اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الثلاثاء ان الغاء الحظر المستمر منذ عقود على الحجاب لن يتأتى الا من خلال وضع دستور جديد للبلاد ينهي الجدل الدائر حاليا بهذا الشأن.
وقال اردوغان في مؤتمر صحافي قبيل توجهه الى سيؤول للمشاركة في قمة مجموعة الدول ال20 المقررة هناك غدا انه يولي اهمية قصوى للفترة التي ستعقب الانتخابات المقبلة منتصف عام 2011 كونها ستشهد مساعي جادة لوضع مثل الدستور الجديد.
واوضح ان "دستورا جديدا بامكانه فقط ان يضع النقاط على الحروف بشأن مسألة الحجاب" معربا عن الامل بأن تفضي هذه المساعي الى حلول وسط تلغي تحفظات القوى المعارضة للحجاب.
ويعد الحظر على ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية والعامة في البلاد مسألة جدلية ازدادت حدة في السنوات الثلاث الاخيرة خصوصا بعد محاولة الحكومة الغاء الحظر من خلال تعديل دستوري في عام 2008 لكن المحكمة الدستورية ابطلت هذا التعديل.
وسعت الحكومة مجددا هذا العام الى التشاور مع احزاب المعارضة العلمانية والقومية لمحاولة الغاء هذا الحظر بعدما ابدت المعارضة استعدادها للتشاور في مثل هذه الخطوة لكن الحكومة تخلت عن هذا المسعى بعد تراجع قوى المعارضة تحت ضغط التيار العلماني في المؤسسة القضائية ووسائل الاعلام.
واعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الاسلامية عزمه على صياغة دستور جديد للبلاد بعد انتخابات عام 2011 اذا فاز بفترة ثالثة في السلطة ومن خلال التشاور مع الاحزاب الممثلة في البرلمان.
ورغم دعوات من داخل حزبه الحاكم ومن المعارضة فقد رفض اردوغان فكرة وضع دستور جديد قبل انتخابات العام المقبل لاعتباره ان الدورة التشريعية الحالية قصيرة وان الوقت ضيق خصوصا مع قرب انطلاق الحملات الانتخابية.
وكان الحظر قد طبق رسميا منذ 13 عاما بعد اتفاق العسكر والسلطة القضائية على تنفيذ الانقلاب الابيض على رئيس الوزراء التركي الاسبق نجم الدين اربكان وتسليم السلطة الى نائبه تانسو تشيلر شريك اربكان في الائتلاف الحكومي.