دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمهوريين والديمقراطيين إلى وضع الخلافات جانباً والعمل على تفادي تراكم مزيد من الدين في البلاد.
وقال أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي السبت ان معالجة مسألة الدين الفدرالي تتطلب "مقاربة متوازنة" تشمل الاقتطاع في الإنفاق و"بعض الموارد الجديدة".
وكرر أوباما، الذي دعا قادة الكونغرس إلى اجتماع في البيت الأبيض السبت عند الساعة 11 صباحاً، موقفه بأنه حتى تتفادى واشنطن مزيداً من الدين الذي "سيضعف اقتصادنا ويتسبب بمعدلات فائدة أعلى للعائلات، ويجبرنا على التراجع في أمور مثل التعليم والرعاية الطبية"، يتوجب على الديمقراطيين والجمهوريين "وضع خلافاتهم جانباً والعمل على ما هو صائب للبلاد".
وأضاف "يتوجب أن يكون كل منا مستعداً لتقديم تنازلات وإلا لن يتم تحقيق أي شيء".
وتابع انه "لهذا السبب نحن بحاجة لمقاربة متوازنة لتخفيض العجز، نحن بحاجة لمقاربة تقضي بإجراء بعض الاقتطاعات الجدية في برامج، اقتطاعات ما كنت لأقدم عليها لو كنا في ظروف طبيعية، نحن بحاجة لمقاربة تطلب من الجميع القيام بما يتوجب عليهم".
وأوضح أوباما "ان هذا يعني ان علينا إجراء اقتطاعات جدية في الموازنة لكن من غير المناسب أن نطلب من عائلات الطبقة الوسطى دفع المزيد مقابل الدخول إلى الجامعة قبل أن نطلب من الشركات الكبرى دفع حصتها العادلة من الضرائب".
وقال انه "قبل وقف تمويل الطاقة النظيفة يجب أن نطلب من شركات النفط ومالكي الطائرات التخلي عن الإعفاءات الضريبية التي لا تحصل عليها شركات أخرى، وقبل الاقتطاع من الأبحاث الطبية يجب أن نسأل مدراء الصناديق أن يتوقفوا عن دفع الضرائب بمعدلات أقل من سكرتيريهم".
وأضاف "قبل أن نطلب من المسنين دفع المزيد للحصول على الرعاية الطبية يجب أن نطلب من دافعي الضرائب الأكثر ثراء أن يتخلوا عن الإعفاءات الضريبية التي لا نتحملها في هذه الظروف".
وشدد على ان "هذا قلب المقاربة: اقتطاعات جدية متوازنة مع بعض العائدات الجديدة، وهذا هو موقف كل زعيم جمهوري وديمقراطي عمل على تقليص العجز من بيل كلينتون إلى رونالد ريغن".
يشار إلى ان المحادثات بين البيت الأبيض وجمهوريي مجلس النواب بشأن رفع سقف الاقتراض الحكومي فشلت أمس الجمعة، ودعا أوباما قادة الكونغرس إلى اجتماع صباح السبت لاستئناف المحادثات تجنباً لتخلف الحكومة الأميركية عن سداد ديونها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الثاني من أغسطس/ آب المقبل.
وبلغت الولايات المتحدة سقف الدين المسموح به وهو 14.3 تريليون دولار في مايو/ أيار الماضي، وقالت إدارة أوباما ان الحكومة ستفشل بالإيفاء بمتوجباتها إذا لم ترفع سقف الدين بحلول الثاني من أغسطس/ آب المقبل.
ومن أجل أن يستمر سقف الدين الجديد حتى نهاية العام 2012 يجب رفعه بحوالي 2.4 تريليون دولار.
ويرفض الجمهوريون التصويت على رفع سقف الدين إذا لم يوافق أوباما على تخفيضات بالقيمة نفسها للعجز خلال السنوات العشر المقبلة، ويعارض الجمهوريون أيضاً اقتراح الإدارة زيادات ضريبية بإطار صفقة لتقليص العجز ورفع سقف الدين فيما يضغط أوباما من أجل إقناعهم بالتراجع عن موقفهم.