الرياض تنفي معلومات تحدثت عن نيتها تقديم مبادرة سلام جديدة في قمة تونس

تاريخ النشر: 25 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

نفت الرياض معلومات تداولتها تقارير صحفية تحدثت عن مبادرة تنوي القيادة المملكة عرضها على قمة تونس فيها حل للاجئين يقضي بتوطينهم في السعودية وقال مصدر مسؤول انه لا مبادرة بعد مبادرة قمة بيروت. 

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول نفيه حول "ما نشرته جريدة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر يوم السبت الماضي عن وجود مبادرة سعودية جديدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي… وقال المصدر إن المبادرة الوحيدة التي تقدمت بها المملكة هي التي تم عرضها أمام قمة بيروت وتم تبنيها من جميع الدول العربية . 

وأنهى المصدر تصريحه بالقول إن كل التفاصيل التي تضمنها الخبر عن مقترحات سعودية تتعلق بتوطين اللاجئين الفلسطينيين عارية من الصحة تماما 

وكانت هذه التقارير التي نفت الرياض رسميا صحتها تحدثت عن مبادرة سعودية جديدة لحل الصراع العربي الاسرائيلي ترتكز على المبادرة التي كانت طرحت في قمة بيروت غير ان المبادرة الجديدة تقدم حلا لقضية اللاجئين تستند على شطب حقهم في العودة الى فلسطيني عام 1948.  

ونقلت صحيفة "السياسية" الكويتية عن ديبلوماسي خليجي وصفته بان له صلة قوية بوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن قال ان كبار المسؤولين فيها منكبون منذ مطلع هذا الاسبوع على دراسة بنود وتفاصيل مبادرة سعودية جديدة لحل أزمة الشرق الأوسط والصراع العربي- الاسرائيلي، ترتكز على المبادرة السابقة التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر قمة بيروت عام 2002  

وكانت السعودية طرحت مبادرة للسلام بين الدول العربية وبين إسرائيل في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت في آذار /مارس من العام 2002.  

ونقلت "السياسية" عن الديبلوماسي الخليجي قوله ان المبادرة الجديدة "تتضمن تطويرا دراماتيكيا للموقف السعودي الذي تدعمه كل من مصر والأردن والمغرب، وخصوصا في ما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم، وهي عقدة العقد في المسألة برمتها".  

ونقل الديبلوماسي في اتصال اجرته به "السياسة" في العاصمة الاميركية امس عن هؤلاء المسؤولين الاميركيين وصفهم الاقتراح السعودي الجديد في المبادرة التي سيطرحها الأمير عبدالله على القمة العربية في تونس في منتصف آذار/مارس المقبل في ما يتعلق ببند حق العودة بـ "الحل المبدع" كاشفين النقاب عن ان البنود الجوهرية الاخرى في المبادرة الجديدة التي تسلموها من السعودية قبل أيام تقوم على "الإعلان عن التوصل إلى اتفاقية سلام بين كل الدول العربية من دون استثناء وإسرائيل" بحيث تشمل اتفاقية السلام الشاملة هذه الاعلان عن انتهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، والتطبيع الكامل بكل وجوهه مع الدولة العبرية بما في ذلك تبادل السفراء بين تل أبيب وكل العواصم العربية، وكل ذلك مقابل انسحاب اسرائيل الى خطوط ما قبل الرابع من حزيران/يونيو 1967 واقامة دولة فلسطينية على كل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة".  

وقال الديبلوماسي استنادا الى "مصادر ديبلوماسية اسرائيلية في واشنطن "انه على رغم التكتم الشديد للرسالة السعودية حاملة المبادرة الجديدة الى الادارة الاميركية حول "الحل المبدع" لقضية عودة اللاجئين، الا ان الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (الموساد) أعربت عن "تقديراتها" بعد دراسة المبادرة و"تقصي ما ورد فيها من أشياء، غير واضحة من مسؤولين سعوديين في أوروبا" بأن يقترح الأمير عبدالله في قمة تونس "عودة من يشاء من مليوني فلسطيني في الشتات (من أصل اكثر من اربعة ملايين) الى الدولة الفلسطينية الجديدة وليس الى فلسطين 1948 وهي اسرائيل حاليا، فيما يصار الى تخيير الباقين منهم الذين لا يريدون العودة بتوطينهم في دول عربية أعلنت استعدادها للسعودية باحتواء ما نسبته 10 في المئة من عدد سكانها من الفلسطينيين مع التعويض عليهم بمبالغ تتناسب والظلم الذي لحق بهم من جراء التشريد المزمن. وقالت الموساد ان هناك "اتجاها لأن يعلن الأمير عبدالله استعداد بلاده لتوطين ما بين 500 و700 الف فلسطيني في المناطق الشرقية من المملكة "لاحداث توازن طائفي ديموغرافي في المناطق الشرقية السعودية الغنية بالنفط".  

وذكر الديبلوماسي الخليجي ل "السياسة" ان الاميركيين بدورهم وارضاء لحليفاتهم من الدول السنية العربية والآسيوية (مصر والسعودية ودول الخليج والدول المغاربية في شمال افريقيا وتركيا وباكستان واندونيسيا وسواها) - قد يقبلون بتوطين عدد مماثل من الفلسطينيين (500 الى 700 الف) في أماكن حساسة سياسيا وعسكريا واقتصاديا في العراق، لاقامة توازن مماثل من شأنه ان يطمئن الأقلية السنية العراقية الخائفة من حكم شيعي مستقبلي أو من انفصال كردي في شمال العراق يأخذ معه مناطق كركوك والموصل الأغنى بالنفط.  

وقال: "ان الاميركيين غير خائفين من عملية التوطين هذه لأنهم باقون في العراق عبر قواعد عسكرية لهم الى ما شاء الله".  

وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن الخميس نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية وصفت بأنها مقربة من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان السعودية تعكف في هذه الايام علي اعداد مبادرة سعودية معدلة لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي.  

وتابعت المصادر السياسية الإسرائيلية، التي اعتمدت علي تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية ومركز الابحاث التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية ان المملكة السعودية ستطرح المبادرة خلال مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الـ 15 من شهر آذار /مارس القادم.  

واردفت المصادر ان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر يعمل بتكليف سعودي على اقناع الدول العربية بالموافقة علي المبادرة السعودية المعدلة، مشيرة إلى ان الرئيس المصري حسني مبارك على علم بالمبادرة ويدعمها.  

وتابعت المصادر الإسرائيلية ان الهدف من طرح المبادرة العربية هو إعادة تحريك العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، بالاضافة إلى ذلك فان الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رفعت تقريرا إلى المستوي السياسي في الدولة العبرية جاء فيه ان السعودية عن طريق المبادرة الجديدة تريد التأثير علي الرأي العام الإسرائيلي.  

واردفت المصادر نفسها ان المبادرة السعودية هي نفس المبادرة التي طرحت في العام 2002 ولكن قام السعوديون بادخال بعض التعديلات الجوهرية عليها، وذلك في مسعى منهم لدعم قوي السلام في الجانب الإسرائيلي لكي يشكل ضغطا علي حكومة شارون.  

وكشفت المصادر ان المبادرة السعودية الجديدة تشمل الاعلان عن التوصل الى اتفاقية سلام بين جميع الدول العربية وبين اسرائيل، بحيث تشمل اتفاقية السلام الاعلان عن انتهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي، التطبيع الكامل مع إسرائيل وتبادل السفراء بين إسرائيل وجميع الدول العربية.  

اما فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا في النكبة المشؤومة فان السعوديين يقترحون ما اسمته المصادر الاسرائيلية حلا خلاقا، لم تكشف النقاب عنه، مؤكدة ان السعوديين يطالبون إسرائيل بالانسحاب الي خطوط ما قبل عدوان الرابع من حزيران /يونيو من العام 1967-(البوابة)-(مصادر متعددة)