الاتحاد الاوروبي يرفض إحالة ملف الجدار العازل الى العدل الدولية والاحتلال يتوغل في اريحا

تاريخ النشر: 01 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

رحبت اسرائيل بقرار الاتحاد الاوروبي رفض عرض ملف جدار العزل العنصري على محكمة العدل الدولية في لاهاي واعربت عن املها ان يقتنع قضاة المحكمة بوقف النظر في القضية. ميدانيا توغل الجيش الاسرائيلي في مدينة اريحا صباح اول ايام العيد الاضحى الذي يصادف اليوم بحجة اعتقال مشبوهين. 

رحب وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، بقرار الاتحاد الأوروبي معارضة مناقشة ملف الجدار الفاصل في المحكمة الدولية في لاهاي. وأعرب شالوم، أمس (السبت)، في تصريحات لموقع "ArabYnet" التابع لصحيفة "يديعوت احرنوت" عن أمله بأن تساهم التصريحات المشفوعة بالقسم، التي تم تقديمها الى المحكمة، في إقناع قضاة المحكمة الدولية في لاهاي، بالامتناع عن مناقشة ملف الجدار في هذا الإطار القضائي، لأن هذه القضية هي قضية سياسية". 

وقالت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، للموقع الالكتروني إن الاتحاد الأوروبي قرر تقديم ورقة عمل مشتركة تشمل التصريح الذي أدلى به الاتحاد الأوروبي خلال النقاش الذي أجرته الأمم المتحدة حول مسألة الجدار، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والذي امتنع الاتحاد الأوروبي خلاله، عن التصويت على اقتراح تحويل ملف الجدار إلى المحكمة الدولية". 

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن هذه الخطوة لا تتناقض مع المعارضة الحازمة التي تبديها أوروبا لمسار الجدار. مع ذلك، تعتقد أوروبا أنه من المناسب البت في المسائل السياسية من خلال المفاوضات وليس في المحكمة. وتدعم بريطانيا الموقف الإسرائيلي في المذكرة التي قدمتها، أمس الجمعة، إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وكانت إسرائيل قد قدمت، امس، طعنا بصلاحية المحكمة بمناقشة هذا الملف، كون المقصود مسألة سياسية. 

وأعربت وزارة الخارجية البريطانية، من خلال المذكرة التي قدمتها إلى المحكمة الدولية، عن معارضتها لبحث القضية، رغم أن الموقف البريطاني الرسمي يعارض بناء الجدار الفاصل، واعتبرته غير قانوني.  

ونقلت صحيفة الـ"غارديان" أقوال الوزيرة في وزارة الخارجية، الليدي سيمونس، عن صحيفة "جويش كرونكيل" التي أجرت معها حديثـًا، أكدت خلاله أن النظر في القضية في محكمة لاهاي، سيدفع إلى تسييس هذه المحكمة، بشكل يتعارض مع الغاية التي أقيمت من أجلها. 

وتجدر الإشارة الى أن المذكرة البريطانية تنضم إلى 30 مذكرة قدمتها دول تؤيد الموقف الإسرائيلي، ومنها روسيا وألمانيا والولايات المتحدة. وتلقت المحكمة مذكرات تعارض الموقف الإسرائيلي، من 17 دولة ومنظومة، من بينها: السلطة الفلسطينية، جامعة الدول العربية، منظمة الدول الإسلامية، الأردن، لبنان، سوريا، الجزائر، المغرب، السعودية، اندونيسيا وماليزيا. 

ورحبت مصادر سياسية إسرائيلية بقائمة الدول التي قدمت مذكرات مؤيدة للموقف الإسرائيلي. وأعربت مصادر سياسية عن أملها بأن تساهم هذه المذكرات في إقناع المحكمة الدولية بإلغاء مناقشة الملف. ومن المنتظر أن تناقش الحكومة الإسرائيلية، في مطلع الأسبوع المقبل، الاقتراح الذي تقدم به وزير العدل الإسرائيلي، يوسيف (تومي) لبيد، بإيفاد قاض إسرائيلي للمشاركة في تركيبة الهيئة القضائية التي ستناقش الملف. ويعارض رئيس الحكومة والوزراء والمستشارين هذا الطلب، خشية أن يتم تفسيره على أن إسرائيل تمنح شرعية لمناقشة الملف في لاهاي. 

موقف السلطة 

وقدمت السلطة الفلسطينية السبت رسميا افادة موثقة الى محكمة العدل الدولية تؤيد حق المحكمة في اصدار حكم بشأن قانونية بناء اسرائيل لجدار العزل. 

وقدمت اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا افادات موثقة يوم الجمعة وهو موعد انتهاء المهلة لتقديم هذه المذكرات تعترض فيها  

على الجلسات التي من المقرر ان تعقدها محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي لنظر القضية. 

وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات بالسلطة الفلسطينية ان المحكمة لها "اختصاص كامل" وان الموقف  

الفلسطيني الذي قدم يوم الخميس يستند الى المسار الذي يسلكه الجدار العازل في عمق الاراضي الفلسطينية مما يؤثر على الحياة اليومية للفلسطينيين. 

وأضاف عريقات لرويترز "بناء هذا الجدار داخل الاراضي الفلسطينية هو انتهاك صارخ للقانون الدولي." 

وتقول اسرائيل ان القطاعات التي استكملت من الجدار والتي تتألف من اسلاك شائكة وكتل خرسانية تمنع بالفعل المهاجمين الذين يفجرون انفسهم من الوصول الى اراضيها. 

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان حصيلة العملية التي فجر فيها فلسطيني نفسه داخل حافلة بالقدس يوم الخميس ارتفعت يوم السبت الى 11 بعد التعرف على جثة بين الحطام. وكان ذلك الهجوم هو الاول من نوعه خلال أكثر من أربعة شهور. 

ويصف الفلسطينيون الجدار بأنه "جدار عنصري" يستهدف الالتفاف حول المستوطنات وترسيخ قبضة اسرائيل على الاراضي التي تحتلها منذ حرب عام 1967. 

وقال عريقات ان المذكرة الفلسطينية تتفق مع نداءات اميركية وبريطانية للفلسطينيين بانتهاج السبل الدبلوماسية وليس العنف لاقامة دولة مستقلة. 

وقدمت واشنطن مذكرة يوم الجمعة قائلة ان محكمة العدل الدولية ليست المنتدى المناسب لاتخاذ قرار بشأن قانونية الجدار العازل. كما سلمت لندن بيانا تحتج فيه على عقد جلسة لنظر القضية دون موافقة اسرائيل. 

وسبق ان احتجت الولايات المتحدة وبريطانيا على مسار الجدار العازل الذي أثار انتقادات دولية. 

وتبدأ المحكمة مداولاتها يوم 23 شباط/فبراير استجابة لطلب من الجمعية العامة للامم المتحدة لكي تصدر حكما بشأن ان كانت  

اسرائيل ملزمة قانونا بهدم الجدار. وسمحت المحكمة لجامعة الدول العربية بالاشتراك في الاجراءات لدعم الفلسطينيين. 

توغل في اريحا 

أغارت القوات الاسرائيلية على بلدة اريحا بالضفة الغربية يوم الاحد الذي يصادف أول أيام عيد الاضحى فيما وصفته مصادر  

عسكرية بانها عملية صغيرة للقبض على بعض الناشطين الفلسطينيين. 

وقال الوزير الفلسطيني صائب عريقات الذي يقيم بالبلدة التي لم تتأثر تقريبا بأعمال العنف الدائرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ان نحو 20 سيارة جيب عسكرية اسرائيلية ومركبة مدرعة شاركت في عملية التوغل وان هذه القوات دمرت منزلا بالبلدة. 

واعرب عريقات عن استنكاره لهذا التوغل في اول ايام العيد واضاف انه حال دون خروج الناس من بيوتهم للاحتفال بالعيد. 

من جهة اخرى قال مصدر عسكري اسرائيلي انه "تجرى الان عملية صغيرة لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين." 

ويوم السبت توغلت قوات اسرائيلية في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية ومخيمات اللاجئين المجاورة لها لليوم الثاني على التوالي بعد ان فجر فلسطيني  

نفسه في حافلة بالقدس مما تسبب في مقتل 11 شخصا—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن