اعلنت روسيا الاربعاء نشر صواريخ دفاع جوي من طراز اس-300 في منطقة ابخازيا الانفصالية الجورجية الموالية لروسيا، فيما نددت تبيليسي بهذا القرار معتبرة انه ينبغي ان يشكل مصدر قلق مباشر للحلف الاطلسي. كذلك افاد قائد القوات الجوية الروسية الجنرال الكسندر زيلين الاربعاء ان روسيا نشرت ايضا وسائل دفاع جوي في اوسيتيا الجنوبية، الجمهورية الانفصالية الجورجية الثانية المحاذية لروسيا، وفق ما نقلت وكالات الانباء الروسية.
وقال الجنرال زيلين ان "الهدف من وسائل الدفاع الجوي هذه لا يقتصر على حماية اراضي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية بل يشمل تدمير اي طائرة تخرق المجال الجوي ايا كانت مهمتها".
وردت جورجيا المؤيدة للغرب منذ وصول الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي الى السلطة عام 2003، على الفور على هذا الاعلان معتبرة انه لا بد ان يشكل "مصدر قلق" للحلف الاطلسي.
وقال رئيس الوزراء الجورجي تيمور ياكوباشفيلي لوكالة فرانس برس "يفترض ان يكون هذا مصدر قلق ليس لجورجيا فحسب بل ايضا لاطراف اقليمية اخرى منها الحلف الاطلسي".
واضاف ان "ذلك يبدل توازن القوى في المنطقة". وتابع "من الواضح ان روسيا تستخدم هذه الاراضي المحتلة قاعدة عسكرية لخطط اوسع من تلك التي تستهدف جورجيا وحدها".
ولم يصدر رد فعل في الوقت الحاضر عن الحلف الاطلسي، غير انه سبق ان نفى قانونية اتفاق تم في شباط/فبراير الماضي بين موسكو وابخازيا من اجل اقامة قاعدة عسكرية روسية في المنطقة الانفصالية.
وتسمح هذه الاتفاقات العسكرية التي وقعتها موسكو مع الجمهوريتين الانفصاليتين الجورجيتين بابقاء 3400 جندي على اراضيهما لمدة 49 عاما.
في المقابل، نص اتفاق وقف اطلاق نار تم التوصل اليه في 12 اب/اغسطس 2008 برعاية الاتحاد الاوروبي بعد نزاع قصير دار بين روسيا وجورجيا، على انسحاب القوات الروسية الى الحدود السابقة للنزاع.
ورأى ياكوباشفيلي ان الصواريخ الروسية في ابخازيا هي "رد غير متوازن على نشر الاميركيين عناصر من الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية".
وبعدما اعترضت روسيا على مشروع اول لادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش يقضي بنشر الدرع الصاروخية الاميركية في بولندا والجمهورية التشيكية، ابقت على تحفظاتها رغم قيام ادارة باراك اوباما في ايلول/سبتمبر بتعديل المشروع الاساسي مبررة ذلك باعادة تقييم الخطر البالستي الايراني.
وجرت حرب خاطفة قبل سنتين بين روسيا وجورجيا من اجل السيطرة على اوسيتيا الجنوبية، اعترفت موسكو بعدها باستقلال الجمهوريتين.
ولقي هذا الاعتراف تنديدا واسعا في الغرب ووحدها نيكاراغوا وفنزويلا وجزيرة ناورو الصغيرة في جنوب المحيط الهادئ حذت حذو روسيا واعترفت باستقلال المنطقتين.
وتقع ابخازيا على ساحل البحر الاسود بمحاذاة منطقة سوتشي الروسية التي ستستضيف في 2014 دورة الالعاب الاولمبية الشتوية.