اعربت ليبيا عن استيائها من قيام الولايات المتحدة بعرض المعدات النووية التي كانت استلمتها من طرابلس الشهر الماضي بعد تفكيك منشآتها النووية.
وعرض البيت الابيض على وسائل الاعلام الاثنين مكونات نقلت جوا من طرابلس في يناير كانون الثاني الماضي بموجب موافقة ليبية مفاجئة على التخلص من أسلحة الدمار الشامل.
وقال مسؤول ليبي لوكالة رويترز، الثلاثاء، ان "ليبيا غير سعيدة بالمرة عن الاستعراض لانه يؤذيهم محليا (و) في العالم العربي."
وقال المسؤول الذي يتخذ من فيينا مقرا له "يبدو وكأنها عملية نزع سلاح أمريكية أحادية لليبيا وليبيا تريد ان ينظر الى الامر باعتباره عملية نزع اسلحة بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وبرعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ويصر البيت الابيض على ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق ومثال الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لعبا دورا هاما في اقناع ليبيا بالتخلي عن أسلحتها النووية.
ولفت مسؤولون اميركيون انتباه الصحفيين الى عرض ثان سيشمل هذه المرة دفعة اكبر من اجزاء البرنامج النووي ستشحن من ليبيا الى الولايات المتحدة.
وتأتي الزيارة الى مجمع اوك ريدج أكبر معمل للعلوم والطاقة تابع لوزارة الطاقة الاميركية في بداية أسبوع يشهد احياء الحكومة الاميركية للذكرى السنوية الاولى لغزو العراق. ومعمل اوك ريدج هو المكان الذي طورت فيه الولايات المتحدة القنابل الذرية الاصلية في الحرب العالمية الثانية.
ويواجه بوش انتقادات شديدة في عام الانتخابات الرئاسية لفشله في العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق والتي استخدمها كمبرر رئيسي لخوض الحرب على العراق.
وبعد اعلان ليبيا في 19 من كانون الاول / ديسمبر بانها ستتخلى عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل وتسمح للخبراء الدوليين بنزع اسلحتها قال دبلوماسيون قريبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الصحافة الصادرة باللغة العربية انتقدت طرابلس بشدة بسبب توجهاتها الحميمية المفاجئة مع واشنطن ولندن. وقال دبلوماسي "ليبيا حساسة جدا لهذا الانتقاد."
وزار محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ليبيا مرتين منذ 19 من كانون الاول/ديسمبر وتشرف الهيئة الدولية التي يرأسها على عملية تفكيك البرنامج الليبي غير الناجح للاسلحة النووية.
وقال دبلوماسي غربي في فيينا يتابع الوكالة الدولية عن كثب للصحفيين في الاونة الاخيرة انه من الواضح ان واشنطن تحاول ان "تلوي" قرار ليبيا بالتخلص من اسلحتها لتجعله نتيجة للحرب في العراق وليس كجزء من عملية طويلة بدأت بقرار طرابلس بقبول المسؤولية عن تفجير طائرة لوكربي.
وقال الدبلوماسي انه من المحتمل ان يكون قرار ليبيا تاثر بالعراق الا انه له علاقة اكبر بعقد ونصف من العزلة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية القاسية—(البوابة)