اقتحمت القوات الاسرائيلية مخيم رفح جنوب قطاع غزة، بعيد مقتل 6 من جنودها في عملية قرب المخيم تبنتها حركة الجهاد جاءت وسط انباء عن التوصل لاتفاق تنسحب اسرائيل بموجبه من حي الزيتون مقابل استردادها اشلاء 6 من جنودها قتلوا في الحي الثلاثاء.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان نحو 15 دبابة اسرائيلية اقتحمت مخيم رفح مساء الاربعاء وهي تطلق نيران الرشاشات الثقيلة في حين احتشدت مركبات مدرعة اخرى عند مداخل المخيم.
وقالت مصادر فلسطينية ان خمسة فلسطينيين على الاقل، اصيبوا بجروح اثر انفجار صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية على منزل في المخيم.
وجاءت العملية العسكرية الاسرائيلية في ما يبدو انتقاما لمقتل 6 جنود اسرائيليين وجرح 5 اخرين في وقت سابق في انفجارين استهدفا قافلة عسكرية اسرائيلية قرب رفح.
وقالت مصادر اسرائيلية ان لغما ارضيا ضرب بداية ناقلة جند مدرعة ومجنزرة تستخدم في البحث عن انفاق تهريب السلاح في منطقة الشريط الحدودي مع مصر جنوب رفح، وان لغما اشد قوة انفجر لدى حضور ناقلة جند اخرى الى المكان لمحاولة انقاذ المصابين في الانفجار الاول.
واضافت المصادر الى ان ستة جنود على الاقل لقوا مصرعهم في الانفجارين وان خمسة اخرين اصيبوا بجروح متفاوتة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان عشرة فلسطينيين على الاقل اصيبوا بجروح في هذه الانفجارات.
وقال شهود ان شدة الانفجارات ادت الى تطاير اشلاء الجنود الاسرائليين وحطام المجنزرتين على مساحة واسعة.
واضاف الشهود ان مقاتلات من طراز اف-16 ومروحيات اسرائيلية شوهدت تحلق في محيط المنطقة التي انتشرت فيها اشلاء الجنود.
وبدا ان هذا التحليق جاء بهدف منع الفلسطينيين من تكرار ما حصل في حي الزيتون بغزة الثلاثاء، عندما استولوا على اشلاء ستة جنود اسرائيليين بعد نسف ناقلتهم التي كانت تشارك في عملية عسكرية في الحي.
وقد اعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن هذه العملية التي قالت انها اسفرت عن تدمير الية عسكرية اسرائيلية ومقتل عدد غير محدد من الجنود الاسرائيليين.
وتاتي هذه العملية في وقت اعلنت فيه حركة الجهاد عن التوصل الى اتفاق تنسحب بموجبه اسرائيل من حي الزيتون وتسلم جثامين فلسطينيين محتجزة لديها مقابل تسليم اشلاء الجنود الاسرائيليين الستة الذين قتلوا في الحي الثلاثاء.
وابرم الاتفاق نتيجة تدخل من قبل السلطة الفلسطينية ووفد مصري.
وقال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد انه "بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة السلطة الفلسطينية والاخوة المصريين ستنسحب اسرائيل من حي الزيتون بغزة وتسلم جثث شهداء فلسطينيين تحتجز جثامينهم منذ عدة ساعات و ذلك في الساعات القليلة القادمة".
واضاف انه "اذا التزمت اسرائيل بالاتفاق سيتم تسليم اشلاء الجنود الاسرائيليين التي تحتفظ بها سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد، وكتائب الاقصى بعد العملية التي نفذت و اوضح ان" الاشلاء هي عبارة عن "راس احد الجنود واشلاء اخرى" .
ورغم انه لم يتحدث عن الية تنفيذ الاتفاق ،الا انه قال "ربما يتم تنفيذ هذا الاتفاق الذي جاء بعد مشاورات ومفاوضات في ساعات مساء اليوم ".
وقال متحدث باسم كتائب "شهداء الاقصى" التابعة لحركة فتح عرف عن نفسه بابو قصي ان "هناك اتفاقا على ضمانات بانسحاب الاحتلال من حي الزيتون وتسليم جثث شهداء واستشهاديين فلسطينيين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم وبعدها نتفاوض على تسليم الاشلاء".
واشار الى ان الاسرائيليين "في البداية طلبوا عبر الوسطاء ان يتم تسليمهم اشلاء الجنود بدون ثمن، واكدنا ان هذا لن يتم، فالاسرائيليون يتغطرسون ويمارسون الجرائم للتغطية على هزيمتهم في حي الزيتون".
وشدد مسؤولون عسكريون اسرائيليون مجددا رفض اسرائيل التفاوض لاستعادة اشلاء الجنود، لكنهم اكدوا في الوقت نفسه ان اتفاقا بات وشيكا لاعادة هذه الاشلاء.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الفصائل ستقوم بموجب هذا الاتفاق بتسليم الاشلاء الى السلطة الفلسطينية التي ستقوم بدورها بتمريرها الى اسرائيل.
وفي الاثناء، فقد واصل الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية في غزة والتي تعهد بعدم مغادرتها قبل استرداد اشلاء جنوده الستة.
وقال شهود ان زورقا تابعا للبحرية الاسرائيلية قصف سواحل المدينة غزة وفتح النيران على منطقة قرب مجمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
لكن مصادر عسكرية اسرائيلية قالت ان القصف واطلاق النيران استهدفا هدفا مريبا في المياه اصيب وغرق.
وقال الشهود ان قذيفة سقطت دون الحاق اضرار على بعد 900 متر من مجمع الرئيس الفلسطيني المطل على الساحل.
والرئيس الفلسطيني محددة اقامته الى حد كبير طوال العامين الماضيين في مجمع الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية. ولم ترد على الفور اي تقارير عن الضحايا او الاضرار
وجاء القصف بعد اطلاق هليكوتبر اسرائيلية صواريخ على مدينة غزة مما اسفر عن استشهاد ثلاثة نشطاء فلسطينيين.
وقال الشهود ان الزورق فتح نيران مدافع رشاشة ثقيلة على المنطفة وان نشطاء ردوا باطلاق قذائف مضادة للدبابات.