استقالة رئيس الوزراء الهندي

تاريخ النشر: 13 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قدم رئيس الوزراء الهندي، أتال بيهاري فاجبايي، استقالته إلى الرئيس الهندي زين العابدين عبد الكلام.  

وقد قبل الرئيس الهندي الاستقالة وطلب منه البقاء في منصبه الى حين تعيين رئيس وزراء جديد.  

ولم يدل فاجبايي بأي تصريحات لوسائل الاعلام عقب تقديمه استقالته الا انه من المقرر ان يوجه حديثا متلفزا في وقت لاحق.  

ويأتي هذا بعد ان اعترف حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي الذي يقود الائتلاف الحاكم في الهند والذي يتزعمه فاجبايي بهزيمته في الانتخابات.  

وكانت نتائج الانتخابات الهندية، بعد فرز معظم الاصوات في الولايات، قد اشارت الى أن حزب المؤتمر المعارض بزعامة سونيا غاندي الإيطالية المولد والاحزاب الموالية له يواصل تقدمه على الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي المتطرف.  

وقد بدأ حزب المؤتمر الهندي المعارض احتفالاته بفوزه في الانتخابات وهو الفوز الذي فاجأ كافة المراقبين حيث أعلن أنه سيشكل حكومة الهند القادمة بالائتلاف مع حلفائه من الاحزاب الأخرى. 

وخرج انصار الحزب الى الشوارع في العاصمة دلهي وهم يرقصون ويهللون. كما قاموا باشعال الالعاب النارية ابتهاجا بفوز حزبهم.  

ومن شأن خطوة كتلك ان تجعل سونيا غاندي اول رئيسة وزراء ليست من أصل هندي منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947 .  

وكانت الاحزاب الحليفة لحزب المؤتمر قد حصدت 89 مقعدا برلمانيا بعد فزر ثلث الاصوات بينما لاتزال عملية فرز الاصوات مستمرة في 1214 مركزا للتصويت.  

كما أعطى فوز حزب المؤ تمر الساحق في ولاية اندهارا باراديش يوم الثلاثاء الماضي دفعة قوية في مسيرته للفوز بالانتخابات.  

وقد انتعشت الاسواق المالية الهندية في اعقاب ظهور مؤشرات على فوز حزب المؤتمر بالانتخابات بعد ان كانت قد شهدت انخفاضا ملحوظا مع بدء عملية فرز الاصوات 

ويرجع الفضل في ظهور النتائج صباح يوم الخميس بعد ثلاثة ايام فقط من انتهاء عملية الادلاء بالاصوات الى التكنولوجيا الجديدة المستعملة في الانتخابات.  

وكانت الانتخابات قد جرت على خمس مراحل على مدار ثلاثة اسابيع حيث شارك فيها قرابة 56 بالمئة من الناخبين المسجلين وعددهم 675 مليون ناخب.  

وكان رئيس الوزراء الهندي قد دعا الى اجراء الانتخابات قبل ستة اشهر من موعدها المقرر وهو ما يبدو انه اثر بالسلب على الحزب حيث اشارت استطلاعات الرأي التي جرت في اعقاب عمليات الادلاء بالاصوات الى ان حزب فاجبايي لن يحقق الاغلبية في الانتخابات.  

من هي سونيا غاندي 

اصبح من الممكن الآن أن تصبح سونيا غاندي، ارملة رئيس الوزراء الهندي السابق راجيف غاندي، الإيطالية المولد رئيسة وزراء الهند القادمة.  

وستصبح سونيا -58 عاما- بهذا أحدث من يحمل الشعلة من عائلة غاندي التي حكمت الهند لمدة 39 عاما من 52 عاما هي عمر استقلال الهند.  

ونظر لسونيا غاندي بعد ابتعادها عن السياسة في اعقاب اغتيال زوجها عام 1991 كشخصية مترددة وانعزالية.  

وقد تولت سونيا غاندي زعامة حزب المؤتمر عام 1998 وفازت بمقعد بالبرلمان الهندي عام 1999.  

وقبيل فوز حزبها المفاجئ بالانتخابات الاخيرة لم يكن هناك احد على ثقة بشأن مستقبلها السياسي.  

وخلال فترة زعامتها للمؤتمر قدم الحزب اسوأ اداء له منذ استقلال الهند في الانتخابات العام عام 1999.  

كما قدم الحزب اداء باهتا في انتخابات الولايات العام الماضي.  

اما خصومها فحاولوا النيل منها عن طريق اثارة قضية اصولها الايطالية حيث طرحوا احتمال فوزها على انه سيكون بمثابة اختيار لقيادة اجنبية لبلادهم.  

نالت الحملة الانتخابية لسونيا دفعة بترشيح ابنها راهول نفسه في الانتخابات وكذلك الجهود الدؤوبة التي بذلتها ابنتها بريانكا لدعم الحملة.  

والتقت سونيا التي ولدت في مدينة تورينو الايطالية براجيف غاندي اثناء دراستها للغات في جامعة كمبريدج البريطانية.  

وتزوج الاثنان في عام 1968 حيث انتقلت وزوجها للعيش في مسكن امه، رئيسة وزراء الهند انذاك انديرا غاندي.  

وزج بسونيا الى غمار السياسة في اعقاب اختيار زوجها لمنصب رئيس الوزراء في اعقاب مقتل اخيه في حادث طائرة عام 1980.  

وتحظى سونيا بمكانة متميزة في دائرة اميتي الانتخابية بولاية اوتار باراديش التي كان يمثلها زوجها راجيف في السابق في برلمان الهند.  

ونظرا لأن اسم غاندي ما زال راسخا في وجدان الهند، كان امل حزب المؤتمر هو أن تنجح سونيا في ترجمة هذا الى اصوات انتخابية وهو ما نجحت اخيرا في تحقيقه.