لا يأبه الجيل الجديد في ايران بالازمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف في البلاد، ولا التطور النووي والانجازات المزعومة التي تتفاخر فيها القيادة الايرانية، كما لا يهتم بالمهدي المنتظر والمخلص، ويركز جيل التسعينيات فما فوق على القضایا الاجتماعیة والثقافیة
المراهقون والحجاب
يعد الحجاب المعضلة الابرز التي تحاول الايرانيات تجاوزها، وتوصف تلك المعركة بينهم وبين المتشددين بالحرب الناعمة ، ويحاول المراهقين والشباب الاعتياد وممارسة نمط حیاة لیس معادیاً للدین، إنما یمكن وصفه بالعلماني.
في المقابل يعمل نظام خامنئي على احتواءها وتجاوزها رغبة منه في وقف الانقسام العامودي في المجتمع الايراني، ويوظف الإمكانيات والقدرات لتعزیز النمط “الإسلامي – الإيراني” من خلال تمویل المجموعات الدينية ودعم الأنشطة الترویجیة

مناسبات بلا حجاب في ايران
في المناسبات العامة ، كالانتخابات ومباريات كرة القدم التي سمح للايرانيات حديثا لحضورها والحفلات والاعراس، تظهر الايرانيات سافرات، وقد اتضح انهن يتماشين مع اخر صرعات الموضة من حيث قصة الشعر والتسريحة والوان الصبغة، وبكامل اناقتهم ، وهو ما يدل على ان الحجاب بالنسبة للغالبية امرا ثانويا، ومؤخرا تجمع عدد من الفتیات والفتیان المراهقین الذين لا یتجاوز متوسط أعمارهم 18 عاماً بأسالیب بعیدة عن المعاییر الثقافیة للنظام في مدینة شیراز جنوب إيران ليتم اعادة فتح نقاشات حادة بشأن حدود الحجاب وما یتجاوز ذلك من نمط الحیاة وحق اختیار المواطن.
المتشددون يردون على العلمانيين
الحكومة الايرانية ردت مباشرة باصدار أوامر باعتقال الأشخاص الذین دعوا لإقامة التجمع، وزادت باغلاق المقاهي الخاصة بالشباب ونشرت قوات امنها في الاماكن الترفيهية والحدائق العامة
ویأتي ذلك بعد أقل من أسابیع على احتفالات كبیرة شهدتها المدن الإيرانية تناغماً مع نشید “سلام فرمانده”، الذي هدف لإظهار القاعدة الجماهيرية التي تؤید نمط حیاة إسلامي وعدم وجود شرخ بین خطاب النظام والأجیال الجدیدة، الذي بات يُسمى بجيل الانستغرام، كما تسميه المعارضة.
الجيل القديم في المجتمع الايراني احدث شرخا سياسيا واقتصاديا كبيرا، ويقاوم الاصلاحيون من زاوية لتحسين الوضع المعيشي والمالي، فيما كان توجه الجيل الناشئ الايراني الى زاوية اخرى من المؤكد ان النظام لم يحسب حسابها وسيعاني في مقاومتها في ظل الاراء العابرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة والانترنت.