ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال التوغل الاسرائيلي المستمر في مخيمي البريج والنصيرات الى 15 شهيدا وجرح واكثر من 83 جريحا، وطالبت السلطة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف المجزرة المستمرة. يأتي هذا فيما افادت تقارير ان واشنطن بصدد الموافقة على خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي للفصل الاحادي.
قالت القيادة الفلسطينية في بيان لها ان القوات الاسرائيلية المتوغلة في مخيمي البريج والنصيرات بقطاع غزة اسفرت خلال ساعتين فقط عن استشهاد 15 فلسطينيا واصابة ما لا يقل عن 83 اخرين بجروح.
وكانت مصادر امنية فلسطينية اعلنت في وقت سابق ان القوات الاسرائيلية بدأت الساعة 10 من صباح اليوم الاحد، الانسحاب من المخيمين، بعد عملية التوغل التي بدأتها فيهما فجرا واسفرت عن سقوط 14 شهيدا على الاقل، بينهم ثلاثة اطفال، اضافة الى إصابة 80 فلسطينيًا بجروح، وصفت حالة ثلاثة منهم بأنها بالغة..
واشارت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" الى انه عرف من بين الشهداء: شادي السعيدني (24 عاماً)، من مخيم البريج، فارس الحواجري (21 عاماً)، من مخيم النصيرات، محمد الشطلي (22 عاماً)،من مخيم النصيرات، محمد علي بدوي (14عاماً)، من مخيم النصيرات، أحمد حرب (22 عاماً)، من مخيم النصيرات، موسى حمو (23 عاماً)، من مخيم البريج، يوسف السنوار (25 عاماً)، من مخيم النصيرات، عمر الجمل (20 عاماً)، من مخيم النصيرات، خالد الحزوقي (22 عاماً)، من مخيم النصيرات، حسن زهد (42عاماً)، من مخيم النصيرات، والطفل يوسف عبدالله يونس (7أعوام)، من مخيم النصيرات، حازم عقل(23عاماً) من مخيم البريج، وساهر سليم المغاري من مخيم البريج، إضافة إلى شهيد مجهول الهوية.
وقد سقط العدد الاكبر من الشهداء والجرحى عندما فتحت قوة خاصة من الجيش الاسرائيلي نيرانها عند مدخل مخيمي البريج والنصيرات لدى توغلها فيهما نحو الساعة الثالثة فجراً.
وتلت توغل هذه القوة تعزيزات عسكرية، انطلقت من مستوطنة "نتساريم" عبر شارع صلاح الدين، ضمت حوالي 24 دبابة و ست آليات عسكرية، تمركزت عند محطة وقود "أبو حجير" وفي محيط مسجد الدعوة.
وقالت مصادر امنية وشهود أن هذه القوات حاصرت منزل ذوي الشهيد محمد عوض، واعتلى عدد من القناصة بعض العمارات السكنية، وقاموا بإطلاق النيران بشكل عشوائي ومكثف باتجاه كل شيء يتحرك.
وقد وقعت عملية التوغل الدامية هذه بعد استشهاد ثلاثة انتحاريين واثنين من عناصر الشرطة الفلسطينية صباح السبت خلال عملية مزدوجة بسيارة مفخخة ضد مركز للجيش الاسرائيلي قرب معبر ايريز على المدخل الشمالي لقطاع غزة. ولم توقع هذه العملية المزدوجة اي اصابات في صفوف الاسرائيليين بينما تسببت اضافة الى القتلى بسقوط نحو عشرين جريحا من عناصر الامن الفلسطيني والمدنيين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية تهدف إلى اعتقال خلايا فلسطينية مسؤولة عن هجمات على المستوطنات وقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون للاذاعة العامة الاسرائيلية انه لا يستطيع استبعاد احتمال ان تكون الزيادة الاخيرة في عدد الهجمات "الارهابية" مرتبطة بالحديث حول خطط اسرائيل للانسحاب من مناطق في قطاع غزة، في اطار خطة اوسع للانفصال عن الفلسطينيين من جانب واحد.
السلطة تدين وتطالب بتدخل دولي
واعربت الحكومة الفلسطينية، عن "بالغ إدانتها واستنكارها لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة إرهاب الدولة ضد أبناء شعبنا، والتي كان آخرها المجزرة الجارية الآن في مخيمي البريج والنصيرات، مما أدى إلى استشهاد 14 مواطناً حتى الآن، وجرح العشرات، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على استشهاد سبعة مواطنين، وقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق مداخل مقر رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية (المقاطعة) في رام الله، وتشديد الحصار على السيد الرئيس ياسر عرفات داخل المقاطعة".
وقالت الحكومة في بيان صحافي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية إن هذه الهجمة الإسرائيلية الغاشمة، تأتي تعبيراً عن توجه الحكومة الإسرائيلية إلى التصعيد واعتماد منطق القتل والقمع والتدمير كرد مباشر على قيام مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الثوري لحركة فتح بالمطالبة بوقف متبادل لإطلاق النار والعودة إلى تطبيق خريطة الطريق.
وتوجهت الحكومة الفلسطينية إلى الدول الراعية لعملية السلام ومجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية من أجل وضع حد لاستمرار استهتار الحكومة الإسرائيلية بالقانون الدولي والجهود التي تبذل من أجل إنقاذ عملية السلام، وتدعوها للتدخل الفوري من أجل وقف مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في مختلف الأراضي الفلسطينية وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا.
وادان الوزير في السلطة الفلسطينية، صائب عريقات، الغارة التي شنتها القوات الاسرائيلية على المخيمين، داعيا الى عودة المفاوضات حول خطة "خارطة الطريق" للسلام.
وقال عريقات انه "في الوقت الذي يتحدثون فيه (الاسرائيليون) عن انسحاب من غزة، فانهم يقومون بتدمير غزة".
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن السلطة الفلسطينية تحذيرها من ان اسرائيل ستدفع "الثمن" بعد الغارة الدموية على المخيمين.
واشنطن توافق على خطة شارون
وقد نقلت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية أمس السبت عن مسؤولين كبارا في ادارة الرئيس الاميركي قولها "أن ادارة بوش تؤيد خطة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون التى تستند على مبدأ الانسحاب أحادى الجانب من قطاع غزة المحتل وبعض أجزاء من الضفة الغربية المحتلة".
ونقلت الصحيفة عن المستشارة الاميركية للامن القومي كوندوليزا رايس قولها "أن خطة شارون تشكل فرصة تاريخية من أجل احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على الرغم من أن هناك العديد من الجهات ترى عكس ذلك مضيفة ان قبول الخطة الشارونية يجب أن تكون ضمن اطار دفع عملية السلام المتوقفة أصلا بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلى الى الامام".
وحسب المعلومات التى نشرتها الفايننشال تايمز فان بوش أبلغ مساعديه بضرورة الاتصال بشارون والطلب منه أن يكمل الخطة التى أعلنها ويحاول تسويقها على الساحة الدولية قبل أن يأتي رئيس وزراء اسرائيل في زيارته الرسمية المتوقعة الى واشنطن.
وتشير الصحيفة الى أنه من أجل هذا الطلب أجل شارون زيارته للولايات المتحدة ويحاول أن ينفذ الخطة بكل حذافيرها، ويطالب الاميركيون بصورة خاصة بايجاد حل للفراغ الامنى الذي سيسببه الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة. واكد مصدر دبلوماسي أميركي ان 3 مبعوثين اميركيين سيتوجهون الى اسرائيل هذا الاسبوع في اطار الاتصالات الجارية حول خطة شارون.
واضاف المصدر انه لم يحدد بعد اي موعد لهذه الزيارة. والمبعوثون الثلاثة هم مساعد وزير الخارجية الاميركي لشئون الشرق الاوسط ويليام بيرنز والمسئول الثاني في مجلس الامن القومي ستيفن هادلي والمسئول عن ملف الشرق الاوسط في هذا المجلس اليوت ابرامز.
وكان الدبلوماسيون الثلاثة زاروا اسرائيل في يناير حيث اجروا محادثات مع شارون للحصول على توضيحات حول مشروع فك الارتباط مع الفلسطينيين. وقالت الاذاعة العامة ان دوف فايسغلاس رئيس مكتب شارون سيتوجه مجددا الى واشنطن لاجراء محادثات حول هذه القضية.
وكان فايسغلاس زار واشنطن مطلع اذار/مارس الجاري في هذا الاطار. ويتوقع ان يلتقي شارون بوش في البيت الابيض نهاية الشهر الحالي. واضافت الاذاعة ان لقاء اسرائيليا مصريا على مستوى رفيع حول اخلاء قطاع غزة في اطار خطة فك الارتباط سيعقد مطلع الاسبوع المقبل.
وردت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على هذه التحركات بالتحذير من مخاطر التعامل مع الخطة الاسرائيلية للانفصال الأحادي على أساس الحدود التي يرسمها الجدار العنصري، وكذلك من اية محادثات تجري حول هذا الموضوع وفي غياب ممثلي الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية—(البوابة)—(مصادر متعددة)