نشرت السلطات الاسرائيلية قائمة باسماء 462 اسيرا تنوي الافراج عنهم في اطار صفقة التبادل مع حزب الله، وجاء نشر الاسماء قبل يومين من بدء تنفيذ المرحلة الاولى من الصفقة بهدف اتاحة المجال امام الاسرائيليين لتقديم اعتراضاتهم على المنوي اطلاق سراحهم.
واعلن امين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله الاحد ان الصفقة ستتم على مرحلتين بدءا من الخميس، وفقاً للاتفاق الذي اعلنه الوسيط الالماني ارنست اورلاو مساء السبت.
وأكدت مصادر في جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" أن الاسرى المنوي الإفراج عنهم "ليسوا ممن أيديهم ملطخة بالدماء، ولم يبق أمامهم سوى شهور أو بضع سنوات في السجن".
وتشمل القائمة، التي نشرت بالعبرية، في موقع مصلحة السجون الاسرائيلية على الانترنت، 432 أسيرا فلسطينيا، بينهم 61 معتقلا اداريا، فيما لم يبق لدى البقية سوى فترة قصيرة من مدة محكوميتهم.
كما تم نشر اسماء 31 أسيرا عربيا.
وكانت حالة من الاحباط سادت أوساط الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إثر الاعلان عن ان الاسرى المشمولين في الصفقة هم ممن لم يبق لهم سوى مدد قصيرة.
وقال الاسرى في بيان وزعه نادي الاسير الفلسطيني ان توقعاتهم بنيت على اساس ان الاسرى القدامى والمحكومين بأحكام عالية وخاصة الذين رفضت اسرائيل الافراج عنهم خلال المفاوضات ستشملهم صفقة التبادل "لانها فرصة لا تتكرر لتحريرهم من الاسر".
ووفقا للمسؤولين الاسرائيليين، فسوف يصبح امر الافراج عن هؤلاء الاسرى نافذا بعد ان تنتهي اجراءات "العفو" التي يشارك فيها رئيس الدولة، موشيه كتساف بالنسبة لمن تمت محاكمتهم أمام محكمة مدنية، وقادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي لمن تمت محاكمتهم أمام محاكم عسكرية.
واوضحت مصلحة السجون الإسرائيلية أن الاسرى الذين سيتم نقلهم الخميس الى موقع لم يتم تحديده، تمهيدا لاطلاق سراحهم، يتواجدون حاليا في سجون: شكما، نَفحا، إيشِل، هَداريم، شطا وأشمورِت.
وطبقا لما هو متفق عليه في الصفقة مع حزب الله، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل الاسرى الفلسطينيين إلى المناطق الفلسطينية، بينما سيتمّ نقل الذين ينتمون إلى دول عربية إلى مطار بن-غوريون، حيث يُنقلون من هناك عن طريق الجوّ إلى مدينة ميونيخ الألمانية، لتتمّ إعادتهم من هناك إلى أوطانهم.
وكانت السلطات الاسرائيلية بدات امس في إخراج رفات 59 شهيدا لبنانيًا من مقبرة "عَميعاد" في شمال إسرائيل، حيث سيتم تسليمها الى حزب الله في ألمانيا.
وبسبب ما ينطوي عليه الموضوع من حساسية، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.
ومن جهته، سيقوم حزب الله بالتزامن، بتسليم اسرائيل رجل الاعمال الإٍسرائيلي الحنان تننباوم الذي خطف في تشرين الاول/اكتوبر 2000، وثلاثة جنود إٍسرائيليين تعتبرهم إٍسرائيل في عداد القتلى وهم عدي افيطان وبنيامين افراهام وعمر سواعد الذين خطفوا قبل ذلك في الشهر نفسه.
وامس توجه رئيس الطاقم الاسرائيلي المفاوض ايلان بيران الى برلين للإعداد لتبادل الأسرى والجثث. ووفقاً للمصادر الاسرائيلية فإن طواقم المانية توجهت الى بيروت لترتيب اجراءات نقل الجنود الثلاثة وتننباوم الى ميونيخ في المانيا ثم الى اسرائيل, الخميس المقبل
وفي المرحلة الثانية من الصفقة سيتبادل الطرفان المعلومات من خلال الوسيط الالماني حول المفقودين، وفي اطار ذلك، ستقوم اسرائيل باطلاق سراح عدد اخر لم يحدد من الاسرى الفلسطينيين.
وتتعلق البيانات التي سيتم تبادلها بمصير ملاح الجو الإسرائيلي المفقود، رون أراد، وأربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدت آثارهم عام 1982، والذين تدعي السلطات الإيرانية أن إسرائيل تعلم بمصيرهم.
والتزمت اسرائيل في مقابل حصولها على "معلومات ذات مغزى" حول اراد بتفتح الباب امام احتمال اطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين، سمير قنطار، الذي نفذ عملية قتل خلالها أفراد عائلة يهودية في مدينة نهاريا.
واعلن شارون الاحد انه "لن يتم الإفراج عن قاتل عائلة هاران، سمير قنطار، إلا إذا تلقينا معلومات مثبتة وواضحة تتعلق بمصير رون أراد".
وقال موشية كتساف رئيس الدولة العبرية أمس لراديو جيش اسرائيل "إذا كانت هناك معلومات عن رون أراد ويمكن ان تلقي الضوء على قضيته فأنا مستعد لدفع أي ثمن لها. أؤكد أي ثمن".
وكانت وثيقة صفقة التبادل بين حزب الله واسرائيل كشفت عن تعهد المانيا، التي توسطت في الصفقة، باطلاق سراح لبنانيين وايراني يمضون عقوبة مدى الحياة في سجونها، في مقابل عودة الملاح الاسرائيلي المفقود رون اراد او جثته.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اتفاق الصفقة تم تضمينه نصا تعهدت المانيا فيه بالافراج عن لبنانيين اثنين وايراني يمضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجونها، وبمحاولة اقناع فرنسا وسويسرا بالمثل، في مقابل عودة الملاح رون اراد او جثته.—(البوابة)—(مصادر متعددة)