خبر عاجل

الاخوان ينتخبون محمد مهدي عاكف مرشدا عاما خلفا للهضيبي

تاريخ النشر: 14 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

انتخبت جماعة الاخوان المسلمين في مصر الاربعاء، محمد مهدي عاكف مرشدا عاما سابعا لها، خلفا لمأمون الهضيبي الذي توفي الخميس. 

واعلن عضو بارز في الجماعة المحظور نشاطها في مصر ان عاكف الذي كان يشغل منصب عضو في لجنة الارشاد التابعة للجماعة، انتخب اليوم الاربعاء لخلافة الهضيبي. 

وقال عصام العريان "أقسم عاكف يمين الولاء اليوم (الاربعاء)."  

واضاف ان مكتب الارشاد انتخب عاكف (75 عاما) قبل بضعة أيام لكن كان يجري استطلاع اراء تنظيمات الجماعة في الخارج قبل إعلان الخبر. 

وكانت الاخوان المسلمون وهي أكثر الجماعات الاسلامية نفوذا في الشرق الاوسط قد عينت محمد هلال قائما بأعمال المرشد العام الى حين انتخاب المرشد العام. 

ووفقا للائحة الداخلية يتولى مجلس شورى الجماعة المؤلف من 90 عضوا انتخاب المرشد العام.  

لكن مجلس الشورى الذي تقلصت عضويته الان الى نحو 60 عضوا لم يجتمع منذ زمن طويل. وعاكف هو ثالث مرشد عام ينتخبه مكتب الارشاد. 

وكان أعضاء ومراقبون قد ذكروا في وقت سابق إن أعضاء مكتب الارشاد المنتمين لجيل الوسط وهم من بلغوا الخمسينيات من العمر تقريبا حاولوا انتهاز فرصة الانتخاب لتعزيز مكانتهم داخل الجماعة التي تخضع لقيادة الشيوخ.  

لكن الحرس القديم احتفظ بسيطرته على الجماعة لأن له أغلبية ساحقة في مكتب الارشاد المكون من 16 عضوا. 

وتنفي الاخوان المسلمون دائما وجود خلافات بين اعضائها.  

لكن مصادر داخل الجماعة وخبراء كانوا قد قالوا قبل انتخاب عاكف ان الجناحين الرئيسيين وهما التيار "التقليدي الانغلاقي" أو جيل الشيوخ والتيار الاصلاحي أو جيل الوسط قد يسعيان الى التوصل الى تسوية دون حدوث تغييرات جذرية في سياسات الجماعة. 

وانتهى الامر باختيار وجه من الحرس القديم له قبول بين أفراد جيل الوسط وهو ما يتميز به عاكف. 

انضم عاكف الذي ولد عام 1928 وهو نفس عام تأسيس الاخوان المسلمون الى الجماعة في عام 1940 ليتبوأ مناصب مختلفة منها منصب قيادي في التنظيم السري المتهم بأنه وراء عمليات اغتيال وقعت في الاربعينيات والخمسينيات قبل حظر الجماعة. 

وفي عام 1954 حكم على عاكف بالإعدام بتهمة تهريب ضابط عسكري كان مطلوبا من جانب السلطات المصرية ثم تم تخفيف الحكم الى السجن حيث قضى 20 عاما خلف القضبان الى أن افرج عنه اثناء حكم الرئيس الراحل انور السادات عام 1974. 

وفاز عاكف بمقعد في مجلس الشعب (البرلمان) عام 1987 وفي نفس العام اصبح عضوا في مكتب الارشاد أعلى هيئة داخل الجماعة ويرأسه المرشد العام. وفي عام 1996 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن ثلاث سنوات بتهمة محاولة إحياء الجماعة. 

وردا على سؤال ان كان من المتوقع أن يحدث عاكف أية تغييرات جوهرية في الجماعة قال ضياء رشوان الخبير في الجماعات الاسلامية في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "لن يكون هناك تغيير في السياسات فهو جيل واحد له خصائص واحدة." 

ويقول مراقبون ان الشيوخ والشباب ينتمون لخلفية تاريخية مختلفة تماما. فالجيل الاول عاش طوال حياته تقريبا في صدام مع الدولة مما جعله يزداد تركيزا على العمل الاجتماعي الديني بخلاف جيل الوسط الذي لم يصطدم بالدولة الا عام 1995 وبالتالي فهو اكثر انفتاحا في التعامل مع الدولة والقوى السياسية الاخرى. 

ويريد الشيوخ ان تستمر الجماعة على منهجها الرامي الى اقامة مجتمع اسلامي غير منقوص في حين يطالب الاعضاء من جيل الوسط الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و55 عاما بأن تنخرط جماعة الاخوان المسلمون بشكل اكبر في العملية الديمقراطية في مصر مشيرين الى أنها لم تحقق أي نجاح منذ تأسيسها على يد حسن البنا في مدينة الاسماعيلية المطلة على قناة السويس. واغتيل البنا عام 1949. 

وحُظرت أنشطة الجماعة وتعرض قادتها للاعتقال بعد اتهامها بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954. 

وتتسامح الحكومة المصرية أحيانا مع الجماعة وتشن عليها أحيانا أخرى حملات متهمة إياها بأنها مظلة لجماعات اسلامية متشددة وهو ما تنفيه الجماعة التي استطاع نحو 20 من أعضائها الفوز بمقاعد في مجلس الشعب (البرلمان) الحالي كمستقلين.—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن