استشهد اربعة فلسطينيين، بينهم ناشطان من حركة الجهاد الاسلامي، وجرح اكثر من عشرين اخرين في غارتين جويتين شنتهما مروحيات اسرائيلية على منزلين في رفح وغزة. وجاءت الغارتان بعد ساعات من اقرار الحكومة الامنية الاسرائيلية سلسلة عمليات عسكرية ردا على عملية اشدود.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينيين استشهدا، وجرح سبعة اخرون بعدما اطلقت مروحيات اسرائيلية فجر اليوم الاربعاء، صاروخين اصاب احدهما منزلا والاخر محولا كهربائيا رئيسيا في رفح جنوب قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى أبو يوسف النجار علي موسى إن الشهيدين هما محمود أبو نحل (42عاماً) وفرج أبو جزر (24عاماً).
واوضح ان الاول "وصل إلى المستشفى مقطوع الرأس وأحشاؤه خارج جسده، حيث أصابه صاروخ بشكل مباشر وهو داخل بيته" فيما قضى الثاني متاثرا بشظايا الصاروخ.
وأضاف موسى ان سبعة فلسطينيين اخرين جرحوا جراء القصف، وان ثلاثة منهم في حال الخطر.
وعرف من بين الجرحى: راسم أبو جزر، وتم تحويله الى مستشفى غزة الأوروبي، ورسمي أبو جزر، وعبد الله المغيّر، وعدلي أبو طه، وخميس أبو طه، ومحمد أبو طه، وجميعهم من المدنيين.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان التيار الكهربائي انقطع بشكل كامل عن محافظة رفح جراء اصابته باحد صاروخين اطلقتها المروحيات الاسرائيلية خلال الغارة.
وأفاد شهود أن قوات الاحتلال دفعت فجر اليوم الاربعاء، بعشرات الآليات العسكرية، على الشريط الحدودي القريب من مخيم رفح.
وقال الشهود إن حوالي 23 مدرعة وآلية عسكرية اسرائيلية، و5 جيبات من نوع "همرز" ترافقها 3 جرافات، انطلقت تحت غطاء المروحيات من معبر العودة وتمركزت قبالة مخيم البرازيل.
واضاف الشهود ان هذا التقدم قد ترافق مع اطلاق نار كثيف للرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية.
شهيدان من الجهاد الاسلامي في غارة على غزة
وكان ناشطان من حركة الجهاد الاسلامي قد استشهدا وجرح 14 فلسطينيا اخر في غارة شنتها مروحيات اسرائيلية على منزل في مدينة غزة مساء الثلاثاء.
وقالت مصادر فلسطينية ان ناشطين من الجهاد استشهدا بعد ان اطلقت مروحيات اسرائيلية اربعة صواريخ على منزل في حي النصر شمال غزة يعود لمحمد الخروبي الناشط في سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الاسلامي.
واوضحت مصادر حركة الجهاد الاسلامي ان الناشطين حسني جمعة السرافيتي (40عاماً) وناصر ياسين (27عاماً) استشهدا في القصف فيما نجا محمد خروبي بعد ان تمكن من الفرار من المنزل قبل دقائق من قصفه.
وتتهم اسرائيل خروبي بتدبير العملية الأخيرة في حاجز "إيريز" والتي أسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي.
وافاد جمعة السقا مدير العلاقات العامة في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ان 14 فلسطينيا اصيبوا بجروح جراء الغارة خمسة منهم بحالة خطيرة.
وأوضح السقا أن هناك أطفالا من بين المصابين أحدهم لم يتجاوز ثلاثة أعوام.وذكر شهود عيان أن جميع المصابين هم من بين المارة وسكان المنزل.
وشوهدت مقاتلات اسرائيلية من طراز اف-16 تحلق في اجواء مدينة غزة بعيد القصف.
وقد أدان وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل مشيرا إلى أنه لن يجلب الأمن ولا الاستقرار.
واعتبر عريقات أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة "ستؤدي إلى توسيع وتصعيد دائرة العنف".
وأوضح عريقات "المطلوب ليس عقلية الحلول العسكرية ولا العقلية الانتقامية ولكن المطلوب هو عملية سلام ذات مغزى تقود إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وجاءت العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة بعد ساعات من اقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سلسلة عمليات انتقامية في إطار الرد على العملية الفدائية المزدوجة في اشدود الاحد الماضي، والتي اسفرت عن مقتل عشرة اسرائيليين.
واعلنت كتائب القسام وكتائب شهداء الاقصى مسؤوليتهما المشتركة عن العملية.
وقالت تقارير متطابقة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه شاوول موفاز طلبا الى اعضاء المجلس الوزاري المصغر التكتم على خطة الرد التي تم اقرارها، الا ان بعض الأوساط العسكرية قالت ان الجيش الإسرائيلي اقترح على الوزراء المصادقة على عملية عسكرية "غير مسبوقة".
وقال مصدر امني بارز أن الخطوات المقترحة ستكون "استثنائية" في حجمها وقوتها ومدتها وستشتمل على عمليات "لم تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ وقت طويل".
وطالب وزير المواصلات، المتطرف افيغدور ليبرمان، توسيع حلقة الرد لتشمل السلطة الفلسطينية ايضا.
وقالت تقارير ان شارون كان غاضبا خلال الاجتماع وطالب الجيش الاسرائيلي بالقيام بعمليات اكثر عنفا وشدة ضد الفلسطينيين. واكد موفاز ان الجيش سيصعد عملياته ضد حركة حماس
وقال شهود ان القوات والدبابات الاسرائيلية تحتشد فيما يبدو عند نقطة دخول الى غزة على بعد نحو 25 كيلومترا جنوبي اشدود ثاني اكبر الموانيء الاسرائيلية.
وقالت صحيفة هارتس إن مسؤولي الدفاع اقترحوا زيادة العمليات البرية وعمليات القتل المستهدف (الاغتيالات) كتلك التي نفذت في الخريف الماضي في غزة بعد سلسلة من العمليات في القدس.
وقال مصدر امني اسرائيلي ان شاوول موفاز اوصى بان تتخذ اسرائيل اجراءاتها الانتقامية المعتادة من شن غارات للجيش واستهداف زعماء نشطين فلسطينيين واغتيالهم وذلك قبل اجتماع مجلس الوزراء الامني المصغر يوم الثلاثاء.
الأقصى تتوعد
وفي ضوي التهديادات الاسرائيلية، فقد توعدت كتائب شهداء الأقصى بان "الرد سيكون مؤلما وخلال 24 ساعة على أي اعتداء اسرائيلي.
ودعت الكتائب في بيان أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي لهذا العدوان وأكدت على ضرورة استمرار المقاومة كسبيل لصد الاحتلال.
وكانت وكالة انباء رويترز نقلت عن ابو قصي أحد قياديي كتائب شهداء الاقصى قوله "لقد ظنوا طويلا ان قطاع غزة سجن. لقد خرجنا من ذلك السجن لنقول لهم انه لا الاسوار ولا الاجراءات الامنية ستحميهم."
وصرح ابو قصي بان ما من مكان استراتيجي سيكون محصنا ضد هجمات النشطين.
وحذر ابو قصي اسرائيل من تصفية قيادات فلسطينية أو اجتياح أراض في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وقال "العدو الصهيوني يعلم تماما أننا سنرد وبقوة على كل حادث اغتيال. وكما في كل مرة سابقة كان الرد على كل عملية اغتيال أقوى أضعافا مضاعفة."
وأضاف "قد يكون الرد الاسرائيلي صعبا على شعبنا ولكن شعبنا تعود على المجازر الاسرائيلية ولن تخيفه التهديدات... واذا استهدف الاسرائيليون قادتنا ومدنيينا فسنستهدف كل ما هو اسرائيلي."
السلطة تحذر
ومن جانيه، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع إسرائيل من مغبة القيام بأعمال عسكرية في قطاع غزة، معتبرا ان مثل تلك الأعمال الانتقامية "لن تكون مجدية لان العنف يولد العنف". وقال ان "على الإسرائيليين أن يضعوا حدا للعنف الذي ولدوه في البداية حتى نتمكن من القيام بالمثل".
واتهم قريع إسرائيل "بالتهرب من التزاماتها المتعلقة بالسلام" بعد أن قال شارون الاثنين انه "لا يوجد شريك حقيقي" في القيادة الفلسطينية.
وأوضح أن "الشريك الفلسطيني موجود وملتزم بعملية السلام ولكن الإسرائيليين يتهربون من مسؤولياتهم —(البوابة)—(مصادر متعددة)