البيت الابيض ادان تسريبها: وثائق سرية تكشف طرق تصفية المدنيين في افغانستان وباكستان

تاريخ النشر: 26 يوليو 2010 - 06:36 GMT
وثائق تفضح الجرائم الاميركية
وثائق تفضح الجرائم الاميركية

أدان البيت الأبيض الكشف عن وثائق سرية في حرب أفغانستان معتبرا أن هذه المعلومات تعرض حياة الأميركيين وشركائهم للخطر، وذلك في وقت وصفت فيه باكستان الكشف عن هذه الوثائق بأنه عمل "غير مسؤول"، لاسيما وأنها تتحدث عن دعم الاستخبارات الباكستانية لحركة التمرد في أفغانستان. وفق راديو سوا الاميركي .

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز في بيان وزعه البيت الأبيض إن هذه الوثائق تتحدث عن فترة تمتد بين يناير/كانون الثاني عام 2004 وحتى ديسمبر/كانون الأول عام 2009 بما يعني أنها كانت خلال فترة الرئيس السابق جورج بوش.

وأضاف جونز أن "هذه الفترة كانت قبل إعلان الرئيس أوباما لإستراتيجية جديدة تضمنت زيادة كبيرة في الموارد المتاحة في أفغانستان وتركيز متزايد على الملاذات الآمنة للقاعدة وطالبان في باكستان نظرا للوضع الخطير الذي تطور على مدار عدة سنوات هناك".

وبرر المسؤول الاميركي عمليات القتل بانها كانت ثمرة "تعاونا بين الولايات المتحدة وباكستان في مكافحة الإرهاب مما قاد إلى ضربات مؤثرة ضد قيادة تنظيم القاعدة" غير أنه دعا في الوقت ذاته باكستان إلى "مواصلة تحولها الإستراتيجي ضد المجموعات المتمردة".

ومن جانبه، وصف السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني نشر المستندات السرية مؤكدا أن بلاده ملتزمة بالكامل في مكافحة المتمردين الإسلاميين.

وقال حقاني في بيان له إن هذه المستندات التي كشفت عنها منظمة Wikileaks المعنية بالكشف عن أي مخالفات حكومية أو مؤسسية في الولايات المتحدة تضمنت معلومات "غير دقيقة لا تعكس الواقع على الأرض".

وأضاف السفير أن "الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان شركاء إستراتيجيون ويحاولون معا التغلب عسكريا وسياسيا على القاعدة وحلفائها من طالبان".

وكانت ثلاث صحف أميركية وبريطانية وألمانية قد نشرت الأحد وثائق سرية تضمنت نحو 90 ألف وثيقة عسكرية أميركية تتحدث عن ست سنوات في الحرب المستمرة في أفغانستان منذ قرابة تسع سنوات.

وتضمنت الوثائق التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية وغارديان البريطانية ودير شبيغل الألمانية الأسبوعية نقلا عن منظمة Wikileaksحوادث قتل لمدنيين أفغان لم يتم الكشف عنها فضلا عن عمليات سرية ضد شخصيات من طالبان.

وتضمنت هذه الوثائق رسائل من الضباط الميدانيين من ذوي الرتب الصغيرة التي يستند إليها المحللون في صياغة تقارير لتقديم النصيحة لصناع القرار

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الوثائق التي تتضمن كذلك رسائل سرية وتقديرات متبادلة بين مسؤوليين دبلوماسيين وضباط عسكريين تصف "المخاوف الأميركية من قيام الاستخبارات الباكستانية بمساعدة حركة طالبان في أفغانستان".

وقالت الصحيفة إن هذه الوثائق تتحدث عن "سماح باكستان لممثلين عن جهاز الاستخبارات التابع لها بالالتقاء مباشرة مع عناصر من حركة طالبان في جلسات إستراتيجية سرية لتنظيم شبكات من المجموعات المتشددة التي تقاتل القوات الأميركية في أفغانستان وحتى لتدبير مؤامرات اغتيال لقادة أفغان".

ومن ناحيتها ركزت صحيفة غارديان البريطانية على وثائق قالت إنها تكشف عن كيفية قيام "وحدة سرية خاصة من الجنود الأميركيين السود بتعقب قادة طالبان لقتلهم أو اعتقالهم من دون محاكمة، وكيف أن الولايات المتحدة قامت بالتغطية على أدلة تحدثت عن تمكن حركة طالبان من الحصول على صواريخ أرض جو فتاكة"، على حد قول الصحيفة.

وبدورها ركزت مجلة دير شبيغل الألمانية على أن الوثائق التي تم تسريبها تظهر أن ضباط الأمن الأفغان كانوا "ضحايا لا حول لهم ولا قوة لهجمات طالبان" مشيرة إلى أن الوثائق تظهر كذلك تهديدا متزايدا في مناطق شمال أفغانستان.

من جهتها قالت اذاعة بي بي سي البريطانية: "يقال" ان الوثائق تتضمن تفاصيل عمليات قتل لمدنيين افغان لم يعلن عنها وعمليات سرية لقوات خاصة امريكية ضد قادة طالبان. ووصفت الغارديان تلك الوثائق السرية بانها واحدة من اكبر تسريبات المعلومات في التاريخ العسكري الامريكي. وتكشف الوثائق كذلك عن قلق حلف شمال الاطلسي (ناتو) من ان باكستان وايران تساعدان طالبان في افغانستان. وجاء الكشف عن تلك الوثائق في وقت يقول فيه ناتو انه يحقق في انباء عن مقتل 45 مدنيا في غارة جوية في اقليم هلمند الجمعة. ورغم ان تحقيقا اوليا لناتو لم يتوصل الى ادلة الا ان صحفيا من اذاعة بي بي سي زار قرية ريغي وتحدث مع عدد من الاشخاص قالوا انهم شاهدوا الحادث. وقال هؤلاء ان الهجوم وقع في وضح النهار فيما كان العشرات من الناس يحتمون من القتال في منطقة جوشاني المجاورة.