الدم السوري عليكم حرام

تاريخ النشر: 11 مارس 2012 - 01:47 GMT
جانب من الدمار الذي أحدثته تفجيرات إستهدفت مقرات الأمن السوري
جانب من الدمار الذي أحدثته تفجيرات إستهدفت مقرات الأمن السوري

*بقلم/ محمد سلامة

الدم السوري الذي يروي يوميا الاراضي الطاهرة في مختلف المحافظات والمدن ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب هو دم عربي طاهر وهو حرام عليكم أيها المتآمرون والمتقامرون والبائعون للأمة وثرواتها وارضها هذا الذي تفعلونه اليوم في سورية الحبيبة.قبل ان أبدأ اذكركم بقوله تعالى »قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا. »صدق الله العظيم« »الحجرات آية 14«هذه الآية الكريمة نزلت في نفر من بني أسد بن خزيمة قدموا الى الرسول »ص« فأظهروا الاسلام ولم يكونوا مؤمنين, فأفسدوا طرق المدينة وأغلوا اسعارها وكانوا يغدون ويروحون الى الرسول »ص« ويقولون اتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها, وجئناك بالانفال والعيال, والذراري ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان.. يمنون على النبي محمد »ص« ويقولون اعطنا.. وهؤلاء اعراب جهينة ومزينة وغيرهم وعندما استنفروا الى الحديبة تخلفوا عن الرسول »ص« فنزلت فيهم هذه الآية, فأخبرنا عليه السلام أن حقيقة الايمان هي التصديق بالقلب وأن الاقرار باللسان واظهار شرائعه لا يكون ايمانا.سورية .. لم تكن تعتاش على موائد نفطكم ولم تكن قيادتها راغبة بالاساءة اليكم رغم معرفتها ببواطن الامور, وذات مرة ومرات تآمرتم عليها لاسقاطها في أتون حمامات دماء بالجوار ولكنكم تفاجأتم بأن الغلبة ليست لكم, وتراجعتم, وذات اخرى اردتموها جارية في حوانيت بارات اوروبا واميركا, فحاصرتموها سنوات طويلة ووقفتم تتربصون الايقاع بها ليس لشيء بل لانها تقول لكم ان الدرب الذي تسيرون به خاطئ وأنا انصحكم قبل فوات الأوان,.. ودون جدوى وذهبتم الى حيث اوكاركم في استخبارات الغرب والصهيونية تحيكون عليها المؤامرات لكي توقعوها بالضربة القاضية, ودفعتم مليارات ومثلها واكثر من اجل تجنيد حفنة من العملاء الذين غادروها قبل عشرات السنين ولا يعرفونها, وأقمتم لغايات الكفر المقرات والطرقات والجحور والجسور والانفاق تحت الارض وما فوق الارض سخرتم اعتى ماكنة ارهابية اعلامية وجلبتم كل ما تستطيعون من أجل اسقاطها خدمة لاسرائيل دون سواها وفوق هذا كله »رحتم تساومون اصدقاءها الروس عارضين اموالكم ونفطكم كي تحققوا احلامكم المريضة«.قبل هذا تجمعتم مع (جعجع لبنان) والعجب العجاب ان يلتقي بعض من هؤلاء الذين يسمون انفسهم بالاسلاميين ومن لحق بهم مع هؤلاء.. فأنا وغيري كثيرون يسألونكم .. من أنتم..? يا حفنة عربان على اطراف الجزيرة العربية ومعكم الصهيونية والغرب وواشنطن.. هل تريدون الخير لسورية وأهلها..?!.. الجواب كلا.. وألف كلا.. انكم تريدون تدمير مقدرات الدولة السورية واخراج الجيش العربي السوري (حماة الديار) من المواجهة مع اسرائيل كما سبق وان فعلتم بمصر عبدالناصر وعراق صدام حسين .. وها أنتم تحاولون تكرار الماضي البعيد والقريب مع سورية.. التي خاض فيها »حماة الديار« ستة حروب طاحنة مع العدو الاسرائيلي دفاعا عن الأمة ومقدساتها فيما كانت جيوشكم العتيدة في جحورها ترتعد من المواجهة, واليوم تريدون تشويه الحقائق وقلب الأحداث لعلكم تنفثون الى مآربكم الخبيثة لكن ذلك لن يتحقق لكم.. فسورية التي خبرها العرب قادرة على تجاوز المحنة ودفن  رؤوسكم بالتراب.

يا اولاد الحرام ممن تحملون السلاح وتقتلون المدنيين والأطفال والشيوخ وتهدمون البيوت فوق ساكنيها وتتآمرون على وطنكم.. تذكروا للحظة واحدة أن مصيركم مثل غيركم الذين تاهوا في مزاريب الدولار ولم يحصلوا على شيء.. يامن تمولوا هذه العصابات بالمال والسلاح من اجل ان يقتل السوري أخاه ومن أجل أن تتدمر سورية كلها.. ان الدم السوري حرام عليكم, فديننا الاسلامي الحنيف اخبرنا بأن الايمان لن يدخل قلوبكم نهائيا ولن تصحوا, وان الاعوجاج قائم فيكم الى يوم الدين, فها هو المدعو جمال ريان الذي ارتضى بحفنة دولارات ان يشوه حماة الديار نقول له إن الذي يقصف حي بابا عمرو هو تلك العصابات المسلحة التي استوطنت كالسرطان في بعض المناطق وان اموال سادتك هي التي تغذي هذا القصف وان الدماء السورية الغالية سوف لن تذهب هباء وسوف تحاسبون عليها في الدنيا والآخرة ولعنة الله على القوم الكاذبين.كيف نصدق ان التحالف القائم اليوم بين العربان في جزيرتنا وجعجع لبنان ومن على شاكلته في المنطقة وبريطانيا وفرنسا واميركا واسرائيل.. كيف نصدق  ان هؤلاء أصدقاء سورية..?! .. أليست هذه اكذوبة .. أليس هؤلاء شلة مجرمين.. وكيف لنا ان نصدق أنكم تريدون الحرية والديمقراطية وأنتم لا تعرفونها ولا تسمعون بها إلا في اعلامكم الفاجر..?.. كيف لنا نصدق انكم لا تغذون هذه العصابات ولا تساومون على شراء ذمم الاخرين لاسقاط الدولة السورية..?! كيف لنا  أن نصدق ان الذي يقتل المدنيين والاطفال هم »حماة الديار« من الجيش العربي السوري.. وكيف .. وكيف.. الخ, أنتم الذين تقتلون القتيل وتمشون في جنازته.. أنتم الذين تسعون لتدمير سورية.. أنتم وبمالكم وسلاحكم اردتموها فتنة اسلامية.. »قل لم تؤمنوا«.. لن تؤمنوا... ان الدم السوري حرام عليكم.. فأوقفوا ما بدأتموه فما زالت الفرصة ممكنة للم الجراح وانقاذ سورية الحبيبة وأهلها.

*رئيس تحرير صحيفة "الديار" الأردنية