قررت اسرائيل تكثيف عمليات الاغتيال ضد قادة حركة حماس كما بدأت تعزيز حشودها العسكرية في قطاع غزة تمهيدا للرد على عملية اشدود المزدوجة، ياتي ذلك فيما اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، الذي فاز بتأييد الكنيست لخطة فك الارتباط، ان الحوار مع الفلسطينيين "مستحيل".
افادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وزير الدفاع شاوول موفاز اصدر تعليماته لقادة الاجهزة الامنية بتصعيد العمليات العسكرية ضد حركة حماس التي تبنت مع كتائب الاقصى العملية الفدائية المزدوجة في ميناء اشدود الاحد، والتي اسفرت عن مقتل عشرة اسرائيليين.
وقالت المصادر ان تكثيف عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة حركة حماس، على غرار حملة الاغتيالات التي شنتها اسرائيل ضدهم في صيف العام الماضي، كان احد الاقتراحات التي برزت خلال الاجتماع الذي عقده موفاز لقادة الاجهزة الامنية مساء الاثنين، بهدف بحث سبل الرد على عملية اشدود.
واضافت انه تقرر خلال الاجتماع تصعيد عمليات التوغل في الاراضي الفلسطينية.
وبحسب ما تشير المصادر ذاتها، فسوف يتم عرض عدد من الاقتراحات على مجلس الوزراء المصغر الذي سيعقده رئيس الوزراء ارييل شارون الثلاثاء لتقييم الاجراءات التي ستتخذها اسرائيل ردا على عملية اشدود.
وكانت الاذاعة الاسرائيلية العامة نقلت في وقت سابق عن وزير الخارجية سيلفان شالوم قوله ان "الاجراءات الضرورية التي يتعين اتخاذها معروفة والقسم الاكبر منها سبق ان تقرر في الماضي ولا يبقى امام اجهزة الدفاع سوى تنفيذها".
وقال احد معاونيه المقربين طالبا عدم كشف اسمه ان شارون امر بزيادة القمع على المسؤولين والناشطين الفلسطينيين.
وفي هذه الاثناء، افادت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي بدأ تعزيز قواته داخل وعلى مشارف قطاع غزة، في ما بدا استعدادا للبدء في تنفيذ التعليمات التي ستصدر اليه في اطار الرد على عملية اشدود.
وتاتي هذه التطورات في وقت فاز فيه شارون بتاييد الكنيست (البرلمان) بفارق ضئيل لمتابعة خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين.
وحصل شارون على تأييد 46 نائبا في مقابل 45 نائبا صوتوا ضد الخطة. وقاطع الجلسة الاعضاء الموالون للمستوطنين من اقصى اليمين والاحزاب الدينية
وقال شارون في كلمة افتتح بها جلسة الكنيست إنه يجب على إسرائيل أن تستعد لأي وضع في "غياب شريك للسلام من الجانب الفلسطيني"، معتبرا ان الحوار مع الفلسطينيين مستحيل لأن "قيادتهم تفتقد إلى الشجاعة والقدرة على محاربة الإرهاب".
وأوضح شارون في معرض دفاعه عن خطة الانسحاب من غزة أن غياب شريك فلسطيني مفاوض يرغم إسرائيل على التصرف من جانب واحد بهدف "تغيير الوضع الحالي".
وأكد أنه يواصل مشاوراته مع قيادات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وواشنطن بشأن تنفيذ الخطة. وأضاف أنه عندما تقرر حكومته بصفة نهائية المضي قدما في تنفيذ الخطة ستطرحها أولا على الكنيست للتصويت عليها.
كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمواصلة العمليات العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية.
وقد رفض وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات تصريحات شارون، وقال لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية إنه من المستحيل تحقيق السلام دون التفاوض مع الفلسطينيين.
وأضاف عريقات أنه من غير القبول أن يتفاوض شارون بشأن مستقبل عملية السلام مع الأميركيين فقط، معتبرا أن تصريحاته تأتي في سياق سياساته العدوانية التي تمثل تصعيدا خطيرا في المنطقة.
من جهته انتقد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر قرار شارون إلغاء لقائه مع نظيره الفلسطيني أحمد قريع، معتبرا أنه ليس في مصلحة أي طرف.
وقال ماهر في تصريح صحفي إن أسلوب التهديد والضرب والرد المبالغ فيه ليس في مصلحة السلام، وإن الحوار هو الذي يؤدي إلى حل المشاكل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)