رحلة المقاتلين العائدين إلى الأردن عن مكافحة التطرف العنيف

تاريخ النشر: 27 أغسطس 2017 - 10:58 GMT
تجربة عينة من المقاتلين الأردنيين في الخارج
تجربة عينة من المقاتلين الأردنيين في الخارج

 

 

 

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA) أنه ومن خلال التركيز على المحركات الرئيسية للتطرف، فإننا قد نكون نتجاهل نهجا ذو أهداف أكثر.

إذ ينصب التركيز الرئيسي للجهود المبذولة في مجال مكافحة التطرف العنيف حاليا على محاربة المحركات الرئيسية، مثل نقص فرص العمل والافتقار إلى الأهلية المدنية والفساد. وفي حين توفر هذه العوامل دافعا قويا للشباب الراديكاليين، فإن الباحثين يقولون إن القضاء على هذا العجز يتطلب عمليات طويلة الأجل، ويدعون إلى حاجتنا لنهج بأهداف أكثر.

توفر الدراسة التي مولتها السفارة الأسترالية في عمان نظرة فريدة على عقلية وأفعال وسلوكيات خمسة مقاتلين من معان والزرقاء والذين انضموا إلى جبهة فتح الشام (المعروفة سابقا بجبهة النصرة) قبل عودتهم إلى الأردن.

تمكين الأقارب كجزء من جهود مكافحة التطرف

يمكن للأقرباء والعائلة إضافة للمعلمين والأئمة ومنظمات المجتمع المدني أن يوقفوا عملية التطرف الفردية في مرحلة مبكرة. ومن المرجح أن يكون تمكينهم بالأدوات اللازمة للكشف عن العلامات المبكرة والاستجابة لها أكثر فعالية من المناهج التقليدية.

وأظهرت الدراسة أنه في بعض الحالات يفسر الأقارب التغيرات كعلامات للنضوج. ولم يتصرف آخرون والذين لم يفسروا الإشارات بشكل صحيح أبدا أو أنهم تصرفوا بطريقة غير بناءة. فعلى سبيل المثال، قام والد أحد المقاتلين بتزويجه لتشتيت انتباهه عن القتال في سوريا.

خلق السرديات البديلة

بالرغم أن الدراسات أظهرت أن المقاتلين يتأثرون بالتغطية الإعلامية المثيرة للعواطف، إلا أنه لم يبذل سوى القليل لمنافسة جاذبية وتطور الشبكات الإعلامية للجماعات المتطرفة.

وأظهرت الدراسة أنه يمكن استخدام شهادات العائدين حول الاضطهاد الذي شاهدوه إضافة للقتال الإسلامي- الإسلامي، وإدراك أنهم خدعوا كروايات قوية لردع الآخرين عن الانضمام للقتال في سوريا.

وبينت الدراسة وجوب تجنب الرسائل التي يمكن أن ينظر إليها على أنها مهاجمة الإسلام أو الإسلاميين، وهي خطوة قد تحمل  تأثيرا عكسيا من قبل المجموعات السكانية المستقطبة.

منع العزلة الاقتصادية والاجتماعية

تؤدي القيود الأمنية حاليا إلى منع العائدين من العمل في القطاع العام، ما يترك لهم خيارات قليلة بخلاف سوق العمل غير الرسمي ويحد من اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي، ويساهم في إحباطهم. وتقتصر علاقات العائدون إلى حد كبير على العلاقات الأسرية حيث يخشى الأصدقاء والجيران من زيادة التدقيق من جانب قوات الأمن في حال التعاطي مع العائدين.

وتؤدي تدابير إعادة الإدماج الضعيفة إلى إضعاف العائدين وإحباطهم وتهميشهم، ما قد يزيد من احتمال قيامهم بالبحث عن إعادة الارتباط مجددا مع الجماعة المتطرفة.

ما يغيب عن السياسات

أنفق العائدون الذين تمت مقابلتهم مبالغ كبيرة من المال ليتم تهريبهم إلى سوريا. ودفع أحد المقاتلين 563 دولارا أمريكيا، فيما دفع آخر 422 دولارا. ونظرا للضائقة المالية الشديدة التي يواجهونها، فإن طبيعة عملية تجنيدهم تنطوي على قدر كبير من المسؤولية من قبلهم.

ما يعني أيضا أنه قد يكون هناك عدد أكبر بكثير ممن على استعداد للانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة في حال توفرت لديهم الموارد. وهذه نقطة غائبة عن صانعي السياسات يتعين عليهم إدراكها. وقد تقلل الجماعات المتطرفة من الأعباء المفروضة حاليا على التجنيد أو قد تحاول استخدام هؤلاء الأفراد ذوي الميول الأيدولوجية الراديكالية داخل البلد. ما يعني أنه ينبغي رصد هذه الإمكانية بعناية مع تطور الحالة السياسية والعسكرية.

نبذة عن معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا

كمؤسسة فكرية غير هادفة للربح مقرها العاصمة الأردنية عمان، تعمل WANA برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال على تزويد صانعي السياسات بالمعرفة من منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا لخدمة هذه المنطقة. تقوم WANA بهذه المهمة بتقديم أبحاث تقدمية ومتداخلة الاختصاصات بشأن التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والأمن البشري. نأمل في WANA أن نسهم في صياغة سياسات إقليمية مستندة على الأدلة. تنظم WANA بانتظام المؤتمرات والدورات التدريبية، ما يتيح للشركاء فرصة الاجتماع ومناقشة قضايا التنمية في فضاء غير مسيس.