تحتضن العاصمة السعودية يومي السبت والاحد المقبلين اجتماعات مجموعة العشرين 2020 والذي يعد الاجتماع الخامس عشر للمجموعة.
وستعقد القمة في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بجائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حيث ستبني على ما تم من أعمال خلال وبعد القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة المجموعة في مارس الماضي، ومخرجات اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية للمجموعة والتي تجاوزت مائة اجتماع.
وعلى أثر تسلم المملكة لرئاسة القمة في 1 ديسمبر 2019؛ صرّح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن المملكة تلتزم خلال رئاستها للمجموعة بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي، والتعاون مع شركاء المجموعة للتصدي لتحديات المستقبل.
وتتوافق الرؤية السعودية 2030 مع أولويات مجموعة العشرين، بما في ذلك تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشري، وزيادة تدفق التجارة والاستثمار. وهكذا، اكتسبت المملكة العربية السعودية ثقة عالمية بعد إعلان رؤيتها
وقمة مجموعة العشرين الرياض 2020 هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي؛ حيث تضم مجموعة العشرين أقوى دول العالم اقتصاديًا، وسيتم عقد اجتماعات قمة العشرين لأول مرة في المملكة العربية السعودية وترتيب القمة هو الخامس عشر بين قمم العشرين التي تم عقدها في الماضي، وتعد تلك القمة من أهم الأحداث الاقتصادية العالمية التي ينتظرها كافة المهتمين والمتخصصين في مجال الاقتصاد، وسنتعرف من خلال هذا المقال على قمة العشرين، وموعدها، وأهدافها والمواضيع المقرر مناقشتها في اجتماعات القمة.
ستتولى المملكة توجيه أعمال مجموعة العشرين تحت عنوان "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" وستكون المحاور الرئيسية الثلاث لرئاسة مجموعة العشرين في عام 2020م كالآتي:
أهداف مجموعة العشرين 2020
تم تحديد مجموعة من الأهداف التي تريد مجموعة العشرين تحقيقها في المملكة العربية السعودية في اجتماعاتها عام 2020، وجاءت أهداف القمة كالآتي:
تمكين الإنسان
تهدف قمة مجموعة العشرين إلى تمكين الإنسان وتهيئة الظروف من حوله من أجل العيش والعمل والازدهار، خاصة فئات الشباب والنساء، وذلك من خلال التركيز على توفير الفرص المتكافئة للجميع، وسيتم مناقشة تلك النقطة من خلال الآتي:
دعم التوظيف في بيئة عمل متغيرة.
إتاحة الوصول إلى الفرص المختلفة بشكل متساوٍ.
تمكين المرأة في المجتمع.
مضاعفة جهود الأمم من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
تطوير التعليم في القرن الحادي والعشرين.
تطوير الرعاية الصحية.
تعزيز الشمول المالي للشباب والنساء.
التعاون التجاري والاستثماري بين الدول.
تطوير السياحة كقوة للنمو الاقتصادي.
تشكيل آفاق جديدة
سيتم مناقشة إطار عمل يفضي تحقيق أقصى استفادة من الابتكار عبر العمل الجماعي من أجل مواجهة التحديات الجديدة الناشئة عن التحولات الكبيرة التي ظهرت حول العالم، واعتماد استراتيجيات طويلة المدى ممن أجل الاستفادة من منافع الابتكار ومشاركتها، وفيما يأتي بنود المناقشة:
تمكين الاقتصاد الرقمي.
تعزيز التعاون في مجال استكشاف الفضاء.
تطوير المدن الذكية.
الاستفادة من التقنيات الحديثة في البنية التحتية.
إيجاد حل لمعالجة التحديات الضريبية الناتجة عن رقمنة الاقتصاد.
مكافحة الفساد.
معالجة دخول الشركات التقنية الكبيرة في المجال المالي.
الحفاظ على كوكب الأرض
سيتم مناقشة التغيرات المناخية الحادثة في كوكب الأرض نتيجة للصناعات الحديثة وسوء استخدام الموارد، ومن المقرر توضيح آليات التصدي للتغي المناخي، والزيادة السكانية في جميع الدول، ومحاولة إيجاد حلول لتلك المشكلات المرتبطة بالبيئة، وذلك من خلال ما يأتي:
ضبط نسبة الانبعاثات من أجل التنمية المستدامة.
مكافحة تدهور الأراضي الزراعية والمواطن الطبيعية.
حماية المحيطات والمجاري المائية.
تعزيز استدامة نظا المياه العالمية.
تعزيز الأمن الغذائي.
وتماشياً مع هذا الالتزام، فإنّ المملكة العربية السعودية قد وجهت الدعوات إلى كل من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية سنغافورة والمملكة الإسبانية والاتحاد السويسري.
وقادت دول مجموعة العشرين جهودا دولية نتج عنها الحصول على التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أميركي بهدف دعم انتاج الأدوات التشخيصية والعلاجية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها، وقامت بضخ أكثر من 11 تريليون دولار أميركي لحماية الاقتصاد العالمي، ووفرت أكثر من 14 مليار دولار أميركي لتخفيف أعباء الديون في الدول الأقل تقدما لتمويل أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية.
وستركز دول مجموعة العشرين خلال القمة القادمة على حماية الأرواح واستعادة النمو من خلال التعامل مع الجائحة وتجاوزها، والتعافي بشكل أفضل من خلال معالجة أوجه الضعف التي اتضحت خلال الجائحة وتعزيز المتانة على المدى الطويل.
كما ستسعى القمة إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع من خلال تمكين الأفراد وحماية كوكب الأرض وتسخير الابتكارات لتشكيل آفاق جديدة.
وسيتم توجيه دعوات إلى المنظمات الإقليمية، بما في ذلك صندوق النقد العربي والبنك الإسلامي للتنمية وكذلك جمهورية فيتنام بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وجمهورية جنوب إفريقيا بصفتها رئيسة الاتحاد الإفريقي والإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسة مجلس التعاون الخليجي وجمهورية السنغال بصفتها رئيسة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد).
لقد كان للمنظمات الدولية مساهمة جلية تاريخياً في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين. لذلك فإن المنظمات الدولية المدعوة لحضور قمة العشرين 2020 ستشمل:
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ، ومجلس الاستقرار المالي ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية.
أمّا في الفترة التي تسبق قمة القادة، ستستضيف المملكة العربية السعودية أكثر من 100 حدث ومؤتمر، بما في ذلك الاجتماعات الوزارية واجتماعات المسؤولين وممثلي المجتمع المدني، بما في ذلك مجموعة الأعمال B20 ومجموعة الشباب Y20 ومجموعة العمال 20L ومجموعة الفكر T20 ومجموعة المجتمع المدني C20 ومجموعة المرأة W20 ومجموعة العلوم S20 ومجموعة المجتمع الحضري U20
كانت المشاركة الأولى للمملكة العربية السعودية في اجتماعات قمة مجموعة العشرين في قمة واشنطن لعام 2008. بحلول ذلك الوقت، وكما عانى العالم من أزمة عالمية، كانت المملكة العربية السعودية العاشرة من حيث قيمة الثروة السيادية في العالم ولديها ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم. في البداية، كان دخول السعودية إلى مجموعة العشرين راجعا بالأساس إلى أهميتها الاقتصادية كقوة فعالة في سوق الطاقة العالمي.