اسرائيل ترفض قرار مجلس الامن الداعي الى هدنات انسانية في غزة

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2023 - 06:04 GMT
اسرائيل ترفض قرار مجلس الامن الداعي الى هدنات انسانية في غزة
نشطاء يتظاهرون امام البيت الابيض في واشنطن للمطالبة بوقف اطلاق النار في غزة

رفضت اسرائيل على الفور الاربعاء، اول قرار يصدره مجلس الامن الدولي منذ بدء الحرب في قطاع غزة، ويدعو فيه الى "هدنات وممرّات إنسانية" في القطاع.

واخفق مجلس الامن عدة مرات في اتخاذ اي قرار بشأن الحرب التي اندلعت في اعقاب هجوم مباغت شنته حركة حماس على اسرائيل في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، واقتحمت خلاله مستوطنات وقواعد عسكرية حيث قتلت مئات الاشخاص واحتجزت نحو 240 رهينة واقتادتهم الى قطاع غزة.

وفي قرار صاغته مالطا وصدر مساء الاربعاء، باغلبية 12 صوتا بعد امتناع الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا عن التصويت، دعا مجلس الامن الى البدء بشكل عاجل في تطبيق هدنات وممرات انسانية واسعة النطاق و"لعدد كاف من الايام".

وتهدف الهدنات والممرات الى السماح بادخال وتوزيع المساعدات الانسانية للمدنيين في قطاع غزة، والذين قتلت اسرائيل اكثر من 11 الفا منهم خلال حملة قصف وغارات مدمرة تشنها على القطاع ردا على هجوم حماس.

ومن فورها، رفضت اسرائيل قرار مجلس الامن، مشددة في بيان لوزارة خارجيتها على انها لن تقبل باي هدنات طويلة الامد او انشاء اي ممرات انسانية قبل اطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وكثير منهم يحملون جنسيات اجنبية او مزدوحة.

وبينما لم تحدد صيغة قرار مجلس الامن الي تم تبنيه عدد الأيام التي تعتبر "كافية"، لكن صيغة سابقة كانت تشير الى وقف اطلاق النار خلال 24 ساعة من صدور القرار، ولمدة خمسة ايام.

ورغم ان قرارات مجلس الامن ملزمة، لكن دولا مثل اسرائيل لا تحترمها وتتجاهلها تماما، كما فعلت مع عشرات القرارات التي اصدرتها الامم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية على مدى العقود الماضية.

- "نداء ضعيف"-

القرار الاخير، يطالب الاطراف باحترام القانون الدولي، وخصوصا في شقه الذي يتعلق بحماية المدنيين، لا سيما الاطفال، كما يدعو الى الافراج غير المشروط والفوري عن الرهائن، وخصوصا الاطفال منهم.

وتحاشى النص ادانة هجوم حماس كما تطالب اسرائيل والولايات المتحدة، والتي قالت سفيرتها لدى المنظمة الدولية ليندا توماس-غرينفيلد انها شعرت بالفزع ازاء رفض اعضاء في المجلس ادانة "الهجمات الوحشية" التي ارتكبتها الحركة بحق اليهود.

وعلى صعيده، اعتبر رياض منصور سفير فلسطين لدى الامم المتحدة انه كان يفترض ان تتم الدعوة الى وقف اطلاق النار من قبل المجلس منذ فترة طويلة، وايضا كان يفترض ان يدعو الى ذلك الان. مبديا بذلك عدم رضاه عن مجرد الاكتفاء بهدنات انسانية.

على ان نظيره الصيني تشانغ جون راى في القرار "حدا ادنى" وخطوة اولى نحو وقف اطلاق النار المنشود.

وكانت فلسطين توجهت عبر اطراف ثالثة الى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل استصدار قرار منها يدعو الى هدنات انسانية ووقف للنار، وذلك بعدما اخفق مجلس الامن في التحرك جراء العرقلة الاميركية المعتادة للقرارات التي ترى انها لا تصب في صالح اسرائيل.

وحظي مشروعان من هذا النوع بتاييد ساحق في الجمعية العامة، وبرفض قاطع من اسرائيل والولايات المتحدة، واللتين لا ينصب اهتمامها حاليا على وقف الحرب التي ازهقت ارواح الالاف في قطاع غزة، وانما انتزاع ادانة دولية لهجوم حماس.

وفي اشارة الى عدم رضاها عن القرار الاخير لمجلس الامن، نددت روسيا على لسان سفيرها لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بضعف وعجز مجلس الامن الذي اصدر هذا النداء "الضعيف" بعد كل الجهود التي تم بذلها من اجل انقاذ ارواح المدنيين في قطاع غزة من بطش الة الحرب الاسرائيلية.