قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند السبت إن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية في مالي للإعداد لتدخل بقيادة إفريقية من أجل الإطاحة بالمتمردين الإسلاميين وستشدد إجراءاتها الأمنية لمكافحة الإرهاب في أراضيها.
وفي الوقت الذي قصفت فيه طائرات فرنسية المقاتلين المتمردين لليوم الثاني قال أولوند إنه أصدر تعليمات بأن تقتصر مهام مئات القوات الفرنسية التي أرسلت إلى مالي على دعم عملية عسكرية تقودها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
وأبلغ أولوند مؤتمرا صحفيا "أوقفنا بالفعل تقدم أعدائنا وكبدناهم خسائر فادحة. لكن مهمتنا لم تنته بعد."
وجاءت تصريحات أولوند بعد يوم من شن القوات الفرنسية غارات جوية للحيلولة دون تقدم المتمردين نحو العاصمة باماكو.
وقتل طيار فرنسي اثناء غارات يوم الجمعة في ضربة إلى بداية حملة تمثل أكبر اختبار للسياسة الخارجية يواجهه أولوند منذ انتخابه في أيار /مايو الماضي.
وفقدت فرنسا ايضا أحد أفراد القوات الخاصة وضابطا بالمخابرات كان محتجزا رهينة منذ عام 2009 في هجوم بالصومال يوم السبت في عملية قال أولوند إنه تم التخطيط لها منذ بضعة أيام.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في وقت سابق إنه لا صلة بين العمليتين.
وقال أولوند عن حادث الصومال "هذه العملية تؤكد إصرار فرنسا على عدم الاذعان لابتزاز الإرهابيين."
واضاف قائلا في المؤتمر الصحفي "سنواصل تدخلنا في مالي في الأيام المقبلة."
وقال أولوند إنه طلب من رئيس وزرائه تعزيز الأمن في المباني العامة ووسائل النقل العام في أسرع وقت ممكن تحسبا لأي هجمات انتقامية على الأراضي الفرنسية.
وجاءت تصريحات اولوند بعد تهديدات متحدث باسم جماعة أنصار الدين الإسلامية المتمردة قال فيها إن تدخل الجيش الفرنسي ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال مالي سيعرض المواطنين الفرنسيين للخطر بمن فيهم الرهائن.
وقال سنده ولد بوعمامة المتحدث باسم الجماعة لرويترز "ستكون هناك عواقب ليس على الرهائن الفرنسيين فقط بل جميع المواطنين الفرنسيين أينما وجدوا في العالم الإسلامي."
وأضاف قائلا "سنستمر في المقاومة والدفاع عن أنفسنا. ونحن على استعداد للقتال حتى الموت."
وتتخذ جماعة أنصار الدين من مدينة تمبكتو التاريخية معقلا لها وهي حليف مقرب إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي - فرع القاعدة في شمال إفريقيا- الذي يقاتل أيضا القوات المالية المدعومة بسلاح الجو الفرنسي.
ويحتجز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفاؤه ثمانية مواطنين فرنسيين في منطقة الساحل التي يقطنها عدد قليل من السكان عقب سلسلة من عمليات الخطف.
وقال بوعمامة "الرهائن يواجهون الموت.. ويبدو أن (الرئيس الفرنسي) فرنسوا أولوند يتمنى موت الرهائن. لقد اختار الحرب ولهذا فان الرهائن سيقتلون بدلا من التفاوض بشأنهم."
وفي تسجيل مصور بث على الانترنت في وقت سابق حث متحدث باسم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فرنسا على إعادة النظر في تدخلها.
وقال عبد الله الشنقيطي "الأمر لا يزال بأيديكم فعليكم أن تكفوا عنا شركم وأن تحكموا على أيدي سفهائكم وإلا فإنكم تحفرون قبور أبنائكم بأيديكم وتلقون بهم إلى الجحيم."
ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية امس الجمعة المواطنين الفرنسيين المقيمين في مالي وعددهم 6000 بمغادرة البلاد.
وميدانيا، قالت مصادر عسكرية وشهود يوم السبت إن أكثر من 100 شخص بينهم متمردون وجنود حكوميون قتلوا في مالي في غارات جوية فرنسية وقتال للسيطرة على مدينة كونا الاستراتيجية.
وقال ضابط بالجيش في مقر المجلس العسكري السابق في باماكو إنه تم قصف نحو 30 عربة تقل مقاتلين اسلاميين وان "أكثر من 100" متمرد قتلوا في الاشتباك.
وقال اللفتنانت كولونيل دياران كوني المتحدث باسم وزارة الدفاع في مالي لرويترز "لقد طردناهم. نحن الآن في كونا فعليا... لا نعرف إن كانوا قاموا بزرع ألغام أو شراك أخرى ولهذا فإننا نتحرك بحذر. هناك الكثير من القتلى في الجانبين كليهما."
وقال صاحب متجر في كونا إنه احصى 148 جثة في أربع مواقع مختلفة بالمدينة. وبين القتلى بضع عشرات من جنود القوات الحكومية. وكان الآخرون يرتدون الزي التقليدي لسكان مالي.
ولا يرتدي المقاتلون من التحالف الاسلامي الذي يسيطر الآن على شمال مالي ملابس عسكرية.
وقال ساكن في مدينة جاو -معقل حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وهي احدى الجماعات الاسلامية في مالي- ان المقاتلين بدأوا في الوصول إلى المدينة حاملين قتلاهم يوم الجمعة.
واضاف الرجل قائلا "هناك إضاءة في المشرحة وهو أمر غير معتاد. والاسلاميون اشتروا الكثير من الأكفان."