تخلى وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير عن حذره المعهود في الحديث عن الإرهاب، واعترف في الوقت ذاته بخطأ تقديراته السابقة بشأن الخدمة الأمنية.
وحذر الوزير من وقوع أعمال إرهابية أخرى بعد فشل الهجمات التي دبرت الأسبوع الماضي باستخدام طرود ملغومة.
وأضاف الوزير في حديث لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية إن مؤشرات متزايدة على ذلك يجب التعامل معها بجدية في هذا الصدد، مؤكدا في الوقت نفسه اتخاذ كافة التدابير الأمنية لضمان أمن المواطنين.
اعترف الوزير بارتكاب السلطات الأمنية في ألمانيا أخطاء كبيرة.
وكان تنظيم "القاعدة" في اليمن اعترف بمسؤوليته عن الهجمات التي دبرها للاعتداء على مرافق يهودية في الولايات المتحدة، كما أعلن عن اعتزامه القيام بهجمات جديدة.
ويعتزم دي ميزير أن يقوم غدا الاثنين بعرض خطة من خمس نقاط في بروكسل لسد الثغرات الأمنية في منظومة الشحن الجوي.
طالب الوزير المواطنين الألمان بتوخي أقصى درجات الحذر وإخطار الشرطة على الفور بأي شيء يثير الاشتباه.
وبدا الوزير أكثر صراحة عندما قال "إن الأحداث وصلت مستوى يجعلني أعرب بصراحة عن مخاوفي بلا مواربة لأول مرة" في إشارة منه إلى القنابل والطرود المفخخة التي وصلت من اليمن والتي كان أحدها قادما من اليونان إلى مكتب المستشارة الألمانية.
ورفض الوزير وصف المحاولات الأخيرة لتنظيم "القاعدة" بتفجير طائرتي شحن بأنها "على سبيل التجربة" وأكد أن مسار المحاولتين لا يدع أي مجال للشك في أن القاعدة جادة في تنفيذ هجماتها.
من ناحية أخرى، طالب وزير النقل والمواصلات الألماني، بيتر رامزاور بوضع قائمة سوداء للمطارات غير الآمنة بجانب قائمة الاتحاد الأوروبي حول شركات الطيران غير الآمنة.
أرجعت الداخلية الألمانية عدم إبلاغ المستشارة أنغيلا ميركل بأمر الطرد المفخخ المرسل من اليمن ليلة الخميس/الجمعة قبل الماضية إلى الاعتقاد بأن التحذيرات في هذا الشأن كانت بمثابة "إنذار كاذب".
وقال وزير الداخلية، توماس دي ميزير، لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة اليوم الأحد :"طبقا للمعلومات المتوافرة لدينا في ذلك الوقت من زملائنا البريطانيين فقد انطلقنا من كون الإنذار غير صحيح".
ذكرت تقارير صحافية أخرى اليوم أن ميركل التقت السبت قبل الماضي في لندن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في زيارة غير معلنة لمناقشة سبل التعاون في مكافحة الإرهاب.
وقالت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونج" إن ميركل علمت من كاميرون خلال اللقاء ولأول مرة بتفاصيل الطرد المفخخ من اليمن.
وأكدت الصحيفة استنادا لمصادر حكومية أن ميركل صبت غضبها على وزير الداخلية وانتقدته بشدة لعدم إخبارها بأمر الطرد.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الداخلية نفسه لم يعلم في أول الأمر شيئا عن تفاصيل الطرد المفخخ المرسل من اليمن، وأضافت أن الوزير قلل من شأن الواقعة.
