أظهرت إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة التي كشف موقع "ويكيليكس" النقاب عنها اخيرا، أن مسئولين فاسدين قاموا بعرقلة محاولات لوقف دور غانا كمحور لتهريب المخدرات بين أمريكا الجنوبية وأوروبا.
ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن البرقية المسربة، والمرسلة من سفارة الولايات المتحدة في غانا، أن بعض مسؤولي مكافحة المخدرات في غانا والشرطة المحلية، أبلغوا المهربين عن الموعد الأمثل للسفر وأتلفوا أجهزة المسح الضوئي وحولوا المسافرين من مهربي المخدرات إلى قاعة كبار الزوار، المعفاة من الاجراءات أمنية، في مطار كوتوكا في أكرا.
وتفيد الأمم المتحدة بأن غانا، مثل العديد من دول غرب أفريقيا، قد صارت مرتعا لتجار المخدرات القادمين من أميركا الجنوبية لنقل الكوكايين إلى الأسواق الأوروبية، وهي تجارة يبلغ حجمها أكثر من مليار دولار سنويا.
وكانت بريطانيا قد نفذت عام 2006 عملية عرفت باسم "ويستبريدج" للتصدي للمشكلة، وأفادت إحصاءات نشرتها المفوضية العليا البريطانية في أكرا في موقعها على الانترنت بأن العملية أسفرت عن مصادرة مخدرات بقيمة 105 ملايين جنيه استرليني (165 مليون دولار).
وأظهرت برقية أميركية مسربة أن الوضع كان سيئا لدرجة أن رئيس غانا جون أتا ميلز طلب من بريطانيا العون وتفتيش الوفد المرافق له.
وجاء في البرقية أن رئيس عملية "ويستبريدج" البريطانية رونالد أو هاغان قال للمسؤولين الأميركيين إن الرئيس ميلز أعرب عن رغبته في تطبيق إجراءات التفتيش بالأجهزة المحمولة على أفراد الوفد المرافق له في المطار لاكتشاف ما إذا كان أي منهم يحمل مخدرات، قبل الصعود إلى أي طائرة، ومغادرة البلاد.
ووفقا للبرقية التي يرجع تاريخ إرسالها إلى كانون الأول / ديسمبر 2007 ، فإن شخصيات بعض بارونات المخدرات كانت معروفة جيدا ولكن الحكومة لم يكن لديها الرغبة السياسية في مطاردتهم.