ويضيف هؤلاء أن قرار عباس يريد به منع تنفيذ المادة الثالثة من القانون الأساسي الفلسطيني التي تقول بأن “يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتا لمدة لا تزيد عن ستين يوما تُجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقا لقانون الانتخابات الفلسطيني”.
واتهم بحر عباس بـ”التغول على المجلس التشريعي والقانون الفلسطيني”، مؤكدا على التمسك بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن.
وندد بحر بمنع قوات الأمن الفلسطينية رئيس المجلس عزيز دويك المقيم في الضفة الغربية من عقد مؤتمر صحافي في مقر المجلس في مدينة رام الله.
وتعتقد مراجع سياسية فلسطينية أن حركة حماس تعوّل على اتفاق يجري الإعداد له لإقامة هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في محاولة لتقديم نفسها بديلا شرعيا يحاكي ما تعده واشنطن تحت مسمى “صفقة القرن”، وأنها تسعى من أجل ذلك إلى الإطاحة بالرئيس الفلسطيني وشرعيته.
ويعرب بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، عن اعتقاده بإمكانية “التراجع عن القرار”، من خلال قرار قضائي آخر.
ويضيف “قد تتراجع القيادة الفلسطينية عن القرار، وقد يكون ذلك بقرار قضائي، بدعوى عدم القدرة على إجراء انتخابات دون قطاع غزة أو القدس″.
ويرى الشوبكي في القرار “تكريسا لحالة الانقسام”، مستبعدا إمكانية إجراء الانتخابات في الضفة دون غزة.
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت، جهاد حرب، أن القرار يحمل وجهين؛ الأول إيجابي ويتمثل في كونه فرصة لإنهاء الانقسام، من خلال إجراء انتخابات عامة تنتج مجلسا تشريعيا جديدا. والثاني سلبي، حيث قد يعمق الانقسام في حال أجريت الانتخابات بالضفة دون غزة.
ويلفت مراقبون إلى أن قرار حلّ المجلس التشريعي ليس غريبا عن سياق يتم الإعداد له من قبل الرئاسة الفلسطينية منذ أن فوض المجلس الوطني صلاحياته للمجلس المركزي تحت عنوان تحويل السلطة إلى دولة.
ويقضي هذا السياق بأن يصبح المجلس المركزي بديلا من المجلس التشريعي، على أن تكون اللجنة التنفيذية بديلا عن حكومة السلطة.
ولا يحظى قرار عباس بإجماع في رام الله وقد انتقدت الفصائل الفلسطينية هذا القرار، فيما لا يبدو أن المنابر الفتحاوية قادرة على إعطاء وجهات نظر مقنعة حول الأمر.
وينتقد قيس عبدالكريم، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، القرار، ويعتبره “مخالفا لنص القانون الأساسي، وضربة لاتفاق المصالحة، الذي ينص على ضرورة تفعيل المجلس، لا حله”.
ويدعو عبدالكريم، وهو نائب في المجلس التشريعي، الرئيس عباس إلى التراجع عن القرار، موضحا “المحكمة الدستورية لها حق تفسير القانون الأساسي، وليس نقضه”.