نددت السلطة الفلسطينية بـ"المجزرة" التي ارتكبها الاحتلال اليوم في غزة وادت الى استشهاد 13 فلسطينيا واصابة العشرات بجروح واعتبرت المجزرة تاتي ردا على جهود التهدئة الدولية.
توغل في حي الزيتون
نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن مصادر فلسطينية قولها "ان 13 فلسطينيا على الاقل استشهدوا خلال ساعات الصباح الاولى من اليوم الاربعاء برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي توغل على نحو مفاجيء في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة".
وقالت الصحيفة ان خمسة من الشهداء ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي وانهم سقطوا خلال اشتباكات عنيفة صدا للتوغل الاسرائيلي.
وتوعدت حركة الجهاد بالانتقام للشهداء وقال محمد الهندي احد قادة الحركة في غزة "الرسالة الدموية وصلت والشعب الفلسطيني يعرف كيف يرد عليها".
اما وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" فقد اعلنت استشهاد 9 فلسطينيين خلال التوغل.
وكانت الوكالة قالت في خبر سابق ان "عدد شهداء غزة ارتفع الى ثمانية شهداء جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ صباح اليوم، على جنوب مدينة غزة".
ونقلت الوكالة عن مصدر طبي في مستشفى الشفاء بغزة قوله ان "عدد الشهداء في مجزرة حي الزيتون ارتفع الى ثمانية شهداء على الأقل وأصيب عشرات آخرون برصاص قوات الاحتلال التي اجتاحت صباح اليوم الحي جنوب مدينةغزة".
وواضافت الوكالة "مازالت قوات الاحتلال تطلق النار بشكل عشوائي على المواطنين كما تقوم بأعمال تجريف واسعة لأراضي المواطنين في المنطقة".
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية وشهود عيان أنه "عرف من شهداء المجزرة الاسرائيلية المستمرة كل من: سامح طوطح، عثمان جندية، أحمد أبو ركاب، مروان بصل، اياد الراعي، موسى دلول، سامي بدوي، ومحمد فتحي الدهدار".
وكانت مصادر طبية فلسطينية ابلغت وكالة الصحافة الفرنسية ان القوات الاسرائيلية التي توغلت في حي الزيتون وسط اطلاق كثيف للنيران وقتلت ثلاثة فلسطينيين.
واضافت المصادر ان اكثر من خمسة فلسطينيين جرحوا بنيران القوات الاسرائيلية، مشيرة الى ان هذه القوات منعت سيارات الإسعاف والأطقم الطبية من الوصول الى الجرحى.
وكانت مصادر امنية فلسطينية افادت في وقت سابق ان قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والاليات العسكرية، توغلت جنوب مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي تجاه منازل المواطنين.
واضافت المصادر ان القوات الاسرائيلية شرعت خلال هذا التوغل في تجريف الأراضي الزراعية في محيط "سوق السيارات" جنوب مدينة غزة.
وكانت القوات الإسرائيلية أغلقت في وقت سابق طريق صلاح الدين الشريان الرئيس الواصل بين محافظات شمال وجنوب القطاع، ومنعت المواطنين من التنقل عليها.
وسحبت اسرائيل قواتها من الحي بعد ظهر اليوم.
السلطة تندد
ونددت السلطة الفلسطينية بتوغل الاسرائيلي واعتبرته يأتي ردا على جهود التهدئة التي تبذلها مصر والاجراءات التي اتخذتها السلطة لتعزيز الامن.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية تصريحا للناطق الرسمي جاء فيه: صباح هذه اليوم الأربعاء 28-1-2004، أقدمت حكومة إسرائيل وقوات احتلالها على ارتكاب مجزرة وحشية في حي الزيتون في مدينة غزة…مما أدى إلى سقوط 9 شهداء حتى الآن في صفوف المدنيين منهم أطفال ونساء ومدنيون في منازلهم، بالإضافة إلى أربعة شهداء من العاملين في الأراضي الزراعية في الشيخ عجلين، كما جرح عدد كبير من المواطنين".
واضاف الناطق "إن هذه المجازر المدبرة وبقرار سياسي وأمني من القيادة الإسرائيلية إنما جاءت رداً على الإجراءات والقرارات الأمنية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، لأن الحكومة الإسرائيلية مصممة على مواصلة سياسة الاغتيالات والقتل والتدمير وترفض كافة المساعي والمبادرات الدولية والعربية الرامية إلى حقن الدماء واستئناف عملية السلام لتنفيذ خريطة الطريق.
وقال الناطق "إن هذه الجرائم والمجازر الوحشية تأتي بعد أقل من 24 ساعة من الزيارة الهامة التي قام بها السيد أحمد ماهر وزير خارجية مصر واللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، وما تم خلال هذه الزيارة من ترتيبات واتفاقات لضبط الوضع الأمني تمهيداً لتحريك الوضع السياسي وعملية المفاوضات".
واضاف "إن القيادة تضع هذه المجزرة الوحشية أمام اللجنة الرباعية الدولية وأمام المبعوثين الأمريكيين وأمام الأسرة الدولية من أجل أن يستيقظ الضمير العالمي وتتحمل اللجنة الرباعية مسؤولياتها، ويقول مجلس الأمن كلمته في هذه الوحشية الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وإلى متى يصمت المجتمع الدولي على إرهاب الدولة وجرائمها التي تنفذها حكومة إسرائيل بحق شعبنا ومدنيينا؟ إننا نناشد المجتمع الدولي للتحرك الدولي السريع لوضع حد لمجازر حكومة إسرائيل وجيش احتلالها ضد شعبنا وأبنائنا وأرضنا ومقدساتنا؟".
توغل في نابلس
من جهة ثانية، توغلت قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين، صباح اليوم الاربعاء، في قرية عورتا جنوب نابلس، بحجة الصلاة في مقام "العزير"، وفق ما افاد شهود فلسطينيون.
وقال شهود ان قوة عسكرية مكونة من سبعة جيبات عسكرية، تمركزت على مداخل القرية، خاصة على مدخل "مدرسة عورتا الثانوية للذكور".
ومنع الجنود الطلاب والمعلمين من الدخول إلى المدرسة، وقاموا بالاعتداء بالضرب على مديرها واثنين من المعلمين لدى محاولتهم الدخول إليها.
مصادرة اراض في القدس
ولم يقتصر التصعيد الاسرائيلي على الجانب العسكري ففي خبر نقلته وكالة الانباء الاماراتية جاء فيه ان مصادر فلسطينية كشفت النقاب عن مخطط اسرائيلى جديد لمصادرة الفى دونم من الاراضى الفلسطينية قرب القدس المحتلة.
وذكرت المصادر ان قوات الاحتلال الاسرائيلى باشرت امس بوضع علامات جديدة على الارض ودق الاوتاد والاشارات الحمراء على ما مساحته الفى دونم من الاراضى الفلسطينية فى قريتى بيت اكسا وبيت سوريك المحاذيتين لمدينة القدس المحتلة.
تصعيد مفاجيء يرد على جهود التهدئة
وجاء التصعيد العسكري الاسرائيلي اليوم بشكل مفاجيء وكأنه رد على الجهود التي تبذلها مصر لتهدئة الوضع والعودة الى المفاوضات.
واذا كان الوفد المصري الذي ضم احمد ماهر وزير الخارجية وعمر سليمان مدير المخابرات العامة انهى مساء امس مداولات مع القيادة وفصائل فلسطينية حول هدنة جديدة. وامكانية طرح مبادرة سلام عربية جديدة داعياً اسرائيل إلى اظهار حسن نواياها للسماح بتحريك السلام.
وكان ماهر وعمر سليمان التقيا امس عرفات في مقره لبحث اعلان هدنة جديدة.
وقال مسؤول فلسطيني ان ماهر وسليمان طلبا من عرفات تقديم المساعدة فيما يتعلق باستئناف المحادثات مع النشطاء الفلسطينيين بخصوص التوصل لهدنة لوقف عملياتهم التي تستهدف اسرائيليين والتي تعد نقطة مهمة لاحياء خطة خريطة الطريق.
واضاف ان ماهر وسليمان يضغطان ايضا على عرفات «لاتخاذ خطوات أمنية تؤدي الى دفع العملية للامام.
من جانبه قال ماهر اثناء مؤتمر صحفي مشترك مع عرفات «ان مصر تعمل من اجل استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وهو ما يتطلب قيام الجانب الاسرائيلي باظهار حسن نواياه لكي نتمكن من التوصل الى السلام».
ورأى ماهر ان المفاوضات يجب ان تستأنف «على أسس سليمة وواضحة ووفق جدول زمني محدد بشكل جيد ويتناول كل المسائل».
من جهته شكر عرفات مصر والرئيس حسني مبارك على الجهود التي بذلوها بهدف تحريك عملية السلام، معربا عن ثقته بأنها ستكلل «بالنجاح». وقال «اتفقنا على عدد من الاجراءات المهمة» اثناء اللقاء مع ماهر، من دون توضيح طبيعة هذه «الاجراءات».
وصرح نبيل ابو ردينة مستشار عرفات من جهته ان هذه الاجراءات تتعلق «بالاتصالات مع اسرائيل وبشأن جدار» الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، وستطبق «في الايام المقبلة». وندد ماهر ببناء جدار الفصل، مؤكدا ان بلاده ستتقدم بعريضة ضد هذا «الجدار» لدى محكمة العدل الدولية التي ستبحث في شرعيته اعتبارا من 23 شباط/فبراير.
المبعوثان الاميركيان
وجاء هذا التصعيد، قبل وصول المبعوثين الاميركيين جون وولف وديفيد ساترفيلد لجمع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين تحضيراً للقاء رئيس الوزراء احمد قريع وشارون. من ناحيته عزا قريع عدم رغبته فى لقاء مرتقب مع ارييل شارون الى أنه لا يريد لقاء لمجرد اللقاء او لالتقاط الصور الفوتوغرافية.
ورفض قريع فى تصريح للتلفزيون المصري ادعاءات شارون بأنه متخوف من عقد مثل هذا اللقاء معه، مشيرا الى انه التقاه مرات عديدة وفى ظروف أصعب مؤكدا أنه يريد لقاء ايجابيا ومعدا له بشكل جيد.
واشار الى ضرورة أن يصدر عن مثل هذا اللقاء رسالة الى الشعب الفلسطيني بأن هناك أملا في سلام وتخفيف معاناته ووقف الجدار الفاصل والاستيطان منوها بأهمية ان تصدر كذلك رسالة الى الاسرائيليين بأن الطرفين سيعملان سويا من اجل توفير الأمن والوصول الى تسوية دائمة وشاملة وعادلة.
وحول عدم توصل الفصائل الفلسطينية بعد الى هدنة مع السلطة الفلسطينية حتى تستطيع مواجهة العدوان الاسرائيلى اوضح قريع ان السلطة لا ترغب فى الوصول الى هدنة مع الفصائل وانما تريد التوصل الى هدنة واتفاق وقف لاطلاق النار متبادل مع الحكومة الاسرائيلية —(البوابة)—(مصادر متعددة)