صحيفة سعودية: الظواهري أرشد الأميركيين إلى بن لادن

تاريخ النشر: 05 مايو 2011 - 07:18 GMT
مصور باكستاني يلتقط صور لقتلى عملية الكوماندوز ضد بن لادن ورفاقه
مصور باكستاني يلتقط صور لقتلى عملية الكوماندوز ضد بن لادن ورفاقه

ذكرت صحيفة سعودية الخميس نقلا عن مصدر اقليمي "وثيق الصلة بملف الارهاب" أن الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري ارشد القوات الأمريكية إلى مخبأ زعيم التنظيم أسامة بن لادن في باكستان.

ونقلت الصحيفة عن المصدر "الوثيق الصلة بملف الارهاب" منذ مطلع 2002 ان "مصريي القاعدة وعلى رأسهم أيمن الظواهري الذين يقودون التنظيم عمليا، هم من اوصلوا الأمريكيين إلى مقر بن لادن في مدينة ابوت اباد الباكستانية".

وأوضح أن "ذلك حصل من خلال مرشد قام بلفت انظار عناصر الاستخبارات الأمريكية وجعلهم يتتبعون خطواته دون أن يشعرهم بعلمه بهم" مشيرا إلى انه "مواطن باكستاني يعمل بامر الظواهري".

وقال إن "المصريين يريدون السيطرة على التنظيم منذ تأسيسه لكنهم وجدوا فرصتهم الأكبر بعد مرض بن لادن منتصف عام 2004 حين اقنع الظواهري ومجموعة القيادة بن لادن بالانتقال إلى أبوت اباد لتوافر المأوى الآمن".

واضاف إن زعيم القاعدة والظواهري كانا يتنقلان بين اقليم وزيرستان ووادي سوات.

وتابع المصدر "بعد عودة (القيادي المصري في القاعدة) سيف العدل من ايران الخريف الماضي، وهو المعروف بقدرته الفائقة على التخطيط والتنفيذ ليلتحق بمنظومة قيادة القاعدة في وزيرستان، اصبحت خطة تصفية بن لادن جاهزة للتنفيذ بطريقة لا تثير الشبهة حولهم".

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين أن قوة خاصة أمريكية قتلت بن لادن في مدينة ابوت اباد التي تبعد مسافة 55 مكلم الى الشمال من العاصمة الباكستانية اسلام اباد.

صور للقتلى

من جهة ثانية أظهرت صور حصلت عليها وكالة "رويترز"، والتقطت بعد الهجوم الأمريكي على مجمّع سري كان يقيم فيه أسامة بن لادن متخفياً في باكستان؛ 3 قتلى راقدين مضرجين بالدم من دون أن تظهر إلى جانب أي منهم قطعة سلاح.

والتقط الصور مسؤول أمن باكستاني باعها للوكالة ولم يرغب في الكشف عن اسمه، وبثتها "رويترز" ليل الأربعاء. وقالت إنه التقطها بعد الهجوم بساعة تقريباً، حيث ظهر فيها رجلان يرتديان الزي الباكستاني التقليدي، وثالث يرتدي قميصاً، وجميعهم ظهروا وقد سالت الدماء من آذانهم وأنوفهم وأفواههم.

ومع أن "رويترز" ذكرت أن أياً من القتلى الثلاثة "لا يشبه بن لادن"، إلا أن الذي ظهر في إحدى الصور كأصغرهم سناً، ومرتدياً القميص، بدا على شيء من الشبه بزعيم تنظيم "القاعدة" الراحل. وهو بدا في الصورة راقداً على ظهره وسط بركة دم سالت من جرح في رأسه كما يبدو.

وبحسب الوقت المسجل على الصور، فإنها التقطت في 2 مايو / أيار الجاري عند الساعة 2:30 فجراً بالتوقيت الباكستاني، أي بعد ساعة تقريباً من إتمام الهجوم الذي قتل فيه بن لادن. كما التقط مسؤول الأمن الباكستاني صوراً أخرى بين الساعة 5:21 و6:43 صباحاً، وبثتها "رويترز" أيضاً، لكنها من خارج المجمّع السكني المفروض عليه حالياً حراسة مشددة.

وظهر في إحدى الصور حطام طائرة هليكوبتر تركها الكوماندوز الأمريكيين بعد أن تعطلت في المكان أو أصيبت. ولم يكن شكل ذيلها تقليدياً، ما يشير إلى نوع غير معروف من القدرة على التخفي عن شاشات الرادار.

وتثق "رويترز" بصحة الصور لأنها تظهر على ما يبدو طائرة هليكوبتر تحطمت في الهجوم، وتتطابق مع تفاصيل صور تم الحصول عليها من مصادر مستقلة يوم الإثنين الماضي، وهي مصادر أكدت أن القوات الأمريكية خسرت طائرة هليكوبتر في الهجوم بسبب مشكلة فنية ودمرتها في وقت لاحق.

وتم التقاط الصور جميعها في تتابع ومساحتها واحدة، مما يشير إلى أنها لم تتعرض للعبث. كما يتطابق وقت وتاريخ الصور المسجل في بيانات ملف الكاميرا الرقمية مع ظروف الضوء في المنطقة، وكذلك مع الوقت والتاريخ المطبوعين على الصور نفسها.

ويظهر في إحدى الصور، التي ركزت غالباً على أيدي القتلى وأذرعهم، كابل كمبيوتر ولعبة مسدس مياه بلاستيكي باللونين الأخضر والبرتقالي ملقاة تحت الكتف الأيمن لأحد القتلى. وتكونت تحت رأسه بركة دماء كبيرة. وفي صورة ثانية يظهر قتيل آخر يسيل الدم من أنفه إلى وجنته اليمنى وبقعة كبيرة من الدم على صدره.

وتؤكد الصور صحة ما ذكره تقرير أمريكي من أن بن لادن لم يكن محاطاً بحراس مدججين بالسلاح ومجاهدين قاتلوا معه في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، بل كان يعتمد على شخصين باكستانيين، بينهما رسوله المخلص، وهما شقيقان معروفان بأرشاد خان وطارق خان، لكن اسم الأول ليس حقيقياً بل كان يتنقل بهوية مزورة، وقد ظهرا في صور "رويترز" الآن على ما يبدو.

لكن أحد جيرانهما في مجمّع بلدة "آبوت أباد" قال إنهما أولاد عم من البشتون من شارسادا بالمنطقة الحدودية الشمالية الشرقية المتاخمة لأفغانستان، وإنهما انتقلا إلى البلدة قبل 7 سنوات، ولم يتضح بعد كيف تعرفا إلى بن لادن ولا إذا كانا معروفين للجيش الباكستاني وأجهزة المخابرات.

والمعروف أن الهجوم الذي نفذته الوحدة الأمريكية الخاصة استمر 45 دقيقة تقريباً، بينها 4 أو 5 دقائق فقط من قتال سريع بين الطرفين، بدأ بعد نزول عناصر الوحدة من المروحيات من دون أن يلقوا "سوى مقاومة محدودة" بحسب ما نقلت روايات تم جمعها في الحي، ما يعني أن المعركة كانت قصيرة وسهلة على المهاجمين وكأنها لم تكن.

وقتل في الهجوم 4 رجال: بن لادن ونجله إبراهيم، إضافة إلى طارق وأرشاد خان وامرأة غير معروفة الهوية للآن، فيما قال شرطي باكستاني زار المنزل الذي كان بن لادن يقيم فيه منذ 6 سنوات، إن آثار دماء كانت في غرفتين فقط. ولم يكن بن لادن مسلحاً عندما قتل، ولا توجد في المجمّع أي تحصينات أو قبو أو مكان آخر يمكن له الاختباء فيه فراراً ممن هاجموه بغتة عند الفجر.

وإذا كان صحيحاً أن عدد القتلى من الرجال هو 4 فقط، فإن القتيل النحيف في الصورة، والمرتدي للقميص، هو أكثر المرشحين ليكون إبراهيم، نجل بن لادن.

أمريكا تؤكد وقوع معركة

وفي سياق متصل أكد مسؤولون أمريكيون الأربعاء انه وقعت معركة في المجمع الذي قتل فيه أسامة بن لادن في باكستان على الرغم من الشكوك المتزايدة بشأن رواية حكومة الرئيس باراك أوباما للأحداث والمعلومات التي كشفت أن زعيم القاعدة كان أعزل.

وقال مسؤول في البنتاغون "إني أعلم يقينا انه جرى تراشق بالنيران خلال هذه العملية".

وبعد أن قدم مسؤولون كبار في الاستخبارات والدفاع تقرير إحاطة عن العملية للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب رفض اعضاء اللجنة الحديث عن تفاصيل ما تم ابلاغهم به.

غير أن النائب آدم سميث العضو الديمقراطي في اللجنة قال للصحفيين حينما سئل عن اطلاق النار على ابن لادن وهو أعزل ان فريق الهجوم الامريكي تعرض لاطلاق النيران.

وقال سميث "لقد دخلوا ليلا. وكان هناك ظلام. وكان هناك أناس يتحركون هنا وهناك. وتعرضوا لاطلاق النار فيما اعتقد من جانب أكثر من شخص."

واضاف سميث قوله "كانت هناك اسلحة في المكان وكان الوضع سريع التحرك أحسوا فيه بأنهم معرضون للخطر وكانت استجابتهم على هذا الأساس".

وقالت شبكة تلفزيون (إن.بي.سي) نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن اربعة من الأشخاص الخمسة الذين قتلوا رميا بالرصاص في العملية التي أدت إلى مقتل ابن لادن ومنهم زعيم القاعدة كانوا غير مسلحين ولم يطلقوا طلقة واحدة وهي رواية تختلف عن التصريحات الأولى لمسؤولي حكومة اوباما بان الفريق التابع للبحرية خاض اشتباكا طويلا.

وأكد رئيس اللجنة باك ماكيون أن تحديد هوية ابن لادن تضمنت مقارنة الحمض النووي (دي.ان.إيه) مع أمه وثلاثة من أبنائه.

وقال سميث "تم تحديد هويته بعدة سبل. تحليل صور (دي.ان.ايه) وليس هناك شك".

وقال ماكيون انه لم تعرض صور لابن لادن على لجنة القوات المسلحة لمجلس النواب لكن بعض الاعضاء طلبوا الاطلاع عليها حتى يمكنهم ابلاغ ناخبيهم أنهم رأوها.

وقال عضو آخر في اللجنة هو النائب روب اندروز انه كلما زاد عدد الذين يتأكدون من وفاة ابن لادن يقل احتمال ان تروج نظريات المؤامرة. واضاف قوله انه يود أن يرى الصور "لتبديد هراء المؤامرات".