع ان مساره الحالي "مخالف للقانون الدولي"، مذكرا بان الاوروبيين طلبوا من الامم المتحدة في تشرين الثاني/اكتوبر الماضي وقف بناء الجدار. 

وقال شيراك "لدي انطباع بان بناء هذا الحاجز على هذا المسار سيثير شعورا جديدا بالاحباط ومزيد من الغضب وسيضر بالحل الذي يقضي باقامة دولتين ويلقى موافقة دولية". 

ورأى شيراك ايضا ان اجراء ازالة المستوطنات اليهودية من قطاع غزة الذي اعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيشكل "خطوة ايجابية جدا" في اطار تطبيق خارطة الطريق. 

لكنه اضاف انه "على اسرائيل ان تحترم ايضا التعهدات التي قطعتها حول ازالة المستوطنات العشوائية ووقف الاستيطان في الضفة الغربية بموجب خطة السلام الدولية". 

واكد ان الفلسطينيين عليهم من جانبهم التحرك ضد المجموعات التي تمارس "الارهاب". 

بريطانيا تندد 

من جانبها، نددت بريطانيا الخميس بالجدار باعتباره غير مشروع. 

واستغل جاك سترو وزير الخارجية البريطاني اجتماعه في لندن مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز للتعبير عن احتجاجه على أساليب جيش الدفاع الاسرائيلي في الأراضي المحتلة. 

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان سترو "أكد على معارضتنا لبناء سور على أراض فلسطينية والذي نعتبره غير قانوني." 

وأثار سترو ايضا قضية الأساليب التي تتبعها قوات الجيش الاسرائيلي في الأراضي المحتلة. 

وأضافت المتحدثة انه "أوضح مخاوفنا تجاه الاستخدام المفرط للقوة الذي يعرض الأرواح للخطر."—(البوابة)—(مصادر متعددة)