رحبت واشنطن ولندن باقرار "الدستور المؤقت" الذي تضمن "الاسلام مصدر للتشريع" والفدرالية للجميع وليس للاكراد فقط ورئيس ونائبين ومجلس تشريعي من 250 عضوا، في الغضون تلق 18 الف جندي من الحرس الوطني الاميركي اوامر بالتوجه إلى العراق
الدستور المؤقت
وتوقع غداً المسودة النهائية لقانون الإدارة الانتقالية, أو الدستور الموقت الذي سيحكم العراق خلال الفترة الانتقالية التي ستستمر حتى إقرار دستور دائم وانتخاب برلمان انتخاباً مباشراً, في غضون سنة.
وعلى رغم ان معظم تفاصيل الدستور الجديد بقي طي الكتمان, ريثما يوقع النص في احتفال يقام الاربعاء بعد الانتهاء من احتفالات الشيعة بيوم عاشوراء إلا أن مصادر الأحزاب أكدت أن الدستور الموقت ينص على قيام عراق اتحادي جمهوري يحظى فيه الأكراد بسلطة ذاتية على 6 محافظات من أصل 18, على أن يكون هناك تعاون بين الحكومة المركزية وحكومات المحافظات وحكومة اقليم كردستان, مع حق المحافظات في الاتحاد لتشكيل اقليم بينها.
وحسب صحيفة الحياة اللندنية ينص الدستور أيضاً على حكومة اتحادية في الفترة الانتقالية مؤلفة من مجلس وطني موسع, سيضم 50 عضواً لا 250 عضواً. ويرجح أن يرأس هذا المجلس عدنان الباجه جي, كما تضم الحكومة الاتحادية مجلس وزراء له رئيس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية مطلعة "النصوص التي اعتمدت كحلول وسط للخلافات بين أعضاء مجلس الحكم على قضايا الإسلام والتشريع, الفيديرالية, الرئاسة, المجلس التشريعي. وقالت إن ملاحق لنص الدستور ستصدر تباعاً خلال شهرين, وتتضمن شروحاً أو تفصيلاً لآليات تنفيذ ما اتفق عليه".
وتشير الصحيفة إلى ان الدستور حل قضية الإسلام والتشريع حيث اعتمدت صيغة "الإسلام مصدر للتشريع" بعدما طال الجدل في الأيام الأخيرة على صيغتين هما "المصدر الأساسي" و"مصدر أساسي". وفي ملحق بالنص الدستوري, سيصار إلى تأكيد عدم جواز إقرار قوانين تتناقض مع الإسلام.
اما عن الفدرالية "صيغ الحل الوسط في "الفيديرالية التاريخية" تفادياً لـ"الجغرافية" أو "الاثنية", وستصدر التفاصيل لاحقاً. لكن بنداً جديداً ادخل إلى النص الحالي وهو يعطي كل ثلاث محافظات حق تشكيل اقليم فيديرالي. والمقصود ان لا تعتبر الفيديرالية حقاً يتفرد به الأكراد من دون سواهم".
كما اتفق على صيغة رئيس ونائبين للرئيس, لكن القرارات تحتاج إلى اجماع الثلاثة, ما يعني أن كل طرف يملك "فيتو" لتعطيل أي قرار. وتقترب هذه الصيغة من فكرة "المجلس الرئاسي" من دون أن تعتمدها للاحتفاظ بشخصية الرئيس. وقالت المصادر إن الأكراد طرحوا هذه الصيغة وأصرّوا عليها, وما لبث الشيعة والسنّة أن قبلوها.
كما اتفق على أن يضم المجلس التشريعي 275 عضواً. وستصدر لاحقاً تفاصيل تشكيله وآليات عمله. كما اتفق على اجراء الانتخابات العامة في موعد أقصى هو 31/1/2005. وستكون لهذا المجلس وظيفتان: برلمان وجمعية دستورية تشرف على انجاز الدستور الدائم.
ترحيب
وصرح مسؤول بارز من التحالف بان الدستور حقق "التوازن الصحيح" بين الهوية الاسلامية لغالبية العراقيين والحاجة لتكريس حرية العقيدة وحرية التعبير. ويشمل الدستور المؤقت الذي اعلن عن التوصل اليه يوم الاثنين بندا للحريات يغطي حرية العقيدة والتعبير. وقال المسؤول ان الفقرات التي تتحدث عن الاسلام والدولة لن تتضمن أي مساس بالحقوق الفردية أو المباديء الديمقراطية
وفي وقت سابق ورحب كولن باول بموافقة مجلس الحكم على الدستور المؤقت وتوقع أن يوافق عليه بريمر وقال باول لشبكة "سي بي اس" الأميركية "انه انجاز كبير تأخرنا يوما وهذا في رأيي شيء رائع. لم اطلع على كل الوثيقة التي اتفق عليها لكني واثق من ان السفير بريمر سيوافق عليها"
كما رحبت الحكومة البريطانية باقرار الدستور المؤقت واعتبره متحدث باسم مكتب توني بلير رئيس الوزراء خطوة على طريق الديمقراطية مشيراً إلى ان هذا القانون يظهر إلى أي مدى يتحمل العراقيون مسؤولية مستقبلهم
قوات اميركية إلى العراق
على صعيد اخر اعلن مسؤولون عسكريون ان اوامر صدرت لاربع وحدات رئيسية من قوات الحرس الوطني الاميركية، بالاستعداد للتوجه الى العراق في وقت لاحق من هذا العام او في مطلع العام المقبل 2005، وذلك في اطار عملية احلال واسعة للقوات الاميركية في هذا البلد.
وقالت وزارة الدفاع الاميركية انها تقوم بابلاغ 18 الفا من جنود الحرس الوطني الذين يخدمون جزءا من الوقت في نيويورك ولويزيانا وايداهو وتنيسي باحتمال استدعائهم للخدمة في العراق في اواخر العام الحالي او اوائل عام 2005.
وقال البنتاجون ان الاخطارات المسبقة يجري ارسالها لتوفير وقت للتخطيط امام اسر الجنود الذين يعملون لبعض الوقت ويشغلون وظائف مدنية وقد يتعين عليهم ان يخدموا لمدة عام كامل في العراق.
ويعاني الجيش الاميركي من مشاكل الانتشار الواسع بسبب الصراعات في افغانستان والعراق حيث يخدم في الولايات المتحدة وفي انحاء العالم ما يناهز 183 الف جندي من اعضاء الحرس الوطني والاحتياطي
وقال المسؤولون ان الوحدات الاربع هي فرقة قيادة المشاة 42 من الحرس الوطني في نيويورك، وكتيبة المشاة 256 من لويزيانا، وكتيبة الفرسان 116 من ايداهو واوريغون، وكتيبة الفرسان المدرعة 278 من تينيسي.
وتشمل عملية الاحلال الجارية حاليا للقوات الاميركية في العراق نحو 100 الاف جندي من اصل 130 الف جندي مضى عليهم نحو عام في هذا البلد.—(البوابة)—(مصادر متعددة)