يتجدد كل عام الجدل حول حكم الاحتفال بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، والذي يعتبره البعض "بدعة" غير جائزة، فيما يؤكد آخرون مشروعيته، بل واستحبابه لما فيه من تذكير بهجرة الرسول وما فيها من معان سامية.
وكانت السعودية والعديد من الدول الاسلامية اعلنت أن السبت المقبل هو غرة شهر المحرم، وبداية العام الهجري الجديد 1444، وذلك بعد ترائي هلال شهر محرم لهذا العام 1444هـ مساء يوم الخميس.
وأطلق على السنة الهجرية هذا الاسم تيمنا بالهجرة النبوية المباركة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. حيث هاجر في شهر صفر ووصل في شهر ربيع الأول.
على ان اعتماد التاريخ الهجري رسميا كان قد بدأ في سنة 17 هـ، حيث اعتمد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب التأريخ من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية.
ولذلك قصة، حيث أن أبا موسى الأشعري والي البصرة كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: «أرخ بالمبعث»، وبعضهم: «أرخ بالهجرة»، فقال عمر: «الهجرة فرقت بين الحق والباطل»، فأرخوا بها، فلما اتفقوا قال بعضهم: «ابدءوا برمضان»، فقال عمر: «بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم»، فاتفقوا عليه.
"بدعة" وتشبه بـ"النصارى"
كان الفاطميون الشيعة الذين حكموا مصر لأكثر من مئتي عام، اعتبارا من سنة 358 هجرية (969 م)، أول من احتفلوا ببداية السنة الهجرية، واتخذتها دولتهم عيدا رسميا لها، والذى كان يتميز بمظاهر الفخامة والبذخ.
ومن المعروف عن الدولة الفاطمية انها لم تترك مناسبة دينية أو مذهبية أو شخصية إلا واحتفلت بها، حيث كانت هذه الاحتفالات من الوسائل الدعائية لها، ولإفهام أعدائها أنها قوية وغنية بمواردها فلا يقوى أحد على التصدى لها.
ومن حينها، انقسم علماء الدين حول مشروعية الاحتفال بالمناسبة، حيث أقتى البعض بعدم جوازها، فيما افتى آخرون بالجواز والاستحباب.
وفيما يتعلق بالقسم الاول، فقد بنى فتواه على حقيقة ان مثل هذا الاحتفال لم يرد في أي من المصادر عن فعل رسول أو أصحابه ولا عن أتباعهم وأتباعهم، وبالتالي فهو بمثابة بدعة لا تجوز، كما ان فيه تشبها بـ"النصارى" المسيحيين.

ومن انصار هذا الموقف في وقتنا الحالي الشيخ سعد الشمري، الذي كتب في صحيفة "الأنباء" الكويتية الجمعة، قائلا ان "الاحتفال برأس السنة الهجرية لا يجوز، فهو يوم من أيام الله عز وجل ليس له ميزة عن غيره إلا كونه يوما من أيام الشهر الحرام «محرم».
واعتبر الشمري ان في الاحتفال برأس السنة الهجرية "تشبّه بالنصارى الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية، وقد نهينا عن التشبّه بهم"، مضيفا ان "المرء ينظر الى زيادة عمره هو، ماذا عمل فيه؟ ماذا قدّم مما مضى من سنته؟ هل قرب من الله تعالى؟ هل ازداد عبادة وعلما نافعا يلقى به الله تعالى؟".
وفي موقف اقل حدة، اعتبر الشيخ عبدالعزيز بن باز ان التهنئة والاحتفال ليس لهما أصل في الاسلام، لكنه لم يصل الى حد وصفهما بالبدعة او يفتي بعدم جوازهما مطلقا.
ونقل عن ابن باز قوله في فتوى حول جواز التهنئة برأس السنة الهجرية ان "التهنئة بالعام الجديد لا أعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها".
وأردف "لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول: وأنت كذلك، إذا قال لك: كل عام وأنت بخير، أو قال: كل عام وأن تكون بخير، فلا مانع أن تقول له: وأنت كذلك، نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك. أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً".
"جائز، بل ومستحب"
وعلى الجانب المقابل، يؤكد العديد من العلماء، ومنهم معاصرون، جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية، باعتبار ذلك من باب العادات وليس باب العبادة، وهناك بالتأكيد فرق هنا، وبالتالي لا يقال إنه بدعة في الدين، ولا تدخل باب البدع، لأن نية الإنسان في الاحتفال برأس السنة الجديدة ليست عبادة الله تعالى، بل هي من محاسن العادات والأخلاق الحسنة.
وقد عبر مفتي الأردن عبدالكريم الخصاونة عن هذا الموقف الخميس، حيث اعتبر إن الاحتفال براس السنة الهجرية جائز شرعًا، مؤكدًا أن "التذكير بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام والتذكير بالهجرية وتاريخ الدولة الإسلامية لا يوجد في أي اشكال".

كما ذهب مفتي مصر شوقي علام الى اعتبار ان التهنئة بقدوم العام الهجري ليست جائزة فحسب، بل "مستحبة شرعاً، لما فيها من إحياء ذكرى هجرة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته رضي الله عنهم، ولما فيها من معان سامية وعبر نافعة.
وقال علام أن "الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي.. لما مثلته الهجرة من معان سامية ورفيعة، إذ كانت دليلاً جليّاً على تمسك المؤمنين بدينهم، الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى".
دعاء اول السنة الهجرية 1444
لا يوجد دعاء محدد يستقبل به المسلمون السنة الهجرية الجديدة سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، لكنه توجد بعد الأدعية المأثورة في هذه الأيام المباركة، ومنها:
يا الله ، ها هو عام جديد قد أقبل علينا، نسألك يا كريم خيره ونعوذ بك من شره، اللهم ارزقنا فيها العصمة من الشيطان الرجيم، يا رب العالمين.
اللهم قد أقبلت علينا سنة جديدة، نسألك فيها النصر للإسلام والمسلمين، والصلاح للدنيا والدنيا يا أكرم الأكرمين.
يا الله، إنها سنة جديدة نسألك فيها أعمالاً تقربنا إليك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اصلح لنا نفوسنا ويسر أمورنا وأغفر لنا يا غفور يا رحيم.
اللهم إننا نستودعك عامًا مضى من عمرنا، نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا وترحمنا وتعفو عنا، اللهم بارك لنا في أعمارنا وأيامنا القادمة، وترزقنا الخير كله.
ربنا نسألك المغفرة من كل ذنب والرضا والقناعة، وأن تغفر لنا ما مضى وتبارك لنا فيما هو قادم من عام جديد يا رب العالمين.
إنه عام جديد مقبلين عليه نسألك أن تكرمنا بكرمك وتنعم علينا من نعمتك، فأنت الرزاق الكريم.
مع بداية عام جديد، اللهم إننا نسألك أن تحفظ لنا أحبابنا ولا ترينا فيهم أي مكروه أو سوء، وابعد عنهم كل شر وحزن وهم وامنحهم السعادة والصحة والعافية بقدرتك يا رحمن يا رحيم.
تهنئة بعام هجري جديد
يبحث الكثيرون بمناسبة السنة الهجرية الجديدة عن عبارات تهاني يتبادلونها مع الاحبة والاصدقاء، وقد اجملنا تاليا عددا من العبارات المقترحة.
ها نحن اليوم نودع عامًا هجريًا آخر، لنفتح صفحة جديدة في عام جديد مقبل علينا بخفاياه التي لا يعلمها إلّا الله، نسأله تعالى أن يجعل لنا فيها من الخير والسعادة نصيب، كل عام وأنتم بخير.

بمناسبة العام الهجري الجديد 1444 كل عام والأمة الإسلامية بألف خير، نسألك اللهم الفرج القريب.
يا رب إنّا نستودعك عامًا مضى وعامًا أقبل من جديد، اللهم لا تجعل السنة الجديدة إلّا وأنت راضٍ عنا، سنة هجرية سعيدة.
أطيب التهاني والمعايدات بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة، أعادها الله على الأمة بالخير واليمن والبركة.
مع دخول العام الهجري الجديد أتمنى أن يكون دخوله سعادة وخيراً عليك، وأن يكون لك فيها من الرزق والبركة الشيء الوفير.
في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة يسرّني أن أهنّئكم بالعام الهجري الجديد، وأدعو الله لي ولكم بقبول الطاعات واستجابة الدعوات.
العام الهجري الجديد 1444 كل عام وأنتِ بخير بمناسبة بداية السنة الهجرية الجديدة، أعادها الله عليك وعلى العائلة الكريمة بكل خير وعافية.
ها هو العام الهجري الجديد يُقبل على الأمة الإسلامية حاملًا معه مواسم الطاعات والعبادات التي ننتظرها في كلّ عام، كل عام وأنتم بخير وجعل الله أعمالكم وطاعاتكم مقبولة.
الحمد لله الذي أكرمنا ببلاغ العام الهجري 1444 على هجرة رسول الله الكريم، جعله الله عامًا مختومًا بالعفو والغفران.
كل عام وأنتم إلى طاعة الرحمن أقرب، أسأل الله العظيم أن يجعله عامًا مليئًا باللحظات السعيدة والجميلة بقرب من تحبون.
رسائل تهنئة العام الهجري الجديد 1444
أحرّ التهاني والتبريكات بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، وكل عام وأنتم بخير وطاعة.
مضت سنة بكل ما فيها، وأقبلت سنة لا نعلم وش فيها، يا رب اجعلها سنة خير وتوفيق وهداية عن كل ضلالة يا رب العالمين، كل عام وأنتم بخير.
بمناسبة السنة الهجريّة الجديدة، نُبارك للأهل والأحبّة في كلّ مكان، ونسأل الله أن تكون سنة الخير على جميع شعوب العالم الإسلامي، كلّ عام وأنتم إلى الله أقرب، وإلى طاعته أرغب.
السنة الهجرية الجديدة 2022 أقبل علينا عام هجري جديد اللهم اجعله عامًا مليئًا بالخير والبركة والمحبة على الأمة الإسلامية كلها.
عام هجري سعيد، أزف إليكم أرق وأجمل العبارات بمناسبة العام الهجري الجديد، وأتمنى أن يكون عامًا زاخرًا بالطاعات والعبادات التي تقربنا من الله.
اللهم يا ربّ العرش العظيم أسألك مع مطلع السنة الهجريّة الجديدة أن تحفظنا بعين رعايتك التي لا تنام، وأن تُظللنا بالرحمات التي لا تنقطع، اللهم بارك لي وللأهل والأحبة في تلك المناسبة الطّيبة.
عدت سنة بكل ما فيها من صعاب وها هي تبدأ سنة جديدة أتمنى أن تكون مليئة بالخير برفقة الأحباب والأصحاب.