استنكرت دول عدة اعتراض الاحتلال الإسرائيلي سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، في وقت تصاعدت فيه موجة غضب شعبي تمثلت في مظاهرات واسعة شهدتها مدن عديدة حول العالم احتجاجًا على احتجاز عشرات النشطاء من مختلف الجنسيات.
قطر أدانت بشدة اعتراض الأسطول، واعتبرته خرقًا واضحًا للقانون الدولي وتهديدًا لحرية الملاحة البحرية، وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، مجددة الدعوة لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
الكويت أكدت اعتقال اثنين من رعاياها كانوا على متن إحدى السفن، مشيرة إلى متابعتها الإجراءات اللازمة لتأمين الإفراج عنهما.
الأردن وصف الهجوم بأنه اعتداء خطير ينتهك القانون الدولي ويعرض حياة المدنيين للخطر، وأعلنت وزارة الخارجية أنها على تواصل مباشر مع مواطنين أردنيين كانوا ضمن الأسطول، وتبذل الجهود لضمان سلامتهم.
سلطنة عمان اعتبرت الهجوم انتهاكًا لكافة القوانين الدولية والإنسانية، فيما رأت السلطة الفلسطينية أن ما جرى يمثل خرقًا أخلاقيًا وقانونيًا يتنافى مع الأعراف الدولية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدان بشدة اعتراض الأسطول، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للمشاركين فيه، واعتبر العملية محاولة فاشلة لمنع فضح "الهمجية الإسرائيلية" ضد المدنيين في غزة.
وزارة الخارجية الماليزية نددت بالاعتداء وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة 12 مواطنًا ماليزيًا كانوا ضمن طواقم الأسطول.
في إسبانيا، استدعت وزارة الخارجية القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد احتجاجًا على احتجاز 65 مواطنًا إسبانيًا، في حين أعلنت إيطاليا أن 22 من رعاياها محتجزون لدى الاحتلال، وأكدت تقديم الدعم القنصلي اللازم لهم.
الموقف البريطاني دعا إلى تسليم المساعدات الإنسانية التي يحملها الأسطول للمنظمات العاملة على الأرض في غزة، مع الالتزام بالقانون الدولي وضمان احترام حقوق النشطاء.
ألمانيا شددت على ضرورة تصرف الاحتلال وفق التزاماته الدولية، فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى ضمان سلامة المشاركين في الأسطول، وأعربت أيرلندا عن قلقها الشديد إزاء الهجوم.
بلجيكا طالبت بوضوح باحترام القانون الدولي، بما في ذلك قانون البحار، في حين وصفت فنزويلا الهجوم بأنه "قرصنة جبانة" ونددت بـ"الطبيعة الإجرامية للنظام الصهيوني".
في كولومبيا، أمر الرئيس غوستافو بيترو بطرد أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية على خلفية اعتراض الأسطول، وأكد أن قوات الاحتلال تحتجز اثنين من المواطنين الكولومبيين الذين كانوا على متنه.
وزارة الخارجية البرازيلية أعربت عن قلقها حيال مصير 15 مواطنًا برازيليًا كانوا ضمن الأسطول، بينهم نائب فيدرالي.
جنوب أفريقيا دانت اعتراض السفن، ورأت أن هذا التصرف يؤكد انتهاك الاحتلال المتواصل للقانون الدولي.
أوروغواي وتشيلي أعربتا عن رفضهما الشديد لما جرى، وأكدتا دعمهما للمهمة الإنسانية التي قام بها المشاركون في الأسطول.
في موازاة ذلك، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة دول، أبرزها بريطانيا، حيث نظّمت منظمات داعمة لفلسطين وقفة أمام البرلمان في لندن للمطالبة بكسر الحصار المفروض على غزة ووقف دعم الاحتلال. العاصمة الألمانية برلين شهدت احتجاجات مماثلة، فيما خرج آلاف الطلاب في مدن إسبانية للتنديد بالاعتداء الإسرائيلي ودعمًا لأهالي غزة.
وفي إيطاليا، أعلنت النقابات العمالية عن تنفيذ إضراب شامل يوم الجمعة، رفضًا للهجوم على الأسطول وتضامنًا مع المعتقلين على متنه.
أما في تونس، فقد تظاهر مئات الطلاب وسط العاصمة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بالاحتلال والدعم الغربي له، كما نظّمت احتجاجات أمام السفارة الفرنسية للمطالبة بوقف الدعم الغربي لإسرائيل.
الأسطول الذي انطلق بمشاركة نحو 532 متضامنًا من أكثر من 45 دولة، يهدف إلى كسر الحصار عن غزة المفروض منذ 18 عامًا، والذي أدى إلى تهجير أكثر من مليون ونصف فلسطيني نتيجة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لكن البحرية الإسرائيلية، وبقوة السلاح، اعترضت السفن في المياه الدولية، وأجبرتها على التوجه إلى ميناء أسدود واعتقلت من كان على متنها، ما أثار موجة استنكار دولية واسعة وغضبًا شعبيًا متصاعدًا.