سمع دوي صفارات إنذار وانفجار في تل أبيب التي استهدفتها كتائب القسام بصاروخ جديد، فيما كثفت اسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة حيث ارتفع عدد الشهداء الى اربعين، كما صادقت على تعبئة 75 ألف جندي احتياط ما يمهد الطريق أمام احتمال غزو القطاع.
وشوهدت سحابة من الدخان في السماء فوق الضواحي الجنوبية لتل ابيب المركز التجاري الرئيسي في اسرائيل.
وقال راديو اسرائيل ان إحدى بطاريات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ اعترضت فيما يبدو الصاروخ في الجو.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس في غزة انه أطلق صاروخا على المدينة في ثالث هجوم من نوعه منذ شنت اسرائيل هجماتها الجوية على القطاع يوم الأربعاء.
ومن جهته قال موقع المركز الفلسطيني للاعلام القريب من حركة حماس ان كتائب القسام اعلنت انها اطلقت صاروخي فجر 5 باتجاه تل ابيب.
وأعلنت اسرائيل السبت نشر بطارية جديدة للقبة الحديدية المضادة للصواريخ في منطقة تل ابيب، فيما يكشف عن مخاوف من المدى الذي وصلت اليه الصواريخ الفلسطينية.
وأطلق نشطاء في قطاع غزة ثلاثة صواريخ على تل ابيب خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية. ولم يصب أحد من جراء ذلك كما لم تقع أضرار لكن تعرض العاصمة التجارية لاسرائيل لهجمات أزعج كثيرا من الاسرائيليين.
ولم يكن مقررا ادخال البطارية الخامسة من القبة الحديدية الى الخدمة حتى عام 2013 . وتنشر البطاريات الاربع الاخرى الى الجنوب بالقرب من حدود غزة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي انه منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة يوم الاربعاء اسقطت صواريخ القبة الحديدية 222 صاروخا بنسبة نجاح بلغت 90 في المئة.
ولا تنطلق الصواريخ المضادة الا اذا رصد النظام صواريخ يمكن ان تسقط على منطقة عمرانية.
والسبت، قالت حماس التي تدير قطاع غزة إن طائرات إسرائيلية قصفت المبنى الإداري لرئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية الذي التقى فيه الجمعة مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وضربت مقرا الشرطة.
ورغم أعمال العنف وصل وزير الخارجية التونسي إلى القطاع صباح السبت في إظهار للتضامن مع غزة متوجها إلى أحد المستشفيات لزيارة الجرحى.
وقال مسؤولون في غزة إن 40 فلسطينيا نصفهم من المدنيين وبينهم ثمانية أطفال وامرأة حامل استشهدوا في القطاع منذ أن بدأت إسرائيل غاراتها الجوية. وقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين بصاروخ يوم الخميس.
وتعرض منزل من ثلاثة طوابق يخص سليمان صلاح المسؤول بحركة حماس للهجوم صباح يوم السبت مما أسفر عن تدميره بالكامل. وقال رجال الإنقاذ إن 30 شخصا على الأقل انتشلوا من تحت الأنقاض.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عددا من المباني الحكومية أثناء الليل بما فيها مكتب هنية ووزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس ومقر للشرطة.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة استمرت أربع ساعات مع مجموعة من كبار الوزراء في تل أبيب بشأن توسيع الهجوم العسكري في حين تم استطلاع آراء باقي الوزراء بشأن رفع مستوى التعبئة عبر الهاتف.
وقالت مصادر سياسية إنهم قرروا تعبئة ما يصل إلى 75 ألف جندي احتياط وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي وافقت الحكومة على استدعائه بعد بدء الهجوم. ولا يعني القرار أنه سيتم استدعاء كل هذا العدد للخدمة.
وفي علامة أخرى على أن نتنياهو ربما يمهد الطريق أمام القيام بعملية برية قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق طريق سريع مؤدي إلى قطاع غزة الذي يقطنه 1.7 مليون فلسطيني وطريقين على حدود القطاع أمام حركة المرور المدنية.
وشوهدت دبابات ومدافع قرب منطقة الحدود الجمعة وقال الجيش إنه استدعى بالفعل 16 ألف جندي احتياط للخدمة الفعلية.
ويعد نتنياهو الأوفر حظا للفوز في انتخابات عامة تجري في يناير كانون الثاني ولكن تعرض تل أبيب والقدس لمزيد من الهجمات الصاروخية قد يمثل عقبة سياسية امامه.
وقام رئيس الوزراء المصري بزيارة لغزة الجمعة منددا بما وصفه بالعدوان الإسرائيلي وقال إن القاهرة مستعدة للوساطة من أجل التوصل لهدنة.
وقال قنديل إن مصر "لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها."
وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية اليوم السبت أن مصر تسعى إلى تحقيق هدنة.
وزار وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام قطاع غزة اليوم وشجب الهجمات الإسرائيلية على القطاع واصفا إياها بأنها غير مقبولة وتتعارض وصحيح القانون الدولي.
وقال عبد السلام وهو يتفقد مكتب هنية في غزة الذي تحول إلى أنقاض جراء غارة جوية أثناء الليل "على إسرائيل أن تدرك أيضا أن هناك متغيرات كثيرة تجري في الوضع العربي." وأضاف "ما كان متاحا أو مباحا لها في السابق لم يعد مستباحا أو مباحا لها اليوم."
وظهور المسؤولين المصري والتونسي في القطاع يعكس تضامنا عربيا أقوى من أي وقت مضى لنصرة سكان غزة وحركة حماس التي تسيطر على القطاع ويأتي بعد انتفاضات الربيع العربي في المنطقة والتي أتت بحكومتين يقودهما الإسلاميون في مصر وتونس الى السلطة.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشاد بجهود مصر في المساعدة على تهدئة الوضع في غزة خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد مرسي أمس الجمعة مؤكدا على أمله في استعادة الاستقرار.
وأضاف البيت الأبيض أن أوباما ناقش خيارات من أجل "تخفيف حدة" الوضع في اتصال مع نتنياهو.
وقال بيان بشأن هذا الاتصال إن أوباما "أكد دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأبدى أسفه للخسائر في الأرواح بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين."
وأزمة غزة هي أكبر اختبار حتى الآن للرئيس المصري الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي انتخب هذا العام بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة أمس الجمعة إن من المتوقع أن يزور الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون إسرائيل ومصر هذا الأسبوع للحث على إنهاء القتال في غزة.