تعهد الجيش الاميركي الاربعاء بتدمير جيش المهدي الشيعي داعيا زعيمه مقتدى الصدر الى تسليم نفسه. فيما لقي 36 عراقيا مصرعهم في المعارك المتواصلة بين قوات الاحتلال والمقاومة في الفلوجة، وذلك في وقت تحدثت فيه انباء عن مقتل 10 جنود اميركيين واسقاط مروحية في المدينة.
وقال الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحفي في بغداد الاربعاء "سنهاجم وندمر جيش المهدي" مضيفا ان الهجمات التي ستشنها القوات الاميركية على هذا الجيش "ستكون مدروسة ودقيقة".
واشار كيميت الى ان القوات الاميركية تحاول اعتقال عناصر من جيش المهدي في مدينة الصدر الشيعية في بغداد تحديدا، داعيا مقتدى الصدر الى الاستسلام.
وقال "إذا كان يرغب في تهدئة الموقف، فليسلم نفسه إلى مركز شرطة عراقية، وسيواجه العدالة".
وكانت القوات الاميركية اصدرت مذكرة توقيف بحق الصدر الذي خاض جيشه مواجهات مع قوات الاحتلال في ست مدن عراقية اسفرت عن مقتل ثمانية جنود اميركيين وجنديين اوكرانيين منذ الاحد.
وتطارد قوات الاحتلال الصدر منذ مطلع الاسبوع بعد اعلانها عن المذكرة التي صدرت على خلفية اغتيال الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي العام الماضي.
واعتبر كيميت ان الصدر الى جانب المقاتلين السنة الذين عارضوا القوات الاميركية لشهور، يقومون بعمليات عنف بهدف اعاقة عملية تسليم السلطة الى العراقيين والمقررة في 30 حزيران/يونيو المقبل.
وقال "كل العراقيين الذين يراقبون ما يجري يفهمون هذا. والوضع يتضح بان التطرف يواجه الاعتدال".
واضاف "المتطرفون يريدون اعادة هذا البلد الى حكم فاشي او اسوأ..نوع من الطالبانية لهذا البلد".
وكانت المواجهات بين انصار الصدر وقوات الاحتلال والتي شهدتها مدن الناصرية والكوت وكربلاء والعماره ومدينة الصدر في بغداد، قتل 23 عراقيا بحسب ما اعلنته القوات الاميركية.
وسمع دوي انفجارات واطلاق نيران مكثف في مدينة الصدر الليلة الماضية، وذلك مع اشتداد المواجهات بين القوات الاميركية وانصار الصدر.
وفي الناصرية، قتل 15 عراقيا وجرح 35 اخرون في اشتباكات بين القوات الايطالية وانصار الصدر. واصيب 11 جنديا ايطاليا في هذه الاشتباكات.
كما قتل 12 عراقيا وجرح ثمانية اخرون في المواجهات التي دارت بين القوات البريطانية وانصار الصدر في العماره، وفق ما اعلنه مسؤول في قوات التحالف. وفي الكوت، هاجم مسلحون ناقلة جند مصفحة تقل جنودا اوكرانيين، ما اسفر عن مقتل مهاجمين اثنين وجندي اوكراني وجرح خمسة اخرين.
تواصل المعارك العنيفة في الفلوجة
على صعيد اخر، فقد تواصلت المعارك العنيفة بين القوات الاميركية والمقاومين في مدينة الفلوجة.
وقالت وكالة الانباء الالمانية ان عشرة جنود أميركيين قتلوا خلال المعارك، ونقلت عن شهود قولهم ان مروحية أميركية أسقطت في المدينة.
وروى مراسل وكالة الانباء الالمانية انه راى فجر الاربعاء عشر جثث لجنود أميركيين في شوارع حي الجولان الواقع في شمال غرب المدينة والذي شهد اغلب عمليات القصف الثقيلة التي شنتها القوات الاميركية على المدينة بمساندة المروحيات.
وقال ايضا انه رأى خمس ناقلات جنود أميركية وثلاث دبابات مدمرة في نفس الحي والحي العسكري ووسط المدينة.
وكانت قناة الجزيرة القطرية نقلت عن شهود قولهم ان مروحية تم اسقاطها في المدينة التي بلغ عدد القتلى العراقيين فيها 52 قتيلا.
وكان اطباء اعلنوا ان ما لا يقل عن 36 مدنيا قتلوا فيها خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال الاطباء ان من بين القتلى 25 عراقيا قضوا في هجوم ادى إلى تدمير منزل القى السكان مسؤوليته على القوات الاميركية التي تقوم بحملة عنيفة على البلدة.
وذكر شهود ان المنزل المدمر في بلدة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة العراقية بغداد فيما يعرف باسم "المثلث السني" دمر في قصف صاروخي شنته مروحية ليل الثلاثاء.لكن متحدثة عسكرية اميركية في بغداد قالت انه لا علم لها بالواقعة.
وقال شهود ان المنزل سوي بالارض في الهجوم وان اربعة اسر كانت تقطنه وان بعض الضحايا لا يزالون محاصرين تحت الانقاض.
وبدأت قوات مشاة البحرية الامريكية التي تولت المسؤولية في الفلوجة والرمادي الشهر الماضي عملية للقضاء على المقاومة في المنطقة.
وجاءت "عملية الحسم اليقظ" بعد مقتل اربعة من حراس الامن الامريكيين في البلدة الاسبوع الماضي والتمثيل بجثثهم.
وذكر شهود ان القوات الاميركية تطوق الفلوجة التي اصيبت بالشلل نتيجة للمعارك.
وقال سمير محمود وهو من سكان الفلوجة "نريد من الجامعة العربية والمجتمع الدولي الضغط على الاميركيين لينهوا حصارهم الوحشي.مجلس الحكم (العراقي) مجموعة من الخونة. عليه ان يطلب من الاميركيين الكف عن هذا."
وقال سكان الفلوجة انهم يعانون ايضا من انقطاع الكهرباء والماء ومن اغلاق الطرق الرئيسية التي تربط البلدة بباقي أنحاء العراق.—(البوابة)—(مصادر متعددة)