اصدر رئيس الوزراء الاردني توجيهات بملاحقة كل من يثبت حصوله على منح نفطية من النظام العراقي السابق فيما تواصلت ردود النفي على الفضيحة التي فجرتها صحيفة "المدى" العراقية.
اثار مجلس النواب الاردني خلال جلسة عقدها امس، قضية حصول 14 شخصية اردنية على منح نفطية من الحكومة العراقية السابقة وطالب النائب سعد هايل السرور الحكومة بالتحقق من هذه المعلومات واطلاع المجلس على النتائج.
ورد نائب رئيس الوزراء الدكتور محمد الحلايقة الذي كان يحضر جلسة المجلس على طلب النواب بالقول ان "الحكومة تحقق في المعلومات التي تحدثت عن حصول أردنيين على منح نفطية من العراق"، وأنها (أي الحكومة) "تعمل على التثبت من صحة حصول موظفين رسميين على هذه المنح، إلى جانب التثبت من حصول آخرين على ذات المنح للتحرك باتجاه تحصيل ضريبة دخل عن الأرباح المتأتية من هذا العمل".
وأكد الحلايقة،وفقا لصحيفة "الرأي"، على أن "مجلس الوزراء في جلسته أول من أمس، بحث في هذا الأمر خصوصا لجهة علاقة موظفين كانوا في مواقع رسمية بهذه المنح" دون أن يعطي مزيدا من التوضيح.
وبدورها قالت صحيفة "الدستور" ان الحلايقة ابلغ المجلس بان "رئيس الوزراء فيصل الفايز اصدر توجيهاته بملاحقة كافة الذين يثبت انهم فعلا قد حصلوا على منح نفطية من الحكومة العراقية السابقة".
وكانت صحيفة "المدى" العراقية نشرت في عددها الاحد الماضيقوائم الشركات والمؤسسات والافراد والاحزاب من خمسين دولة عربية واجنبية تلقت كميات كبيرة من النفط العراقي ابان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين ثمنا لتضامنها مع النظام البائد.
واكد عبدالصاحب سلمان قطب الوكيل الأقدم لوزارة النفط العراقية وجود وثائق وملفات تؤكد تسلم العديد من المسؤولين والبرلمانيين والسياسيين والاحزاب والصحافيين كوبونات بملايين براميل النفط من الرئيس المخلوع صدام حسين "تثميناً لما قاموا به من دعاية من أجل النظام خلال السنوات الماضية".
وكانت الناطقة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر صرحت امس، ان السلطات "ستحقق في هذه الاتهامات" التي "ليست سوى معلومات صحافية حتى الان". وعن ورود اسم وزارة الطاقة الاردنية في اللائحة، قالت ان الاردن "كان يتلقى هبات نفطية من العراق في اطار اتفاق اقتصادي. وهذا ليس سراً".
وفي قائمة الاردن وردت اسماء الشخصيات والشركات التالية:
1ـ ليث شبيلات، نائب سابق ومعارض اسلامي معروف/15.5مليون.
2 ـ فخري قعوار، نائب سابق وكاتب مقال يومي في صحيفة "الرأي"، /6مليون.
3 ـ كراندريسورسز/2مليون.
4 ـ الرشيد العالمية(احمد البشير)/9مليون.
5 ـ فواز زريقات، رجل اعمال وصديق شخصي للنائب البريطاني المفصول من حزب العمال جورج غالواي،/6مليون.
6 ـ سالم النحاس، كاتب وامين عام حزب الشعب الديمقراطي التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/3مليون.
7 ـ زياد الراغب، رجل اعمال/7مليون.
8 ـ مشهور حديثة، عسكري سابق/4مليون.
9ـ شاكر بن زيد، ابن الامير زيد بن شاكر رئيس وزراء اسبق /6.5مليون.
10 ـ محمد صالح الحوراني، وزير سابق/4مليون.
11 ـ توجان فيصل، نائبة سابقة ومعارضة معروفة/3مليون.
12 ـ وزارة الطاقة الاردنية/5مليون.
13 ـ زياد يغمور، رجل اعمال/2مليون.
14ـ وميض حسين مجلي نجل نقيب المحامين الاردنيين،/1مليون.
نفي وتنصل
وتواصلت الردود النافية لتقرير الصحيفة العراقية وقال رجل الاعمال فواز زريقات الذي كان على صلة بالنائب البريطاني جورج غالواي الذي طرد من حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء طوني بلير ان "هذه الاتهامات سخيفة". وتحدث عن "سوء فهم لمواقف دولة كانت ذات سيادة تتصرف بالذي ترتأيه مناسباً". وأكد ان "الحكومة العراقية لم تدفع من جيبها لأي شخص بل كانت تحدد فقط من يشتري النفط من الشركات والافراد التي تأخذ بدورها هامش ربح بسيطاً بينما تذهب عائدات النفط الى صندوق الامم المتحدة". وأوضح انه "عمل كوسيط لبيع ما بين ثمانية وتسعة ملايين برميل نفط خلال السنوات الماضية بهامش لا يتجاوز خمسة سنتات للبرميل الواحد".
ونفى النائب الاسلامي السابق ليث شبيلات في بيان الحصول على نفط من النظام العراقي السابق. وأشار الى انه كان يتابع مصالح له في برنامج "النفط مقابل الغذاء" في اطار اختصاصه الهندسي.
واكدت النائبة السابقة توجان الفيصل لصحيفة "الدستور" انها عملت كوسيط لمساعدة صديق اردني على شراء ثلاثة ملايين برميل نفط، لكنها لم تجن اي ارباح من هذه العملية.
واعتبر النائب السابق فخري قعوار ان "هدف الحملة الاساءة الى مناهضي الاحتلال".
جيرينوفسكي ينفي
وفي موسكو، نفى ناطق باسم جيرينوفسكي تلقيه كميات من النفط العراقي. وقال ان الزعيم القومي الروسي الذي كان يقيم علاقات وثيقة جداً مع المسؤولين العراقيين السابقين ويزور بغداد في انتظام "هو صديق شخصي لصدام حسين لكنه يقول انه لم يتلق قط لا نفطاً ولا مالاً ولا اي عطايا مادية اخرى من الرئيس العراقي السابق او حكومته". ونقل عنه ان "معلومات الصحافة العراقية هذه التي يسيطر عليها المحتلون تستهدف روسيا".
وأعلن رئيس تحرير صحيفة "صوت العرب" المصرية عبد الأدهم مناف ان لديه رسائل رسمية من مسؤولين عراقيين تعرض عليه نفطاً رفضه هو.
تأكيدات عراقية
وفي الجانب العراقي، قال مسؤول في النظام السابق ان براميل النفط التي وزعها صدام على الاجانب المقربين منه كانت تمثل احياناً "هدايا" او دفعات لتسديد منتجات مستوردة في انتهاك للحصار، مؤكداً ان العقود كانت قانونية وظلت سارية حتى اشهر قليلة قبل الحرب. وأوضح ان الكوبون عبر هيئة تسويق النفط العراقي "سومو" كان يباع عامي 1999 و2000 بما بين 0،025 و0،030 دولاراً البرميل، ثم تراجع الى 0،010 أو 0،05 دولار حتى نهاية 2002. وأضاف ان "صاحب العقد كان يتجه عموماً الى شركات متخصصة تتخذ دولة الامارات العربية المتحدة مقرًا لها، تشتري الكوبونات وتعيد بيعها في السوق"، وكان "هذا النظام سريعاً وغير معقد ولذلك حقق هؤلاء الاشخاص ارباحاً سريعة ولم يكن عليهم ازعاج انفسهم في عملية نقل النفط من البصرة"—(البوابة)—(مصادر متعددة)