أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التزام حكومتها باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان أمن وسلامة المواطنين الإيطاليين المشاركين في "أسطول الصمود العالمي" الهادف إلى كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشارت ميلوني إلى أن "هذه المبادرة قد تحمل طابعا رمزيا أو سياسيا، غير أن الحكومة الإيطالية، كما هو دأبها في السابق، ستعمل على اتخاذ كل ما يلزم لضمان حماية مواطنيها خارج البلاد".
ويأتي هذا التصريح بعد تقارير نشرتها صحف تابعة للاحتلال الإسرائيلي كشفت عن خطة وضعها وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، تهدف إلى معاقبة المشاركين في أسطول الصمود.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن الخطة تشمل مصادرة السفن المشاركة وتحويل ملكيتها إلى شرطة الاحتلال، بالإضافة إلى اعتقال النشطاء واحتجازهم في ظروف مماثلة لتلك التي يعيشها الأسرى الأمنيون، داخل سجني كتسيعوت والدامون، لفترات طويلة.
وكان نحو 20 مركباً قد غادروا ميناء برشلونة الإسباني الأحد الماضي ضمن قافلة الأسطول، أعقبتها مجموعة أخرى من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا فجر الاثنين. ومن المقرر أن تلتقي هذه القوافل البحرية بقافلة ثالثة تنطلق قريباً من تونس قبل أن تتوجه جميعها نحو غزة خلال الأيام المقبلة.
وفي تطور جديد، أعلن أسطول الصمود العالمي يوم الخميس أن منظمة "إيميرجنسي" الإيطالية غير الحكومية سترسل سفينتها المخصصة لأعمال الإنقاذ، "لايف سبورت"، للانضمام إلى القافلة المتجهة إلى قطاع غزة. وتبلغ طول السفينة 51 متراً، وتنضم إلى عشرات القوارب الأخرى المشاركة، والتي تقل مئات المتطوعين من 44 دولة، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.
ويتكون الأسطول من تحالف يضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مما أدى إلى حرمان السكان من المساعدات الإنسانية ودفع القطاع إلى حافة المجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة، تنفيذ إبادة جماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية وكافة النداءات الدولية المطالبة بوقفها.
وبحسب آخر الإحصاءات، أسفرت هذا العدوان عن ارتقاء 64,231 شهيداً وإصابة 161,583 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة 370 فلسطينياً، بينهم 131 طفلاً.