استبعدت أحزاب اليمين واليسار الهولندية أي مشاركة مسقبلية في حكومة تضم حزب الحرية اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز.
واتهمت هذه الأحزاب حزب الحرية بإحداث شرخ كبير في المجتمع، وتكريس التمييز خلال السنتين الأخيرتين اللتين دعم فيهما الحكومة اليمينية.
وجاءت هذه التصريحات خلال نقاش نظمته "شركة إعداد المؤتمرات" في مسجد "بدر" بالعاصمة الهولندية أمستردام، حضرته قيادات عن ستة أحزاب كبرى، وذلك قبيل انتخابات برلمانية مبكرة تجري الأسبوع القادم.
وحول هذا الموضوع، قال خليل آيت بلال مدير الشركة التي نظمت النقاش "إن هدف النقاش هو أن تُوضَّح للناخب المسلم مواقف الأحزاب من قضايا التمييز والحملات المغرضة ضد المسلمين".
وحول غياب فيلدرز عن النقاش قال "وجهنا له الدعوة ولم نتلق منه كالعادة أي رد".
ويقول المنظمون "كان من الملفت حضور جنات فينترز القيادية في حزب المنعطف الديمقراطي برئاسة هيرو بريكمان، والذي كان إلى وقت قريب الرجل الثاني في حزب فيلدرز، وانسلخ عنه متهما إياه بالدكتاتورية والتلاعب بالتصريحات النارية لكسب الأصوات دون طرح حلول حقيقية".
وقالت جنات فينترز عقب النقاش إن حزبها لن يشارك في أي تحالف يكون فيلدرز طرفا فيه، وما يطرحه "المنعطف الديمقراطي" يناقض تماما طرح فيلدرز، حيث أن "الإسلام دين وليس أيدولوجيا، ولا نقيم المواطن على أساس دينه أو عرقه وإنما على أساس مشاركته".
وأشارت إلى أنها جاءت للمشاركة في نقاش في المسجد وهي إشارة واضحة إلى أن حزبها يعلن قطيعة مع معاداة فيلدرز للمساجد، وأبدت استعداد حزبها لأي حوار مع المساجد للتعاون في حل المشاكل الاجتماعية.
وحسب أحمد مركوش -من حزب العمل المعارض- فقد دخلت هولندا منعرجا اتسم بالاحتقان في ظل الحكومة اليمينية السابقة، والفرصة مواتية الآن للون آخر يقود البلاد ويعيد السلم الاجتماعي، ويعلن قطيعة مع التمييز.
وحول موقف الحزب الرافض للبرقع، قال "نحن كحزب لنا وجهة نظر من البرقع ونعتقد أنه غير عملي في المجتمع، لكن لن نشارك في استصدار قانون يمنعه".
أما توفيق ديبي -وهو أحد أهم قيادات الخضر- فتحدث عن خطوط حُمْر لن يتخطاها حزبه، وقال "مشاركة فيلدرز في الحكم والاعتداء على حرية الأفراد والمجموعات لن تكون مجال نقاش بيننا وبين الأحزاب الأخرى".
وأضاف "الأجواء التي سادت الفترة السابقة من تفرقة وتمييز كان أكثر ضحاياها مسلمين.
وعلى الجانب الآخر، قاطع بعض أفراد ينتمون إلى مجموعات الشريعة في بلجيكا وهولندا سير حلقة النقاش وحاولوا إحداث بلبلة ورفع شعارات يطالبون فيها بالشريعة وينددون باستغلال المنابر الدينية للترويج للكفر والزندقة "حسب تصريحاتهم".
وقد تدخلت الشرطة، حيث اعتقلت بعضهم وطردت البعض الآخر، في حين يقول "أبو عتيق" وهو أحد من طردوا من القاعة "جئت من بلجيكا لإيقاف مهزلة المشركين والكفار الذين يدخلون المسجد للدعوة للشرك".
وأضاف "يسعى الساسة خارج وقت الانتخابات للاعتداء على المقدسات، وعند ما تأتي الانتخابات يأتون إلى المساجد ليشتروا الأصوات".
وطالب أبو عتيق من المسلمين عدم المشاركة في "انتخابات الكفار"، معتبرا أن الشريعة هي الحل.