إيران: من السابق لأوانه القول إن كان تقدما قد تحقق في جنيف

تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2013 - 08:47 GMT
اشتون وظريف/أ.ف.ب
اشتون وظريف/أ.ف.ب

حذر مفاوض إيراني كبير من أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت إيران والقوى العالمية الست قد حققت تقدما يوم الثلاثاء في سبيل حل الأزمة المستمرة منذ نحو عشر سنوات بخصوص طموح ايران النووي.

وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني للصحفيين في وقت سابق يوم الثلاثاء إن إيران قدمت للقوى العالمية الست اقتراحا من شأنه تحقيق تقدم نحو حل الأزمة.

لكنه كان أكثر حذرا عندما تحدث لرويترز بعد اليوم الأول من المحادثات المقرر أن تكتمل يوم الاربعاء في جنيف بين إيران من جهة والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا - وألمانيا من جهة أخرى.

وقال ردا على سؤال عما إذا كان الجانبان اقتربا من حل الأزمة "من المبكر للغاية إصدار حكم."

ويشتبه الغرب في أن إيران تسعى لتطوير وسائل صنع أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة الذرية. وتنفي طهران ذلك لكن رفضها تقييد نشاط يمكن أن يستخدم لإنتاج أسلحة ذرية أو السماح بعمليات تفتيش موسعة تنفذها الأمم المتحدة أدى إلى فرض عقوبات قاسية عليها.

وبدأت إيران المفاوضات بجدية مع القوى الست بعد شهرين من تولي الرئيس حسن روحاني منصبه بعدما وعد بتغليب المصالحة على المواجهة في العلاقات مع العالم.

ولم يتسن على الفور الإطلاع على تفاصيل العرض الإيراني.

وحذر دبلوماسيون غربيون في الماضي من أن طهران رفضت تقديم تنازلات كافية للتوصل إلى اتفاق. لكن الجانبين أشارا إلى أن الأجواء كانت إيجابية على الأقل في الجلسة الاولى من محادثات يوم الثلاثاء.

وفي إشارة على ما يبدو إلى عزم الجمهورية الإسلامية على التصدي بجدية لمخاوف القوى العالمية عقدت المحادثات في جنيف باللغة الإنجليزية لأول مرة.

ووصف متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون العرض الذي قدمته إيران صباح يوم الثلاثاء بأنه "مفيد للغاية" لكنه لم يتطرق للتفاصيل.

وكتب المتحدث مايكل مان في حسابه على تويتر في وقت لاحق يقول "لأول مرة استمرت مباحثات فنية تفصيلية للغاية بين (القوى الست) وإيران بعد ظهر اليوم حول برنامج إيران النووي."

وأضاف أن من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وكبير مفاوضيه النوويين مع أشتون في وقت لاحق يوم الثلاثاء وأن المفاوضات الكاملة ستستأنف يوم الأربعاء.

وعقدت وندي شيرمان وكيلة وزير الخارجية الأميركي وهي ثالث أكبر دبلوماسية في الخارجية الأميركية محادثات ثنائية مع نائب وزير الخارجية الايراني عراقجي على هامش المحادثات النووية. وترأس شيرمان الوفد الأميركي في المحادثات.

ولمح مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إلى امكانية حدوث تخفيف سريع في العقوبات إذا تحركت إيران بسرعة لتبديد المخاوف من برنامجها النووي رغم أن الطرفين قالا إن أي اتفاق سيكون معقدا ويتطلب وقتا.

وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن عراقجي قال في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية إن أي اتفاق نهائي يجب أن يتضمن إنهاء العقوبات على إيران وضمان "حقها" في تخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن أي تخفيف محتمل في العقوبات سيكون "متناسبا مع ما تطرحه إيران. ينبغي ألا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها."

وطالبت إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ترسانة نووية القوى الغربية بعدم تخفيف العقوبات قبل أن تبدد إيران المخاوف الرئيسية بشأن أهدافها النووية.

ونفذت القوات الجوية الإسرائيلية تدريبات كبيرة فوق البحر المتوسط الأسبوع الماضي ويوم الاثنين في محاولة لتوجيه رسالة بشأن قدرتها على تنفيذ هجمات بعيدة المدى.

ونشر الجيش الإسرائيلي الأنباء بشأن التدريبات الأولى التي تضمنت إعادة تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو بينما كشف مصدر أمني إسرائيلي لرويترز يوم الثلاثاء عن التدريب الثاني.

وحث مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر القوى العالمية على مطالبة إيران بالتفكيك الكامل لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو أمر يقول دبلوماسيون غربيون إنه ربما لم يعد منطقيا في ضوء حجمه وربط القيادة الإيرانية بينه وبين الكرامة والسيادة الوطنية.

وفي السياق، قالت صحيفة نيكي يوم الأربعاء إن وزير الخارجية الياباني فوميو كوشيدا قد يزور إيران في نوفمبر تشرين الثاني -وهي الزيارة الأولى من نوعها في أكثر من أربع سنوات- وذلك في محاولة لإيجاد حل للنزاع بشأن البرنامج النووي لإيران.

وقالت الصحيفة إن اليابان التي تحتفظ بعلاقات ودية مع طهران تأمل أن تقوم بدور الوسيط بين طهران والغرب حيث أبدي الرئيس الإيراني حسن روحاني استعدادا للتفاوض لإيجاد حل للنزاع.

وفي اليوم الثاني من المحادثات في جنيف يوم الأربعاء ستطلب القوى العالمية من ايران معرفة المزيد من التفاصيل بشأن اقتراحها لحل النزاع.

وقالت نيكي ان روحاني ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التقيا في 26 من سبتمبر أيلول حينما أبلغ روحاني آبي أنه يتوقع حل المسألة النووية قريبا.

وكانت اليابان قلصت بشدة مشترياتها من النفط الخام الإيراني مجاراة للعقوبات الاقتصادية الغربية على طهران.